خبر ساعة الدبلوماسية..هآرتس

الساعة 09:24 ص|01 يناير 2009

بقلم: أسرة التحرير

أمس، في اليوم الخامس من حملة "رصاص مصهور" افادت مصادر أمنية بان "بنك الاهداف" في قطاع غزة آخذ في النفاد. رئيس المخابرات يوفال ديسكن ، بلغ اعضاء المجلس الوزاري امس بتدمير مختبرات تطوير الوسائل القتالية لحماس تدميرا كاملا والحاق ضرر هام بعشرات الانفاق التي كانت تستخدم لتهريب السلاح.

 

وعلى الرغم من ذلك تواصل حماس اطلاق الصواريخ نحو بلدات النقب الشمالي، بل ووسعت مدى النار حتى بئر السبع. وكما تبين في الحرب في العراق وفي حرب لبنان الثانية، ليس بوسع قوة جوية ان تهزم ميليشيات مسلحة تفرض أمرتها على السكان المدنيين أو تتمتع بتأييدهم.

 

يمكن الافتراض بان عملية برية مكثفة الى عمق قطاع غزة ستسمح بضربة لمزيد من منشآت حماس وتقلص أكثر فأكثر خطر نار الصواريخ والقاذفات الصاروخية، والتي جعلت حياة سكان الجنوب كابوسا متواصلا. غير انه طالما لم يتحقق اتفاق بين الطرفين على ترتيبات بعيدة المدى تعيد الهدوء الى المنطقة، يبدو أن الاحتلال المتجدد للقطاع والبقاء الطويل في المنطقة هما وحدهما سيضمنان قدرا من الامن لسكان الجنوب.

 

غير ان مثل هذه الخطوة تنطوي على مواجهة متواصلة مع محافل ارهابية محلية ومن شأنها ان تؤدي الى خسائر فادحة في صفوف قوات الجيش الاسرائيلي. واضافة الى ذلك فانه في ظل غياب صاحب سيادة آخر، ستضطر اسرائيل الى تحمل المسؤولية عن سلامة مليون ونصف فلسطيني وعن رفاههم. معنى الامر، عودة الى ايام الحكم العسكري.

 

على رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي لفني، اللذين يعارضان استئناف التهدئة ان يوضحا لمن برأيهما ينبغي نقل الحكم في القطاع بعد أن "ينهار حكم حماس". فهل يعتقدان بان محمود عباس (ابو مازن) سيعود الى غزة على متن دبابة اسرائيلية؟ التجربة المريرة لحملة السور الواقي التي ضربت بشدة البنى التحتية للسلطة الفلسطينية، يفترض أن تعلم مقرري السياسة بان الحكم المركزي، مهما كان اشكاليا، افضل من غياب الحكم وان النصر العسكري ليس بديلا عن الحل السياسي للصراع.

 

كارل فون كلاوزفتس، من آباء نظرية القتال الحديثة، قرر في بداية القرن التاسع عشر قوله المأثور في أن "الحرب ليست سوى استمرار للسياسة باشكال اخرى". والان في اليوم السادس من الحرب، ليس واضحا على الاطلاق أي سياسة تسعى الحكومة الى تقدمها من خلال استمرار حملة "رصاص مصهور". وبالمقابل فانه واضح ان كل يوم اضافي لتبادل النار والقتلى المدنيين يقلص الاسناد السياسي الواسع الذي منحه زعماء العالم العربي للخطوات العسكرية.

 

المسألة المطروحة امام القيادة السياسية هي، هل ضرب عدة عشرات آخرين من رجال حماس وهدم المزيد من المباني العامة تساوي فقدان الدعم الدولي، بما في ذلك الموافقة او الصمت من الجيران العرب الهامين.

 

على الحكومة ان تعطي فرصة لمحافل دولية مثل الولايات المتحدة، مصر، تركيا وفرنسا، ممن يسعون الى احلال وقف للنار وبلورة اتفاق تهدئة محسن. وحتى لو لم يفلح هؤلاء، فان اسرائيل ستضطر الى مواصلة الهجوم – وهي ستحظى بحرية مناورة اوسع في الساحة الدولية والاقليمية.