تحليل مسيرة العودة أحدثت اختراقاً دولياً وكشفت حقيقة الاحتلال وانتهاكه للمنظومة الدولية

الساعة 07:24 م|15 مايو 2018

فلسطين اليوم

شكلت مسيرة العودة منذ انطلاق شرارتها في 30 آذار مارس الماضي تحدياً كبيراً لإسرائيل، أمام الرأي العام الدولي، وأثبتت أن الاحتلال الإسرائيلي لا يحترم المواثيق الدولية التي كفلت للشعب المحتل حق التظاهر السلمي، وكشفت الغطاء عنه بمجزرتها البشعة التي اقترفتها يوم أمس على حدود غزة، حينما أطلقت الرصاص الحي المباشر على المتظاهرين ما أدى لاستشهاد 61 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء وشيوخ، وإصابة نحو 2771 آخرين.

من جهته، أوضح الكاتب والمحلل السياسي محمود العجرمي، أن ما حدث بالأمس على حدود غزة يؤكد أن الشعب الفلسطيني مصمم على رفع الحصار الظالم عن غزة، وإنجاز الخطوات الأولى للعودة للوطن واستعادة الأرض، وأن الشعب مستمر في نضاله أياً كانت التضحيات، مستنداً إلى مقاومته التي تشكل سنداً له في مسيرته السلمية حتى انجاز الحرية والاستقلال في الوقت الذي أصرت قيادة جيش الاحتلال بارتكاب المجازر وضرب القوانين الدولية والتصرف كدولة فوق القانون.

وأشار إلى أن دولة الاحتلال في لحظات تأسيسها غير الشرعي كانت قد ارتكبت أكثر من 55 مجزرة كبرى، موضحاً أن وجود إسرائيل في المنطقة يكمن في القوة العسكرية وليس الشرعية ولا القانون الدولي.

وقال:" إن شعبنا الفلسطيني عندما يتقدم نحو السلك الفاصل يتقدم بشكل حضاري، وبشكل سلمي أعزل من السلاح ومدجج بقرارات الشرعية الدولية التي تجيز له العودة لأرضه التي اقتلع منها، مضيفاً أن هناك 705 قراراً للأمم المتحدة و86 قراراً من مجلس الامن تعطي الشعب الفلسطيني الحق باستعادة ارضه، والاحتلال وافق على القرارين 192 و181 العودة الناجزة والسريعة، موضحاً أن شعبنا يمارس حقه بعد 70 عاماً ولا يزال مصراً على تحقيق أهدافه متسلحاً بالشرعية الدولية والحق الفلسطيني.

وأوضح، أن مجزرة أمس كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي أمام الرأي العالمي، حيث طالبت العديد من الدول الغربية بفتح تحقيق مستقل في المجزرة، والبعض ذهب لطرد السفير الإسرائيلي، فيما ذهب البعض الآخر لتوجيه النقد الواسع لسياسة إسرائيل في القتل الممنهج.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني مُصر على العودة بعد تجربة وهم التسوية وعدم احترام العدو للقرارات الدولية، ومُصر على انجاز حقوقه بيده. متوقعاً ان تكون الأيام القادمة حبلى بالحركة المنظمة والمصرة على انجاز الحقوق ليس في قطاع غزة فحسب بل في الضفة الغربية والقدس والمدن المحتلة واللاجئين في الشتات.

في ذات السياق، أكد الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، على أهمية استمرار مسيرة العودة، رغم الثمن الباهظ الذي دفعته غزة أمس من دماء الشهداء، وأن هذه الدماء الزكية لابد أن تتكلل باستمرارية المسيرة.

وقال:" إن غزة بالأمس عندما تكلمت بدمائها، تكلمت بلغة الرفض لنقل السفارة الأمريكية وتزييف التاريخ، وقادة غزة أكدوا على أنهم سيحافظون على غزة طالما أن العرب المتخاذلون يريدون تزييف التاريخ مع حلفائهم الجدد أمريكا وإسرائيل.

وأضاف، أن استمرارية المسيرة مطلوبة، ولا بد أن تتحول لحالة شعبية نحافظ فيها على سلميتها، كونه الخيار الأصوب في هذه الفترة، بسبب انسداد الأفق على المستوى الإقليمي وخاصة داخل المنظومة العربية المهترئة، والشراكة الأمريكية للاحتلال في تدمير الفلسطينيين.

وأوضح أن هذه المسيرات رغم الثمن الباهظ الذي دفعته من دماء الشهداء إلا أنها استطاعت ان تعمل اختراقا في الرأي العام الدولي، وهو ما دفع المستوى الدولي إلى استدعاء سفراء الاحتلال، والمطالبة بلجان دولية مستقلة للتحقيق في مجزرة الاحتلال على حدود غزة، إضافة إلى أن هناك شعوب عربية بدأت تتحرك رغم ما تعانيه من مأسي حقيقية. لذلك استطاعت غزة بدماء شهدائها أن توحد محور المقاومة والرد على المشروع الأمريكي الصهيوني؛ والتواطؤ العربي للمشروع الصهيوني وأن تقف غزة وتقول أنها بؤرة الصراع.

وأشار، إلى أن شعبنا لا بد له أن يعي أن المعركة طويلة مع الاحتلال، والعمل يحتاج لاستدامة، لأن الخيار العسكري في هذه المرحلة سابق لأوانه، ولا بد أن نغض عن جراحنا، ونحافظ على إنجازات المسيرة، وأن نفهم أن البيئة معقدة التي تحيط بالمسيرة، والتكالب قوي جداً على القضية الفلسطينية والخذلان العربي كبير، حتى البيت الفلسطيني غير مؤهل حتى الآن إلى أن نصل لمرحلة من المراحل توحيد المشروع الوطني، ولابد من تكامل الجهود، لعل وعسى تستطيع المسيرات توحيد الجهود الفلسطينية وتحقيق الأهداف الفلسطينية بطرد الاحتلال وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية.

يشار إلى الشارع الغزي ورغم الثمن الكبير الذي دفعه أمس إلا أنه استمر في مسيرته على حدود غزة، تأكيداً منه على تمسكه بحقوقه، وتمسكاً بسلمية التظاهرات لنيل حقوقه.

كلمات دلالية