الغزيون يستقبلون رمضان بجيوب فارغة وحصار مطبق

الساعة 09:43 م|16 مايو 2018

فلسطين اليوم

بجيوب فارغة وأوضاعاً اقتصادية صعبة لم يشهدها قطاع غزة من قبل، وبيوت عزاء مفتوحة، يستقبل الغزيون شهر رمضان المبارك.

ويعاني قطاع غزة حصاراً مشدداً من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 12 عاماً، وإجراءات عقابية من السلطة الفلسطينية منذ شهر أبريل الماضي، أوقعت القطاع في كارثة اقتصادية لم تمر من قبل، ورغم الجراحات والمآسي التي يعيشها القطاع والدم النازف على حدود غزة في المسيرة المليونية لم تتخذ إجراءات انعاشية له من القريب والصديق قبل العدو.

ووصف تجار موسم رمضان هذا العام بالميت نظراً لعدم إقبال المواطنون على الشراء لعدم امتلاكهم السيولة النقدية، خاصة وأن رواتب الموظفين لم تصرف منذ شهرين ونصف.

وأوضح التاجر "أبو أحمد" صاحب ميني ماركت للمواد التموينية، أنه ورغم معرفته المسبقة بالحالة الاقتصادية الكارثية إلا أنه أبضع محله بالمواد التموينية الخاصة بشهر رمضان، ولكن بنسبة أقل عما كان في الأعوام الماضية، مؤكداً أن الأجواء في مثل هذا اليوم من الأعوام الماضية كانت تعج بالحركة الشرائية، إلا أنها هذا العام شبه ميتة تماماً.

وقال:" أن المقبلين على الشراء، يطلبون الضروري، وأنه يرى في أعينهم الحسرة لعدم قدرتهم على شراء أصناف ومواد خاصة برمضان.

ورفض أبو أحمد مقارنة موسم شهر رمضان لهذا العام بالمواسم السابقة، مؤكداً أن لا أجواء سوى صوت صلاة التراويح بعد صلاة العشاء.

ولفت إلى أنه الحركة الشرائية في الوقت الطبيعي من يوم الوقفة، تزداد مع ساعات المساء؛ لكنها هذا العام واضحة منذ ساعات الصباح، حالة لم تشهدها مواسم رمضان من قبل.

من جهته، قال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار: "غزة وهي تضمد جراحها بصعوبة لا زالت تحتاج الكثير من حقوقها وحقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة، وبحاجة إلى رفع الحصار بشكل كامل، ووضع حلول جذرية للأزمات الانسانية والاقتصادية خاصة الوضع الصحي".

وتحدث الخضري في بيان له عن ما وصفه بـ "أرقام صعبة ومرعبة" لما يعانيه الغزيون، وأشار إلى أن 80 في المائة من سكان القطاع، تحت خط الفقر، في الوقت الذي تصلهم فيه الكهرباء مدة أربع ساعات يومياً وأحيانا أقل، فيما 95 في المائة من المياه غير صالحة للشرب، ناهيك عن ربع مليون عامل مُعطل عن العمل، وآلاف الخريجين بلا أدنى حق من حقوقهم في إيجاد فرص عمل مناسبة تعطي الأمل لهم ولأسرهم، ومعدلات البطالة بين الشباب تقترب من 60 في المائة، فيما معدل دخل الفرد اليومي دولارين فقط.

وبين أن مليون ونصف يعيشون على المساعدات، منهم مليون لاجئ مهددين مع كل اللاجئين في حال استمرت أزمة الأونروا، مبيناً أن أكثر من 50 في المائة من الأدوية رصيدها صفر في المشافي.

وأشار الخضري إلى أن هذا الواقع الأكثر من صعب، لا يمكن أن يستمر، ويجب أن تنتهي كل الأزمات الانسانية والاقتصادية، لينظر العالم كيف يعيش مليوني فلسطيني في غزة في أكبر سجن في العالم محروم من أبسط الحقوق الإنسانية.

وقال "حق شعبنا في الحرية وانهاء الاحتلال واقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس هو حق ثابت لا تنازل عنه ونسعى متحدين لتحقيقه".

وطالب الخضري المجتمع الدولي بموقف حاسم من حصار غزة غير القانوني وغير الأخلاقي وغير الانساني، واتخاذ موقف ضاغط على الاحتلال لإنهاء الحصار.

ويفرض الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة حصارا مشددا منذ 11 عاما، حيث تغلق كافة المعابر والمنافذ الحدودية التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، باستثناء فتحها بشكل جزئي لدخول بعض البضائع والمسافرين.

وشنّ الاحتلال خلال السنوات الماضية، ثلاث حروب على قطاع غزة، الاولى في 27 كانون أول/ديسمبر عام 2008، واستمرت 21 يوما، وأدت إلى استشهاد 1436 فلسطينيا بينهم نحو 410 أطفال و104 نساء ونحو 100 مسن، بالإضافة إلى أكثر من 5400 مصاب نصفهم من الأطفال.

والثانية في 14 تشرين ثاني/نوفمبر 2012، واستمرت لمدة 8 أيام، وأدت إلى استشهاد 162 فلسطينيا بينهم 42 طفلا و11سيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 1300 آخرين.

والثالثة في 7 تموز/يوليو من 2014، واستمرت 51 يوما، وأوقعت 2322 شهيدا بينهم 578 طفلا و489 امرأة ونحو 102 مسن، بالإضافة إلى إصابة 11 ألف فلسطيني بجراح متفاوتة.

كلمات دلالية