خبير يحذر من انهيار اقتصاد المقدسيين

الساعة 04:01 م|19 مايو 2018

فلسطين اليوم

حذر المختص في الشؤون الاقتصادية المقدسية فادي الهدمي، من مغبة انهيار الاقتصاد في القدس جراء الهجمة السياسية والعملية لاجهزة الاحتلال المختلفة، مما يشكل خطورة محدقة على الاقتصاد المقدسي المحاصر والمخنوق اصلا، والذي يصارع من اجل البقاء.

ويأتي ذلك في سياق الوضع السياسي الملتهب المتمثل بنقل السفارة الامريكية وزيادة السطوة الاحتلالية وتصاعدها في محاربة كل ما هو فلسطيني على ارض القدس .

وأشار بشكل خاص الى تجار القدس في البلدة القديمة، ومحاولة تفريغ محلاتهم وتهجيرهم الى الاسواق الخارجية، كي يحكم الاحتلال سيطرته على كل المفاصل الاقتصادية من خلال السعي الى تهويدها وأسرلتها وتحويلها الى "غيتو" صغير ومعزول فيما يسمى بالقدس الكبرى.

ونوه الهدمي إلى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد المزيد من سياسة افقار التجار المقدسيين كي يتنازلوا عن محلاتهم التجارية، وعددها ينوف على 1200 محل تجاري، تعتبرها سلطات الاحتلال بمثابة شوكة في حلقها.

وأوضح ان سلطات الاحتلال تخطط لعملية طويلة المدى تؤدي الى انهيار المجتمع المقدسي بكل مكوناته الاجتماعية والتعليمية والحاقه بالمنظومة الاسرائيلية الاحتلالية. ومن ناحية اقتصادية نتوقع ان تكون الاوضاع في المدينة عصيبة جدا على القدس واقتصادها.

ودعا المسؤولين الرسميين الفلسطينيين إلى ان يكونوا على قدر المسؤولية في وضع خطط وبرامج استثمارية حقيقية تحافظ على بقاء الفلسطينيين وترسيخ مبدأ ان القدس هي بالفعل العاصمة السياسية والاقتصادية لدولة فلسطين من خلال انشاء شبكة فنادق عربية واسلامية ودولية في المدينة تعمل على تشغيل وتوظيف الشباب المقدسي مع الاخذ بعين الاعتبار ان الاقتصاد السياحي يشكل 40% من اقتصاد القدس.

ونوه الهدمي الى خطوة اخرى تتمثل بضرورة الاسراع الى ترجمة قرارات وطروحات المؤتمرات العديدة التي تعقد باسم القدس ونهضتها الاقتصادية عن طريق اطلاق شبكة الفنادق هذه في القطاع السياحي وبناء مساكن تستهدف الطبقات والشرائح المهمشة والفقيرة والمتوسطة وخصوصا فئة الشباب والازواج الشابة بما يتلاءم مع مداخيلهم المحدودة واعتماد سياسات تمويلية بنكية حقيقية وملموسة.

وطالب كذلك بالتركيز على قطاع تكنولوجيا المعلومات لانها تتخطى كل الحدود المتمثلة بالحواجز والمعيقات الاحتلالية ويمكن استثمار العقول الشبابية المقدسية في تصدير برامج تكنولوجيا المعلومات الى العالم.

وحثّ الهدمي على الاستثمار في القطاع الحرفي وجعل البلدة القديمة محجا سياحيا عالميا من خلال انشاء قرية حرفية تعرض فيها كل المنتوجات الحرفية التقليدية المقدسية وبالتالي دعم واسناد جيل من الحرفيين الى جانب خلق جيل جديد للحفاظ على الارث الحرفي للصناعات المقدسية التقليدية المتمثلة بالرسم على الزجاج والخشب والخزف والمصنوعات الجلدية وصناعة الحلي وغيرها التي تستهوي افئدة سياح العالم لارتباطها بالرموز والمدلولات الدينية الاسلامية والمسيحية على حد سواء.