خبر نصر الله: مقاومة غزة استوعبت دروس حرب تموز أكثر من الإسرائيليين

الساعة 09:11 ص|01 يناير 2009

فلسطين اليوم - بيروت

أعرب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، عن قناعته بأنّ الجيش الإسرائيلي يسير نحو الإخفاق في عدوانه الجاري على قطاع غزة، وأنّ المقاومة الفلسطينية في القطاع قد استوعبت دروس حرب تموز (يوليو) 2006 على لبنان أكثر مما استوعبها الجانب الإسرائيلي.

 

وأكد السيد نصر الله في خطاب ألقاه في بيروت ليل الأربعاء، أنّ "ما يجري في قطاع غزة هو النسخة الفلسطينية لما جرى عندنا في لبنان في تموز 2006"، وقال "إنّ ما يجري في غزة من صمود ومن مقاومة ومن صبر وثبات هو من بركات هذا الإحساس بالمسؤولية عند أهل غزة كشعب ومقاومين وقادة، وهذه الممارسة الجهادية الصادقة القوية، المسؤولية من الموقع الأخلاقي، من الموقع ألجهادي والوطني، ومن الموقع الديني والإيماني".

 

وقال السيد نصر الله "الإسرائيليون حكوا (قالوا) كثيراً إنهم يستفيدون من عِبَر حرب لبنان الثانية، ولكن يبدو أنّ المقاومة في فلسطين، في غزة، استفادت من هذه العبر وتطبِّق هذه العبر أكثر من الإسرائيليين، بل إنّ استفادة الإسرائيليين من هذه العبر تدفعهم إلى الضعف وإلى الوهن والتردد".

 

وتابع نصر الله "لماذا يهرب القادة الاسرائيليون من تحديد هدف معلن (للحرب الجارية)؟ هم عندما بدأوا كانوا خائفين من الفشل، وعندهم شك في قدرتهم على تحقيق الأهداف وهذا أول الوهن".

 

ولاحظ حسن نصر الله أنّ "الاخوة في المقاومة في فلسطين، في غزة، من خلال مواقف قياداتهم ومجاهديهم وشعبهم سائرون في ثقتهم بالنصر واليقين ومواصلة العمل، لكنّ الإسرائيلي من أول الطريق هو خائف، وقلق من أنه يقدر على تحقيق الأهداف أو لا".

 

وعن المسار الذي اتخذه العدوان على غزة أوضح السيد نصر الله أنّ "العالم قدّم (قبيل العدوان) لها (غزة) رسائل طمأنة أنه لا شيء، ومن ثم تخرج حوالي ثمانين طائرة حربية ومروحية وتلقي خلال ثلاث دقائق مائة طن من المتفجرات على مراكز ومواقع في غزة. سقط عدد كبير من الشهداء، هذه حرب لكن الأهم أنّ المقاومة في غزة استوعبت الضربة الأولى وخرجت من الضربة الأولى متماسكة". وأضاف نصر الله "كان المفترض بحسب المخطط الإسرائيلي المتواطأ عليه مع بعض الدول العربية، انا أصرّ على هذا، أنه لا تعملوا بنا مثل لبنان 33 يوماً وما يطلع من أمركم شيئاً خلصونا بكم يوم، لا نقدر أن نتحمّل مظاهرات وضغوط وإعلام. كان من المفترض أنّ الضربة الجوية في اليوم الأول تؤدي إلى انهيار حكومة حماس وإلى انهيار فصائل المقاومة، وإلى أكبر عدد من القتلى والشهداء والجرحى في القادة في الكوادر في البنية المقاومة، وتلجئ قيادة المقاومة إلى الاتصال بالدول العربية المعنية وتقول لهم: رتبوها كيف ما كان نحن غير قادرين على ان نكمل. هذا الذي كان مطلوباً. ثم عندما يحصل الانهيار وينقل للإسرائيليين من خلال العملاء داخل غزة أو من خلال بعض الحكومات العربية أنّ وضع المقاومة في غزة مضعضع ومنهار وصعب تبدأ العملية البرية، لتواجه وضعاً منهاراً منهكاً صعباً يائساً، هكذا كان المخطط، وهذا كان من المفترض أن ينتهي خلال أيام مثلما كانوا يفترضون في عدوان تموز، ومثل ما بعد أربعة أيام من عدوان تموز خرج أولمرت وأعلن النصر، ولكن الله سبحانه وتعالى الذي اعتنى بنا في لبنان يعتني بإخواننا واهلنا في غزة".

