"سوق الأربعاء المركزي" في خان يونس خال من المشترين

فلسطين اليوم

خلت بسطات "سوق الأربعاء المركزي" وسط مدينة خان يونس من المشترين في الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك.

ويشهد السوق حالة من الركود لم يسبق لها مثيل خلال السنوات الماضية، في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع.

واشتكى محمد معمر (55 عاما) صاحب بسطة لبيع الخضار في السوق منذ 30 عاما من غياب المشترين, الأمر الذي أثر بشكل سلبي على مردوده المالي الوحيد الذي يعيل من خلاله أسرته المكونة من 10 أفراد.

وبدا الإرهاق واضحا على وجه معمر في ظل الارتفاع الحاد في درجات الحرارة وانقضاء أكثر من نصف النهار دون أن يبيع إلا القليل من بضاعته التي لا تحتمل البقاء ليوم آخر، وهو يشير بيده إلى الخضراوات والفواكه المكدسة وغياب المشترين.

وعلى بعد أمتار قليلة من بسطة معمر يعلو صوت بائع الفواكه رائد أبو عاصي دون أن يلتفت إليه أحد من المارة.

وعزا أبو عاصي تكدس الفواكه في الأسواق إلى ارتفاع أسعارها من ناحية، ومن ناحية أخرى تركيز المواطن الغزي على توفير المستلزمات الضرورية في ظل الواقع الصعب الذي يعيشه سكان القطاع.

وأكد أن خسائره تقدر بآلاف الشواقل جراء تكدس بضاعته، وتعرض جزء كبير منها للتلف نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، منوها إلى أنه بات مطاردا للتجار لعدم قدرته على سداد ما عليه من مستحقات للسوق.

وحال أبو عاصي لا يختلف كثيرا عن حال أيمن عابدين صاحب محل لبيع اللحوم الطازجة، الذي يجلس على باب محله ينظر إلى حال المواطنين الذين يتجولون في السوق ويكتفون بالنظر إلى ما يعرض من بضاعة، دون شراء.

وأشار عابدين إلى أن المواطن الغزي أخذ يلجأ إلى شراء اللحوم المجمدة لوجود فارق في السعر يتلاءم مع الضائقة التي يعيشها الناس في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق.

وينطبق حال عابدين على الكثير من التجار في القطاع، فتكاد تخلو المحال التجارية في أسواق المحافظة من حركة المشترين لبضائع فاضت بها مخازن التجار والموردين، حسب تأكيد أصحاب المحال الذين لم يتمكنوا من سداد أجرة محلاتهم المرتفعة.

حالة الشك وعدم اليقين نتيجة عدم الاستقرار في القطاع جراء التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بشن حرب جديدة، خاصة بعد التصعيد الذي أعقب مسيرة العودة التي أوشكت على إنهاء شهرها الثاني، دفعت بالمواطنين إلى خفض النفقات للحد الأدنى.

وحذر بيان للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من تفاقم أوضاع حقوق الإنسان في قطاع غزة بشكل خطير، نظرا لاستمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان.

وأعرب المركز، في بيانه، عن القلق الشديد من ارتفاع مستويات الفقر والبطالة والعوز بين مئات آلاف الأسر الغزية، ونوه إلى أن القطاع يعاني من تدهور كارثي ومتسارع في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكانه، حيث تمثل مستويات البطالة، التي بلغت نحو 47% من القوى العاملة، النسبة الأعلى على المستوى العالمي، وفقا لتقديرات المنظمات الدولية، فيما تتفاقم هذه النسبة لتصل إلى نحو 60% في أوساط الشباب ونحو 85% بين الإناث.

وبين المركز أن تلك الأوضاع الصعبة تلقى تدهورا خطيرا يفاقم من حدة الفقر وارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي بين سكان القطاع لأسباب عديدة، أهمها الحصار غير القانوني واللاإنساني، الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 11 عاماً، ويحرم سكان القطاع من حرية التنقل والحركة ويفرض قيودا خانقة على حرية التجارة.