خبر شهادات إسرائيلية على تواطؤ العرب في مجزرة غزة

الساعة 08:36 ص|01 يناير 2009

 

كتب : صالح النعامي

قال الجنرال متان فلنائي نائب وزير الحرب الإسرائيلي أن الظروف الدولية والإقليمية السائدة حالياً، وضمن ذلك عدم انعقاد القمة العربية تتيح لإسرائيل استكمال حملتها على حركة حماس في قطاع غزة. وفي مقابلة أجراها معه التلفزيون الإسرائيلي باللغة العبرية ليلة الثلاثاء الماضي قال فلنائي أنه في حكم المؤكد أن العديد من الأطراف العربية تتفهم دوافع إسرائيل لخوض المواجهة ضد حركة حماس، منوهاً الى أن التفهم العربي يعتبر أحد أهم الظروف التي أتاحت لإسرائيل شن هذه العدوان. وأضاف أن شعور لدى الكثير من الحكومات العربية أن هناك قاسم مشترك بينها وبين اسرائيل في حربها ضد ما اسماه بـ " الإسلام المتطرف ".

 

ما يقوله الزعماء العرب في الغرف المغلقة

 

من ناحيته قال وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين، أحد مهندسي اتفاق أوسلو، أن الحرب في غزة لا تضج مضاجع اكثر القادة العرب كما لم تفعل الحرب في لبنان. وأضاف بيلين في مقال نشره في صحيفة " إسرائيل اليوم " في عددها الصادر الاثنين الماضي أنه بمجرد أن تخرج عدسات تصوير التلفاز من المكاتب وتغلق الابواب في اللقاءات التي تجمع الزعماء العرب ونظرائهم الإسرائيليين، فأن زعماء " يسمعون اقوالا مدهشة تفرحهم جدا من الزعماء العرب حيث يتبين أن ألد أعداء إسرائيل في الواقع ألد أعداء الزعماء العرب ". وأضاف " عندما تضرب إسرائيل أو حزب الله فأن بعض الزعماء العرب يستهجنون في حضور المسؤولين الإسرائيليين لأن العمليات العسكرية الإسرائيلية ليست أشد صرامة ". ودعا بيلين زعماء إسرائيل إلى عدم الإلتفات الى الزعماء العرب الذين يشجعون على تحطيم عظام حركة حماس. وأضاف " لا يجب ان يكون مئات ملايين المشاهدين لقنوات التلفاز العربية من مؤيدي حزب الله وانصار حماس، او متطرفين متدينين  حتى يمقتوننا ويكرهوننا بعد المجازر التي ارتكبناها في القطاع ". واستهجن بيلين أن تطالب إسرائيل والغرب العرب بإعادة صياغة كتب التعليم والمناهج الدراسية وتخليصها من المواد التي تحث على كراهية إسرائيل في الوقت الذي تتسبب فيه الجرائم الإسرائيلية في تجذير الشعور بالكراهية في نفوس العرب والمسلمين. وأضاف " أن كل من يتحدث عن وجوب اقتلاع الكراهية من الكتب الدراسية ومن القلوب في العالم العربي، لا يمكن ان يسمح لنفسه أن يمارس القتل ضد مدنيين عزل على هذا النحو المفرط ". وأعاد بيلين للأذهان أن مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي يقوم على وجوب حرص الكيان الصهيوني على تحسين مكانتها في المنطقة، معتبراً أن ما قامت به إسرائيل يؤدي فقط الى تراجع هذه المكانة.

 

 

تحول مصر الإستراتيجي

من ناحيته قال الجنرال عاموس جلبوع، رئيس وحدة الأبحاث السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أنه حدث تحول إستراتيجي في موقف مصر من حركة حماس. وفي مقال نشره في صحيفة " معاريف "قال جلبوع  " مصر تتزعم المعسكر العربي المشايع للغرب، والمعتدل والذي يشعر بان الاسلام المتطرف يهدده، منوهاً الى أن هذا الواقع أفاد إسرائيلي كثيراً في تسويغ نزع الشرعية عن حكم حركة حماس.

 

وكانت صحيفة "معريف"  ثاني أوسع الصحف العبرية إنتشاراً قد كشفت النقاب الخميس الماضي أن مسؤولين عرب كبار طالبوا إسرائيل بتصفية قيادات حركة حماس السياسيين والعسكريين. وذكر بن كاسبيت كبير المعلقين في الصحيفة والمعروف بإرتباطاته الوثيقة بالمؤسسة الأمنية والسياسية في إسرائيل أن احد المسؤولين العرب اتصل بعدد من المسؤولين الإسرائيليين وقال لهم " إقطعوا رؤوسهم ". واكدت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن اسرائيل حرصت على الشروع في  الحصول على شرعية عربية لضرب حركة حماس، حيث ركزت اسرائيل على محاولة ضمان تأييد مصر لهذه الضربة. وذكرت الصحيفتان أن مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان أبلغ الجنرال عاموس جلعاد مدير الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية أن اسرائيل محقة في أي خطوة تتخذها ضد حماس، محملاً الحركة المسؤولية عن انهيار التهدئة.