خبر كتب أيمن خالد : إسرائيـل دخلـت عصر « الفلافل »

الساعة 09:36 ص|01 يناير 2009

الكيان الصهيوني بدأ يفتقد البعد الاستراتيجي للتخطيط، وهذا بات واضحا عليه، حيث القرارات الحاسمة، يتم صياغتها في وقتها، فالبرنامج طويل الأمد الذي يعكس البعد الاستراتيجي للعمل يصبح معطلا،  أمام حالة من الإرباك تصنعها وتفرضها طبيعة الحدث على الأرض، فتصبح سياسة الكيان هي مسألة يومية، شبيهة تماما بما يحدث في دول العالم الثالث، حيث يستفيق الزعماء فيتابعون نشرات الأخبار، ويجدون أنفسهم وسط الحدث، لا يقررون مسبقا موقعهم فيه، ولا يعرفون كيفية الخلاص مما هم به، إلا بالعودة إلى أماكن ارتباطهم وارتهانهم خارج الجغرافيا الخاصة بهم.

إسرائيل تعيش هذه الحالة تماما، فهي ككيان تابع منذ الأساس، ظلت توهم المنطقة أنها ذات بعد استراتيجي في التخطيط والتنفيذ، وكان هذا صحيحا، لأن هذا الكيان كان ينفذ سياسة الدول المتحكمة بالمنطقة، وهذه المنطقة لما باتت تخرج من أيدي الكبار، فإن إمكانية صناعة إستراتيجية بعيدة المدى على شعوبها لم تعد ممكنة.

كل ايام السياسة في دول العالم الثالث هي طبخة من نوع واحد، لان هذه الدول لا تستطيع أن تطبخ أي حدث سياسي، فالذي يمارس مهمات المطبخ السياسي، هي الدول الفاعلة والمؤثرة خارج الجغرافيا.

من هنا كان اصطلاح المطبخ السياسي، لأنك إذا دخلت إلى المطبخ العادي ورأيت البطاطا والسمن والبصل وغير ذلك يصعب عليك ان تتخيل كيفية الوصول الى طعم طيب المذاق من كل هذا، وكذلك السياسة، فهي طبخ من نوع معين، يريد أن يصل صاحبه في نهاية المطاف الى تذوق شيء معين في ذهنه.

بالنسبة إلى عالمنا، فان الفلافل يصبح وجبة يومية جاهزة أمام حالة الكسل والفشل في صناعة أي وجبة سمينة يمكن أن تشبع السياسيين.

إسرائيل تدخل زمن الفلافل، فلم يعد بإمكانها طبخ ما تريد واكل ما تريد وفرض ما تريد على الآخرين.