خبر خان يونس تبكي أبرز قادة مقاومتها « زياد أبو طير » وتعاهده على المضي بدربه

الساعة 10:20 ص|01 يناير 2009

فلسطين اليوم : غزة

مشاهد تشييع القائد في سرايا القدس زياد أبو طير (33 عاماً) وثلاثة مجاهدين آخرين وطفل لم يتجاوز عمره الست سنوات في مجزرة صهيونية جديدة تضاف إلى سجلها الحافل بالمجازر البشعة كان أشبه بإعلان انتفاضة جديدة.

فلقد حوّلت مسيرة التشييع شوارع خان يونس الخالية بسبب العدوان الصهيوني المتواصل إلى ساحات مكتظة بالجماهير الغاضبة التي خرجت غير مبالية بالطائرات الحربية الصهيونية التي تحوم في سماء غزة، بينما صدحت حناجر الشباب بالتكبير والتهليل وعلت أصوات المساجد مؤبنة الشهداء.

وتوّجه آلاف المواطنين إلى مستشفى ناصر بخان يونس حيث يرقد جثمان الشهيد الطاهر ورفاقه ليلقوا نظرة الوداع على قائد فذ طالما أرق جنود الاحتلال وأذاقهم لوعة الهزيمة وشفا صدور المؤمنين حيث بدت مظاهر الحزن واضحة جلية على الحضور ما بين كهل يبكي وشاب يكبر ومجاهد يتوعد بالثأر.

ميلاده ونشأته

أبصر الشهيد زياد العبد أحمد أبو طير "أبو طارق" النور في العام 1976م ببلدة عبسان الكبيرة شرق محافظة خان يونس.

عاش الشهيد "أبو طارق" وترعرع في كنف أسرة متواضعة مؤمنة اتخذت الإسلام منهجاً وسبيل حياة، تتكون من والدته وست أخوات وتسعة إخوة، وكان والده قد توفاه الله قبل فترة غير بعيدة.

تزوج الشهيد مطلع عام 2003م حيث رزق بطفلين ندى (5 سنوات)، وطارق (3 سنوات).

تلقى شهيدنا أبو طارق مراحل تعليمه الأساسي في مدارس عبسان الكبيرة، وتمكن من إنهاء المرحلة الثانوية بتقدير عام مرتفع، حيث التحق بكلية التمريض بالجامعة الإسلامية، من ثم عمل ممرضاً في مستشفى الأوروبي لأكثر من خمس سنوات.

سيرته الجهادية

يعتبر الشهيد "أبو طارق" من الرعيل الثاني لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حيث التحق بصفوف الحركة منذ نعومة أظفاره وتشَّرب فكرها، و تميز الشهيد بحرصه الشديد على حضور مجالس العلم والذكر والحلقات العلمية والدينية التي كانت تدعو إليها الحركة، بالإضافة إلى التزامه وتدينه وحبه الشديد لإخوانه المسلمين فقد كان للشهيد دوراً واضحاً وبارزاً في حل الكثير من المشاكل العائلية والتنظيمية لاسيما بين عناصر حركتي "فتح" و "حماس".

وكان الشهيد زياد قد تعرض لمحنة الاعتقال خلال الانتفاضة الأولى بتهمة انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي ومشاركته في فعاليات الانتفاضة الأولى، لكن تم الإفراج عنه لصغر سنه، كما أصيب أكثر من مرة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني، كان آخرها إصابته في يده اليمنى أثناء تصديه للاجتياح الصهيوني الغاشم على منطقة الفراحين قبل نحو عام.

صفاته وأخلاقه

وعرف الشهيد أبو طارق بجرأته وشجاعته في مواجهة جنود الاحتلال، كما انه كان خطيباً مفوهاً، وعريفاً لاحتفالات حركة الجهاد الإسلامي التي كانت تنظمها على مستوى محافظات قطاع غزة.

وعمل شهيدنا "أبو طارق" ضمن مجموعات "قسم" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي آنذاك، ويعتبر من مؤسسي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في المنطقة الشرقية لمحافظة خان يونس، حيث أشرف على تخريج العديد من الدورات العسكرية و إعدادها وتدريبها على أحدث التقنيات.

وقد شارك "أبو طارق" في تنفيذ العديد من عمليات قصف المغتصبات الصهيونية بالصواريخ القدسية والتي أسفرت عن قتل وجرح العديد من الجنود الصهاينة والمستوطنين.

وفي لقاء جمعنا بشقيق الشهيد أبو طارق في عرس الشهداء الخمسة بمنطقة عبسان الكبيرة حيث منزل الشهيد قال إبراهيم وقد بدا عليه الحزن والأسى على فراقه:" لقد كنا نتوقع في كل لحظة نبأ استشهاد شقيقي "أبو طارق"، وأعددنا أنفسنا كثيراً لاستقبال هذا النبأ المؤلم، لكننا محزنون على فراقهم فالأنبياء عليهم السلام حزنوا على فراق أحبتهم".

وأشار إبراهيم إلى أن أشقاءه تميزوا منذ حداثة سنهم بتدينهم وإقبالهم على الفكر الجهادي المقاوم، حيث اعتادوا الذهاب إلى مسجد عبسان الكبيرة قلعة المجاهدين ومخرج الشهداء الأبطال.

وقال إبراهيم في لقاء خاص :" لقد كان شقيقي زياد محباً للجميع و عطوفاً عليهم ودائماً كان يؤثر على نفسه ويقابل الإساءة بالإحسان ويحترم الصغير ويوقر الكبير وكان يساعد أصدقاءه ودائم الزيارة لهم، ومرافقتهم باستمرار حتى أثمرت علاقته بالجميع علاقة أخوة صادقة، يأبى الظلم فتراه يندفع للدفاع عن المظلوم ولا يخشى في الله لومة لائم ولا ظلم جائر".