كشف وزير شؤون الاستخبارات "الإسرائيلي"، يسرائيل كاتس، النقاب عن توجه تل أبيب إلى الإدارة الأمريكية بطلب الاعتراف بالسيادة "الإسرائيلية" على هضبة الجولان المحتلة.
وذكر كاتس في تصريحات أوردتها الإذاعة العبرية (رسمية)، اليوم الخميس، أن الفترة الحالية تشكّل التوقيت الأنسب لطرح هذا المطلب؛ لا سيما في أعقاب استجابة واشنطن لمطالب الحكومة "الإسرائيلية" السابقة فيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وفق تصريحاته.
وأوضح أن مسألة الاعتراف بالسيادة "الإسرائيلية" على الجولان سبق وأن طُرحت خلال أول لقاء رسمي جمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في شباط/ فبراير 2017، مشيراً إلى أنها قيد النقاش حالياً على مستويات عدّة داخل أروقة الإدارة الأمريكية والكونجرس.
وقال الوزير "الإسرائيلي" "أعتقد أن هناك فرصة عظيمة مواتية واحتمالا كبيراً لحدوث هذا خلال العام الجاري"، كما قال.
وتأتي تصريحات كاتس عقب كشف عضو مجلس النواب الأمريكي، رون دي سانتيس، النقاب عن تقدّمه بمبادرة للكونغرس تنص على اعترافه بهضبة الجولان السورية المحتلة "أرضا إسرائيلية".
وقال دي سانتيس، النائب الجمهوري من ولاية فلوريدا، في تصريحات نشرها موقع "واللا" العبري، الأحد الماضي، "عرضت مشروع إعلان برتوكولي مناسب على أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب للاعتراف بالسيادة "الإسرائيلية" على الجولان، ويتوقع أن يلقى دعما كبيرا في الكونغرس".
وأضاف أن مقترحه جاء عقب مشاركته في افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس المحتلة، قائلا "سألت نفسي عن الخطوة المقبلة (...)؛ ففي ظل الحرب الأهلية بسورية، وتوسع النفوذ الإيراني فيها، خاصة قرب بوابة "إسرائيل" الشمالية، فقد آن الأوان للوقوف بجانب "إسرائيل" والاعتراف بسيادتها على الجولان".
وتابع "لا ينبغي الضغط على "إسرائيل" في أي سيناريو مستقبلي للتنازل عن الجولان لبشار الأسد (الرئيس السوري) أو لإيران، نظرا لأهميتها الاستراتيجية".
وكان رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، قد قال خلال أول اجتماع لحكومته في هضبة الجولان المحتلة، في شهر نيسان/ أبريل عام 2016، إن "إسرائيل لن تنسحب أبدًا من كافة الأراضي التي احتلتها من سورية أثناء حرب الأيام الستة عام 1967".
كما وقررت تل أبيب تطبيق كافة التشريعات "الإسرائيلية" على هضبة الجولان عام 1981 بعد مصادقة الكنيست على ضمها إلى الدولة العبرية، وإن ظلت تعتبرها قابلة للتفاوض في إطار اتفاق سلام مع سورية حتى عام 2010.
يشار إلى أن خمسين ألف نسمة يقطنون في هضبة الجولان التي تبلغ مساحتها حوالي 1200 كيلومتر مربع، وتتمتع بأهمية جيواستراتيجية؛ فقممها تشرف على مساحات شاسعة من السهول المحيطة بها في سورية ولبنان والأردن، كما أن مخزون المياه الجوفية الكبير للجولان، يزيد من أهميتها بالنسبة للاحتلال الذي تعتمد في تأمين ثلث احتياجاته من المياه، على نهر الأردن والمياه الجوفية في الجولان.
واستولى الاحتلال "الإسرائيلي" على الجولان السوري إبان حرب عام 1967، ثم أعلن ضمّه إلى دولته القائمة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1981، في خطوة لم تحظَ باعتراف دولي.
وتعتبر الهضبة، حسب القانون الدولي، أرضا محتلة، ويسري عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لعام 1967، الذي ينص على ضرورة انسحاب "إسرائيل" منها.