قائمة الموقع

الامتحانات الجامعية: هل يذهب جهد الفصل هباءً منثورًا..!

2018-05-15T12:39:00+03:00
طلاب جامعات
فلسطين اليوم

تشكل الرسوم الجامعية لآلاف الطلاب في قطاع غزة كابوسًا يهدد مسيرتهم التعليمية، التي يرون فيها وسيلة مؤثرة في الصمود أمام الظروف القاسية التي يعيشها القطاع في ظل الحصار المفروض منذ ما يزيد على 12 عامًا.

وقد انعكست تداعيات الفقر إثر البطالة والحصار على التعليم الجامعي، إذ يعاني طلاب الجامعات الغزية من "كابوس الرسوم الجامعية" الذي يرهقهم وأُسرهم، والذي يحول دون إكمال الكثير منهم لدراستهم. في المقابل، طلاب آخرون يبذلون أقصى جهدهم بأعمال شاقة - الطوبار مثلًا - في محاولة منهم لتوفير بعض هذه الرسوم لمواصلة مسيرتهم الجامعية، وغيرهم تحطمت أحلامهم على صخرة "الرسوم الدراسية" لعدم مقدرتهم على الالتحاق بالجامعة.

ووفق بيانات وزارة التربية والتعليم العالي، يبلغ عدد مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة 28 مؤسسة تعليمية، موزعة على 8 جامعات و20 كلية متوسطة، فيما يقدر عدد الطلاب الجامعيين في غزة بنحو 120 ألف طالب، أما عن الخريجين فيقدر عددهم بنحو 25 ألف خريج سنويًا.

العديد من الطلاب اشتكوا من رفض الجامعة استقبال طلباتهم للتسجيل لهذا الفصل نظرًا لعدم قدرتهم على دفع الرسوم الدراسية، في صورة تعكس حالة الانهيار التي أصابت كافة مناحي الحياة في قطاع غزة.

وفي مقابلة مع المتحدثة باسم الحراك الطلابي لجامعات وكليات غزة آية إسليم أشارت إلى أن "آلاف الشكاوى من الطلاب وصلت للهيئة، تطالب فيها بمد يد العون والمساعدة لدفع الرسوم الدراسية لهذا الفصل".

وأكدت إسليم على أن "هذا العام هو الأكثر صعوبة على صعيد طلبات المساعدة بالنسبة لجامعات القطاع مقارنة بالأعوام الماضية"، وذكرت أن "نسبة الطلبة المحرومين من الالتحاق بجامعاتهم للفصل الحالي وصلت إلى 65%، بإجمالي 78 ألف طالب من أصل 120 ألف طالب، هم إجمالي عدد الطلاب الجامعيين في غزة".

 

هباءً منثورًا

نهي النجار، طالبة في تخصص التحاليل الطبية بالجامعة الإسلامية، قالت "نعاني من مشكلة الرسوم ولا أحد ينظر للطلبة، وهناك مشكلة غلاء سعر الدينار، وهو مأزق لدفع الرسوم"، مطالبة إدارة الجامعات بعدم التحيز في توزيع المنح والقروض، ومراعاة الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة.

وأضافت النجار "كنت من الطلبة الذين سمحت لهم الجامعة بتقديم الامتحانات النصفية دون تسديد الرسوم، وكنت أنتظر راتب والدي لتسديد الرسوم قبل الامتحانات النهائية، ولكن للأسف لا يوجد رواتب، وفي ظل عدم وجود معلومات أكيدة عن الرواتب فأنا وغيري الكثيرين لن نتمكن من دخول قاعات الامتحان".

وتساءلت "لماذا يضيع تعبي وجهدي ودراستي طوال الفصل هباءً منثورًا؟ على من تقع المسؤولية؟ وما مصير هذا الفصل في حال لم أتقدم للامتحانات النهائية؟".

أما الطالب في جامعة الأزهر أحمد المقادمة فتحدث عن وضعه الجامعي قائلًا "الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة صعبة وصعبة للغاية، نحن لا نستطيع أن نسدد كافة الرسوم المطلوبة للتسجيل".

وأضاف المقادمة "إدارة الجامعة سمحت لنا بتقديم الامتحانات النصفية مقابل دفع رسوم 3 ساعات، واشترطت علينا إكمال باقي الرسوم قبل موعد الامتحانات النهائية، وأخشى أن يتم حرماننا من دخول قاعات الامتحان وتقديم الامتحانات النهائية بسبب عدم تسديد باقي الرسوم".

أمل الحسنات، طالبة صيدلة في نفس الجامعة، قالت "رغم تدني راتب والدي، ورغم معاناته الكبيرة لجمع الرسوم الدراسية لي ولأختي التوأم أسيل، وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، اضطررتُ أنا وأسيل للمناوبة في أيام الدوام لتوفير ما يمكننا توفيره من المواصلات وتخفيف العبء عن الوالد، ورغم كل ذلك فإننا مصممتيْن على إكمال دراستنا الجامعية حتى التخرج والعمل".

بدوره، أوضح الطالب في الجامعة الإسلامية طارق سكر أنه يقوم بتأجيل الفصل ليتفرغ للعمل وجلب المال ليتمكن من دفع قسط من الرسوم وإكمال مسيرته التعليمية، داعيًا الجهات المختصة إلى النظر بعين الرأفة للطلبة، وتوفير جزء قليل من الرسوم حتى يتمكن الطلبة من الإفادة والاستفادة.

في المقابل، فإن الطالب الجامعي إبراهيم سالم ترك دراسته الجامعية لعدم مقدرته على توفير الرسوم الجامعية التي يصفها بالباهظة، والتي يصعب توفيرها في الظروف الحالية، مشيرًا إلى وضع غزة بشكل عام ووضع أسرته المتردي بشكل خاص.

 

حالة من اليأس

أستاذ الاقتصاد في جامعة الأقصى بغزة عبد الحكيم الطلاع، عزى أسباب تراجع إقبال الطلبة على التعليم الجامعي إلى "الظروف الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، خصوصًا بعد إحالة السلطة الفلسطينية للكثير من موظفيها في غزة للتقاعد المبكر، بالإضافة لأزمة الرواتب. كما أن غياب الدعم المالي من وزارة التربية والتعليم لجامعات القطاع دفع بالأخيرة إلى تقليل نسبة الإعفاءات الممنوحة للطلبة".

وبيّن الطلاع خلال المقابلة "هنالك حالة من اليأس لدى الطلبة وأولياء الأمور من إمكانية حصول الخريج على فرصة عمل بعد التخرج، في ظل وجود أكثر من ربع مليون عاطل عن العمل بغزة؛ كل هذه العوامل تسببت في تراجع أولوية التعليم بالنسبة للأسرة الغزية".

هذا وتسببت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة بحرمان عشرات الآلاف من الطلاب الجامعيين من الالتحاق بمقاعد الدراسة للفصل الثاني للعام 2017/ 2018، وسط تحذيرات من انهيار المنظومة التعليمية في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

اخبار ذات صلة