تقرير أبو السعيد: ذهب لأول مرة للحدود فعاد جريحاً لا يحرك قدميه

الساعة 11:06 ص|28 مايو 2018

فلسطين اليوم

ترك أبناءه العشرة، وذهب للمشاركة في مليونية العودة شرق ملكة شرق مدينة غزة، لم يشفع له حاجة أبنائه له، ولا سنوات عمره التي تخطت الـ48 عاماً، فعاد إليهم محملاً في سيارة اسعاف لا يستطيع المشي على رجليه.

في قسم الجراحة بمجمع الشفاء الطبي، يرقد نصر الترك من سكان حي الدرج وسط مدينة غزة، بعد أن أصيب بطلق ناري متفجر أصاب قدميه مما أدى إلى تهتك في الأنسجة وقطع للشرايين، بحيث بات لا يستطيع تحريكهما.

الترك خرج مع الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني إلى الحدود الشرقية لقطاع غزة في مليونية العودة، التي كانت امتداد لمسيرة العودة الكبرى، التي هاجمتها قوات الاحتلال منذ نهاية مارس الماضي لتقتل أكثر من 115 شهيداً وتصيب أكثر من 13 ألف جريح.

وتجلس بجوار الترك زوجته ووالدته السبعينية، التي لا تستطيع رؤية قدميه وقد كشف عنهما، ليتم تصويرها، لتردد كلمات الدعاء له بالشفاء والانتقام من جنود الاحتلال الذين اعتدوا على متظاهرين سلميين لا حول لهم ولا قوة.

وعن يوم الإصابة، يقول الترك لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "لأول مرة أقرر الذهاب للحدود الشرقية لمدينة غزة وتحديداً عند شرق ملكة، حيث وجدت المئات من الشبان في المنطقة يتوجهون للحدود في كل جمعة، فكان ذلك مشجعاً لي للذهاب برغم اعتراض زوجتي وأولادي ووالدتي".

ويضيف: ما أن وصلنا إلى شرق ملكة، وبدأ تجمهر المواطنين يزيد، حتى بدأ جنود الاحتلال المتمركزين على الحدود بإطلاق النار الكثيف على كافة المواطنين وبشكل عشوائي، بحيث تجد الإصابات من حولك بالعشرات، ووقتها لم أشعر بنفسي وقد سقطت أرضاً.

ولم يستطع الترك النهوض، فقد سالت الدماء بغزارة من قدميه، وقد استوعب لحظتها أنه قد أصيب في قدميه برصاصة متفجرة بحيث دخلت من إحداها وخرجت من الأخرى، مما تسبب له في نزيف حاد نقل على أثرها لمستشفى القدس في تل الهوا جنوب مدينة غزة.

ويضيف الترك، أنه تم نقله لمجمع الشفاء الطبي، ونظراً لكثرة حالات الجرحى والإصابات جرى وضعهم في قسم الحروق في المجمع لتلقي العلاج، ومن ثم جرى نقله لقسم الجراحة الذي يتلقى فيه حالياً العلاج، وقد ضج بالمصابين والجرحى.

واشتكى الترك من نقص الإمكانيات لدى المستشفى نظراً لزيادة عدد حالات الجرحى والمصابين في المقابل هناك نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، مطالباً بضرورة الاهتمام بشكل أكبر بالجرحى، وتقديم العلاج اللازم لهم.

فيما طالبت عائلته بضرورة الاهتمام بالجرحى، ونقل من يسمح بنقلهم للعلاج بالخارج، لسرعة علاجهم وتفادي أي مشكلة صحية قد تنتج عن الإصابة.

وبحسب احصائية وزارة الصحة في قطاع غزة، حول اعتداءات قوات الاحتلال الصهيوني بحق المشاركين السلميين في مسيرة العودة الكبرى، فقد كانت الإصابات أكثر من 13 ألف جريح، بجراح مختلفة.

وقد كانت الإصابات 7618 بجراح مختلفة، و5572 اختناق بالغاز، من بين المصابين 502 في الرأس و الرقبة، و283 في الصدر والظهر، و325 في البطن و الحوض، و 938 في الأطراف العلوية، و325 في الأطراف السفلية، و 1117 أماكن متعددة، فيما أجريت 32 عملية بتر في الأطراف، 27 منها في الأطراق السفلية.

الجريح الترك ‫(41419267)‬ ‫‬.JPG
الجريح الترك ‫(41419266)‬ ‫‬.JPG
الجريح الترك ‫(41419265)‬ ‫‬.JPG
الجريح الترك ‫(1)‬.JPG
الجريح الترك ‫(1)‬ ‫‬.JPG
 

 

كلمات دلالية