خبر الجهاد الإسلامي: نهاية العدوان ستنتهي لصالح المقاومة على غرار ما حقق في لبنان عام 2006

الساعة 10:43 ص|02 يناير 2009

فلسطين اليوم : بيروت

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، هو حال المقاومين في قطاع غزة .. والكلام هنا عن تواطؤ بعض الأنظمة العربية التي لا مكان لها في قاموس المقاومين هناك والقيادات الفلسطينية في لبنان التي تواكب أولاً بأول سير العمليات البطولية التي يخوضها أبطالها في هذا قطاع.

مسؤول حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي يطمئن في حديث لصحيفة "الانتقاد" الغيارى على المقاومة بأن الأخيرة ما زالت تملك زمام المبادرة، ويؤكد أن النهاية ستكون على غرار ما حصل في لبنان صيف 2006، وستكون الهزيمة محتمة للعدو، ومن يتواطأ معه من عربان الاعتدال.

عن آخر الصمود والتصدي للمحرقة الإسرائيلية كان حديثنا مع أبو عماد الرفاعي، وهذا نصه:  

حتى الساعة كيف تقوِّمون رد المقاومة الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي؟

ـ برغم ما يمتلكه الإسرائيلي من تفوق عسكري وغطاء جوي لا يغادر سماء قطاع غزة يبقى رد المقاومة في استمرار إطلاق الصواريخ هو تعبيراً عن قدرة المقاومة وإصرارها على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا الرد يدل على قوة المقاومة في استمرار الرد على  العدوان، وأعتقد ان هذا يدل على تماسك المقاومة وإصرارها للتصدي، وحجم الصواريخ التي تطلقها هو دليل على انها تمسك بالأرض.. وحتى اللحظة رد المقاومة هو رد متوازن سوف يترك آثارا ايجابية على المقاومين في الداخل. الإسرائيلي يعيش اليوم خيبة عدوانه حيث ان هناك ما يزيد عن ثلاثمئة ألف مستوطن يعيشون في الملاجئ، وبالتالي المقاومة ما زالت حتى اللحظة تمارس توازن الرعب مع الاحتلال الإسرائيلي.

 

برغم القصف التدميري على قطاع غزة، الوقت لمصلحة من على الأرض؟

ـ ان أهم ما في الموضوع هو قدرة المقاومة على الرد على العدوان الإسرائيلي الذي يعبر عن الإرادة والعزيمة لدى شعبنا الفلسطيني، والرد حتى الساعة هو مُرضٍ جداً، وهو بحجم الإمكانيات والقدرات التي تملكها الفصائل الفلسطينية قياساً بما يمتلكه العدو الاسرائيلي من ترسانة كبيرة جدا، وبالتالي هذا الرد يقع في خانة الأسطورة، ويدل على ان المقاومة بخير، وما زالت قادرة على ان تقصف وتضرب الاحتلال في عمق كيانه.

 

العدو استنفد أهداف حملته البحرية والجوية، ما هي نسبة توقعكم لبدء العدوان البري؟

ـ اعتقد ان الساعات القليلة القادمة سوف تحدد سير العملية العسكرية الصهيونية، ولكن قد نشهد بداية تحرك باتجاه بعض المناطق في غزة لا سيما منها الشرقية والشمالية التي هي بمعظمها أراض زراعية. الاحتلال الإسرائيلي ما زال حتى اللحظة متخوفاً من النزول الى الأرض، وما زال مربكاً نتيجة الخطوات التالية بعد استنفاد بنوك الأهداف، لان نتائج العدوان البري غير محسومة بالنسبة له، وهو يدرك حجم وبأس المقاومة، والدور والأداء، التي ما زالت تمتع به، خصوصاً ان استمرار إطلاق الصواريخ برغم حجم العدوان دليل إضافي ـ كما ذكرت ـ على تماسك المقاومة على الأرض، وهو ما يخيف الاحتلال بإقدامه على اجتياح بري واسع النطاق.

 

هل التحرك الإسرائيلي المحدود على الأرض ـ كما ذكرت ـ سيكون من قبيل جس النبض؟

ـ هو بالتأكيد يريد ان يفرض وقائع ميدانية على الأرض من خلال توغله في مساحات زراعية غير مؤهلة بالسكان ليشكل معها معادلة، وفرض واقع سياسي للضغط باتجاه مجلس الامن، وللأسف الجامعة العربية أحالت الموضوع إلى الأخير ليصدر قراراً على غرار القرار 1701، وهذا القرار إذا ما اتخذ سوف يثبت شرعية محمود عباس، ويفرض على المقاومة معادلة جديدة في طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني، ويفرض ايضاً على المحيط العربي ونظامه ان يتعامل مع القرارات بما يتوافق مع الرؤية السياسية لايجاد حل للصراع العربي الصهيوني، وهو ما يسعى إليه الإسرائيلي على ارض الواقع.

 

.. إذاً ماذا يعني لكم فشل مجلس الامن في التوصل الى استصدار قرار لوقف إطلاق النار؟

ـ هذا جزء من محاولة الضغط على المقاومة للقبول بما ينتج من قرارات في مجلس الأمن على حساب القضية الفلسطينية، لان المقاومة ما زالت قادرة على ان ترفض أي قرار لا يتوافق مع تطلعات شعبنا الفلسطيني، تبعاً لما تملكه من زمام المبادرة على ارض الواقع. وان الإسرائيلي من خلال قصفه المدمر على غزة يتوهم ان ارادة المقاومة قد تتراجع، او تقبل بالشروط نتيجة الوضع الميداني، وهذا لن يتحقق، لان ارادة شعبنا ما زالت صلبة وقوية، ولن تخضع للضغوط من هنا او هناك.

 

.. فيما لو عقدت القمة العربية غداً، ماذا يمكن ان تقدم من دعم لقطاع غزة؟

ـ للاسف لم يتم حتى اللحظة إقرار القمة العربية.. الموقف العربي ما زال عاجزاً، وقد ظهر من خلال إحالة القضية إلى مجلس الأمن، وبالتالي هناك مشروع استسلامي لما يسمى بعرب الاعتدال الذي لا يرى في المقاومة خيارا، بل يعتبر انه علينا ان نقبل بما يقسمه لنا العدو من فتات هنا وهناك، وان نخضع للقوة وللهيمنة الأميركية في المنطقة، فضلا عن انحياز عربي لطرف دون آخر، وهذا يدل على ان هناك محاولة للقضاء على روح المقاومة في المنطقة.

 

ما هي توقعاتكم للكيفية التي ستخلص إليها المواجهة في غزة؟

ـ أتوقع النهاية على غرار ما حققته المقاومة في لبنان، أي هزيمة للمشروع الصهيوني الذي لم ولن يستطيع كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وأنا اعتقد سيكون هناك هزيمة للنظام العربي المتواطئ مع العدوان الإسرائيلي، وان النصر سيكون حليفنا ان شاء الله تعالى.