خبر على ماذا سنتحدث مع حماس؟..يديعوت

الساعة 09:30 ص|01 يناير 2009

بقلم: يونتان يفين

اذا كانت حماس واسرائيل ستلتقيان في موعد غرامي، لكان هذا انتهى بعد ربع ساعة. ببساطة ما كان يمكن ان يكون هناك أي شيء يتحدثان فيه. ولكن بعد يومين من القتال دعا مثقفون وسياسيون الى وقف النار والى "الحديث مع حماس". قالوا اننا على أي حال لن نعرف الهدوء اذا لم "نتحدث مع حماس". وان اتفاقا اقليميا دائما سيلزمنا في نهاية المطاف "بالحديث مع حماس". الان، السؤال هو فقط على ماذا نتحدث مع حماس.

 

هل سنتحدث مع حماس عن "تهدئة" اخرى؟ ولعلنا نجد اسما جديدا للتهدئة فنكسب شهرين آخرين من الرعب؟ هل نتحدث معهم عن جلعاد شليت في الوقت الذي نحرر فيه مئات السجناء دون مقابل؟ هل ديسكن يقبل بالسيطرة على المعابر في الوقت الذي ندفع فيه نحو القطاع بالبضائع والمؤن والاموال التي ستمول القصف التالي على اسدود؟ على ماذا سنتحدث مع منظمة تريد مثل طفل دخل محل تجاري "كل شيء": تدمير اسرائيل، حق العودة، تحرير كل المناطق وامتيازات وتسهيلات ايضا؟

 

الى أي اتفاق سنصل اذا "تحدثنا مع حماس"؟ الى "سكوت" لشهر، في اثنائه تطلق فقط 211 قذيف هاون على سديروت؟ ام ربما لاتفاق اوسع، ندمر فيه بمبادرتنا نصف اسرائيل كي تصمت البلاد لنصف سنة؟ ام نعود الى حدود 1967 فقط لانهم وصلوا في مداهم الى يفنه؟ كم سيكلفنا المنتج من الدرجة الثالثة الذي ستمنحه ايانا المحادثات مع حماس؟ كم ساق مقطوعة للاطفال؟ كم مواطن قتيل؟ كم شهيد؟

 

الحقيقة البشعة هي ان ليس بيننا وبين حماس حوار. بل ولن يكون. يوجد مونولوغ (حديث مع الذات) لحماس وصمت اسرائيلي. فهي تخطب ونحن نركض نحو المجال المحصن. هي تتخيل الذبح، ونحن نطلب من مبارك ان يتصل بها مرة اخرى، إذ في المرة الاولى كان خطها مشغولا. اسماعيل هنية يعرف أنه في اللحظة التي يتوجه فيها الى طاولة المباحثات ستفقد حماس تفويضها وذلك لانها منظمة مقاومة ارهابية. إذن هل نتحدث مع هذا؟

 

وحقيقة بشعة اخرى: "رصاص مصهور" هي عملية مؤلمة، تمس بحياة عشرات الابرياء، بينهم نساء واطفال – ولكن على المدى البعيد كفيلة بان تنقذ حياة الاف آخرين. اسرائيل ملزمة بان تعود لتقرير الوتيرة في المنطقة، ولشدة الاسف – هذه هي الطريقة.

 

اذا اديرت الحملة بنجاعة وانتهت بموعدها (بدون مزايدات كفاحية)، فان ثمن كل قسام سيزداد، وحماس ستفكر مرتين قبل أن تطلقه. وقف العملية الان فقط لان قوتنا تفزعنا سيخفض ثمن حياة سكان سديروت الى ارضية الغرفة المحصنة.

 

من يريد ان يوقف الحملة فورا و "الحديث مع حماس" يريد أن يفلس. وقف العملية الان هو اعتراف بانتظار طرق الاستنزاف والجحود بسيادة دولة اسرائيل ومسؤوليتها عن سلامة مواطنيها وبحقها في الرد بالقوة على الاستفزازات المتواصلة. اذا كان لهذه الحملة هدف فهو تذكير حماس بانه يوجد هنا رب بيت وحملها على ان ترغب – ولكن جدا – في الحديث معنا.