بالصور "الفوانيس الورقية".. وصفة البؤساء في رمضان

يركضون حُفاة الأقدام والفرح يتطاير من أجسادهم الصغيرة، كأن أحلامهم كلها أُنجزت، والحياة فتحت ذراعيها لهم، لكن كل هذه السعادة ما هي إلا نِتاج فانوس ورقي صنعته أيديهم ليعلنوا قدوم رمضان لأحيائهم الفقيرة.

هناك في الشوارع الرملية المنسية لمدينة خان يونس جنوب القطاع، يجلس الأطفال وبأيديهم دفاتر المدرسة والدبابيس والمقصات، منهمكون في صناعة الفرح الذي لا يزورهم إلا في المناسبات _هذا إن فعل_!

أباءٌ قست على جيوبهم الحياة، وأخذتهم غزة إلى آخر مستنقع الفقر والحاجة، لكنهم بدلاً من الاستسلام فضَّلوا صناعة البسمة على وجوه أطفالهم دون الحاجة للنقود، فعقلوا الفوانيس الورقية الكبيرة في بيوتهم وشوارعهم، على أمل أن يحمل رمضان بعض الأمل والفرص لهم.

عماد زعرب والد مجموعة من "أطفال الفوانيس الورقية" أكد لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه غير قادر على توفير ثمن الفوانيس لأطفاله، بسبب الفقر الشديد الذي يعاني منه.

وأضاف زعرب: "بعد نهاية العام الدراسي ومن أجل إسعاد الأطفال قمنا بصناعة هذه الفوانيس الورقية البالية لاستقبال رمضان".

حال زعرب لا يختلف عن حال الكثير من سكان قطاع غزة، وبحسب آخر احصائية، تبلغ نسبة البطالة 49% في الربع الأول من عام 2018 في قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي تصل فيها نسبة البطالة في القطاع إلى هذا الحد.

وتبلغ نسبة الفقر في قطاع غزة 53%، بينما بلغت نسبة الفقر المدقع 33%.

من جهته اعتبر المحلل الاقتصادي ماهر الطباع اعتبر أن عمق الأزمة الاقتصادية في قطاع غزة يعود إلى إجراءات السلطة الفلسطينية بخصم رواتب موظفي غزة، إذ كان بمثابة ضربة قاسمة للاقتصاد في غزة، لأن رواتب السلطة هي المحرك لاقتصاد غزة، حيث بلغت نسبة الخصم (30-50%)، والتي تصل إلى 20 مليون دولار شهريا، وتبلغ في العام قرابة ربع مليار دولار، بحيث لو تم تداولها في السوق لأصبحت 350 مليون دولار، لكن حجبها من الأسواق أضعف من القدرة الشرائية.

وقال الطباع إن "هناك معاناة في ايجاد لقمة العيش في قطاع غزة، ببعض المؤسسات الدولية قالت إن نسبة انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة بلغت 72% لدى الأسر، وهناك الكثير من الأسر التي لا تستطيع توفير السلة الغذائية المناسبة".

وأضاف أن المطلوب أن يكون هناك وقفة دولية من أجل الضغط على دولة الاحتلال لرفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، بالإضافة إلى إنهاء الانقسام البغيض، وإلغاء كل الإجراءات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على القطاع.