 

ومضى السيد حسن نصر الله إلى القول "الاخوة في غزة خرجوا من الصدمة الأولى، استوعبوا الوضع، صحيح هناك الكثير من الشهداء والجرحى لكن بنية المقاومة بقيت متماسكة، قيادات المقاومة بقوا بخير، القيادات السياسية والعسكرية. والإمكانات المتوفرة بين أيديهم لم تصب بضرر رئيسي، وهذا ما يعترف به الإسرائيلي نفسه، وبالتالي استعادوا زمام المبادرة وبدؤوا بقصف الصواريخ من اليوم الأول الذي كان من المفترض فيه أن تنهار المقاومة من اليوم الأول".

 

وشدّد الأمين العام لحزب الله على أنّ "سلاح الجو غير قادر على  حسم المعركة (...) لم تبق اهداف لتقصفها الطائرات، نحن عندنا (في حرب تموز) بعد أربعة او خمسة أيام خلصت الأهداف (...) وبالتالي استٍُنفدت الأهداف الجوية"، وفق تقديره.

 

وقال السيد نصر الله إنّ المقاومين في غزة "يتحكمون بعدد الصواريخ (التي يجري إطلاقها على الجانب الإسرائيلي) لأنهم آخذين الزمن بحساباتهم، وهذه من عبر الحرب. أن يتمكنوا من إطلاق هذا العدد من الصواريخ باليوم هذا إنجاز كبير ومهم جداً، وحتى الآن لم يدّعي الإسرائيلي ولا سلاح الجو أنه استطاع أن يضرب منصة واحدة مثل ما حصل بلبنان، هو يضرب المنصة بعد  إطلاق الصواريخ، يكشفها ويدمرها، هذا ليس مهماً، المهم أن يتمكن من ضرب المنصة قبل إطلاق الصواريخ، وهو ما عجز عنه حتى الآن في غزة".

 

وبشأن احتمالات العدوان البري على القطاع قال نصر الله إنّ معضلة الجنود الإسرائييلن "أنهم يواجهون في مساحة ضيقة مليون ونصف مليون إنسان يحتضن المقاومة، وعشرات آلاف المجاهدين".

 

وقال نصر الله "من حق الإسرائيليين اأن يخافوا وأن يترددوا وأن يقلقوا من الدخول إلى قطاع غزة، وعندما يبدأ الدخول البري والمواجهة الحقيقية مواجهة الرجال للرجال سوف يبدأ الفشل الإسرائيلي يتضح والصراخ يعلو".

 

وأكد الأمين العام لـ"حزب الله" أنّ "الوقت ليس لمصلحة اسرائيل بالرغم من القصف والشهداء، الوقت والشارع يضغط على كل المتواطئين، ويضغط حتى على العدو بكل الاعتبارات والموازين"، على حد تعبيره.

 

وشدّد السيد نصر الله على أنّ "ما يُسجّل في قطاع غزة هو انتصار رغم الدماء الزكية التي سُفكت، انتصار لأنه ما زال الصمود قائماً، والمقاومة قائمة، والقيادة والكادر والشعب والارادة ما زالت ثابتة وصامدة وترفض الخضوع للشروط المذلة، هذا يعني حتى هذه اللحظة أنّ إسرائيل هي في حالة فشل".

 

وقال السيد نصر الله "إذا كان لدى أحد ما شك في أنّ قطاع غزة يمكن أن ينتصر؛ فبعد كل هذه الأيام (من العدوان) لا يجوز أن يبقى هناك شك". وأضاف نصر الله "إذا كان قطاع غزة ينتصر وهو محاصر فكيف يكون الحال لو فُتح المعبر وقدر نقل الجرحى وتخفيف عبر الجرحى ونقل المساعدات والإمكانات وتقديم العون اللازم لأهل غزة وللمقاومة في غزة".

 

وبشأن الموقف المصري الرافض لفتح معبر رفح قال الأمين العام لـ"حزب الله"، "كل ما سمعناه خلال اليومين الماضيين من المسؤولين المصريين من تبريرات وحجج واهية لعدم فتح معبر رفح لا يقنع أحداً في العالم العربي ولا في العالم الإسلامي"، وقال "هذه تبريرات ليس لها أي قيمة لا سياسية ولا قانونية ولا أخلاقية ولا دينية، والواجب ما زال يحتم العمل على فتح هذا المعبر لأنّ الحرب ما زالت قائمة ومستمرة"، وفق تأكيده.