بالصور العيادة الخارجية لمجمع الشفاء الطبي..قصص ومآسي لجرحى العودة

العشرات يمشون على عكازات، وأمثالهم يجلسون على "كراسي متحركة"، أرجلهم ملتفة بالشاش الأبيض، وجلها مرتبطة بـ"البلاتين"، معظمهم شبان في مقتبل العمر، وكثر منهم أطفال بعمر الزهور.. مآسي وحكايات تراها أمام غرف الأشعة والغيار والعمليات الصغرى في العيادة الخارجية لمجمع الشفاء الطبي.

هؤلاء أصيبوا في مسيرات العودة، التي بدأت في الثلاثين من مارس الماضي، إلا أن العدد الأكبر كانوا ممن أصيبوا في الرابع عشر من مايو الحالي، وهو يوم مليونية العودة التي تعمدت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" فيها استهداف المواطنين بشكل كبير.

 

الطفل عبد الرحمن أبو قمر، البالغ من العمر 14 عاماً، يجلس على كرسي متحرك، وقد التفت ساقه اليمنى بالشاش الأبيض والجبس، أصيب برصاص متفجر خلال مشاركته في مليونية العودة.

يشير أبو قمر لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أنه شارك في مليونية العودة شرق ملكة شرق مدينة غزة، ولم يكن وقتها يفعل شيئاً سوى أنه يقف ومجموعة من الشبان، حتى باغتهم جنود الاحتلال بوابل من الرصاص أوقع عدة إصابات في المكان.

ويضيف أبو قمر: كان جنود الاحتلال يطلقون النار بشكل عشوائي على المواطنين، ولم يكن يخشى وجود أطفال من بين المتواجدين، حيث أصيب المئات من الأطفال في المكان.

 

على مقربة منه، كان يجلس الطفل بشار وهدان البالغ من العمر (12 عاماً) على كرسي متحرك وقد وضع في ساقه "البلاتين"، حيث أُصيب خلال مشاركته في مليونية العودة شرق ملكة.

وأوضح وهدان في حديث لـمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه أصيب بطلق ناري متفجر في ساقه، مما أدى إلى قطع الشريان وتهتك في العظام، إلا أن الأطباء تمكنوا من إيصال الشريان.

وأشار، إلى أن قوات الاحتلال تعمدت استهداف المتظاهرين في أرجلهم وسيقانهم، كما استهدفوا بشكل مباشر الأطفال، وبشكل عشوائي.

وعندما جاء دوره من بين طوابير الجرحى المتواجدين للمكان، دخل للطبيب ليجري تغييراً على جرحه ويطلع عليه بعد عدة أيام من مغادرة المجمع، حيث جلس بجواره بصلابة وقوة .

 

أما الفتى مصطفى مرتجى من سكان حي الزيتون، والبالغ من العمر 19 عاماً، فأصيب بطلق في ساقه خلال مشاركته في مليونية العودة، إلا أنه لم يتم إخراجه بعد من فخذه حتى الآن.

ويتواجد مرتجى في العيادة الخارجية وفق حديثه لـمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"في انتظار محاولة منه للحصول على موعد لعملية يتم من خلالها اخراج الرصاصة التي مازالت في فخذه الأيمن حيث يشتكي من عدم قدرته على المشي في كل يوم يزيد فيه وجود الرصاصة.

ولكثرة أعدادهم، تجد المصابين طوابير على غرف الغيار والجبس والأشعة، حيث يزدحم المكان بالعشرات منهم، وفي غالبيتهم حصلوا على الخروج من المستشفى وحضروا للمراجعة في القسم.

ويشتكي المرضى في المستشفى من قلة الإمكانيات، ونقص في معدلات الأدوية التي تصرف لهم، جراء تزايد أعداد المصابين.

وكان د. علاء حلس مدير دائرة صيدلية المستشفيات بوزارة الصحة قد أكد أن كميات الأدوية المصروفة  من مخازن وزارته لا يكفى لأعداد المصابين التي وصل عددها إلى (13190) مصاب و تحتاج إلى رعاية صحية متكاملة خاصة المنومين منهم.

وبحسب احصائية وزارة الصحة في قطاع غزة، حول اعتداءات قوات الاحتلال الصهيوني بحق المشاركين السلميين في مسيرة العودة الكبرى التي بدأت في 30 مارس في مناطق شرق قطاع غزة، فقد استشهد 112 شهيد وأصيب 13190 بجراح مختلفة واختناق بالغاز.

وقد كانت الإصابات 7618 بجراح مختلفة، و5572 اختناق بالغاز، من بين المصابين 502 في الرأس و الرقبة، و283 في الصدر والظهر، و325 في البطن و الحوض، و 938 في الأطراف العلوية، و325 في الأطراف السفلية، و 1117 أماكن متعددة، فيما أجريت 32 عملية بتر في الأطراف، 27 منها في الأطراق السفلية.