من وحي الانتخابات النيابية في لبنان- بقلم: معن بشور

الساعة 09:15 ص|08 مايو 2018

فلسطين اليوم

1- تهاني … ومعاني

لا بد من تقديم التهاني لكل من فاز في الانتخابات النيابية وبينهم العديد من الاصدقاء، مقاومين ومناضلين واعلاميين، آملين ان يتمكن النواب الجدد وعددهم 70 من اصل 128، ان يتركوا بصماتهم على العمل التشريعي والرقابي الذي يتولون شأنه، كما نأمل ان يتمكن النواب القدامى وعددهم 58 ان يجددوا في ادائهم وممارساتهم.

ولكن بين الفائزين من كان لفوزه طعم خاص، ليس فقط لانهم رفاق درب عروبي حضاري ديمقراطي وأبناء مدرسة ونهج جمال عبد الناصر، بل ايضا لأنهم تعرضوا منذ عام 2005 لأبشع عملية إقصاء ومحاولة إلغاء وحملات إفتراء وشيطنة أُستخدمت فيها كل الاساليب، وهم النائب والوزير السابق عبد الرحيم مراد، رئيس حزب الاتحاد، رئيس الجامعة اللبنانية الدولية، عضو الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي، والنائب المناضل الدكتور اسامة سعد امين عام التنظيم الشعبي الناصري، عضو المؤتمر القومي العربي، ابن البيت الصيداوي الذي قدّم الاب والأبن والحفيدة شهداء على درب الوطن وقضاياه وفقرائه، والوزير السابق فيصل عمر كرامي سليل دوحة العطاء الوطني والعروبي التي ارادوا محاصرتها والاجهاز على دورها المستمر منذ الاستقلال كما ارادوا الاجهاز على دور مدينة طرابلس ومعاقبتها على دفاعها عن قضايا الوطن والامة.

واذا كان نجاح الثلاثي مراد، سعد، كرامي تعبيرا عن استحالة استئصال التيار العروبي الناصري الحقيقي واقتلاعه من جذور شعبه ومجتمعه، فان نجاح مرشحي المقاومة (الوفاء والامل) وحلفائها في الدوائر التي ترشحوا فيها فهو تعبير عن تجذّر المقاومة في وطنها وبين أبناء شعبها…

فهل يملك السياسيون في لبنان القدرة على القراءة الصحيحة لنتائج الانتخابات، وأن يستخلصوا الدروس والعبر السليمة من اجل اخراج لبنان أزماته المتلاحقة.

2- اسعدني واحزنني

كم اسعدني ان يصادف خروجي من بيروت للمرة الاولى بعد الجراحة القلبية الى طرابلس مدينة العلماء والشهداء والشرفاء  كي اشارك في الاقتراع في الانتخابات التشريعية ،بل لامارس حقا بل واجبا وطنيا ،لو حرص كل مواطن على ممارسته لخرج الوطن من الكثير من ازماته..

ولكن ما حز في قلبي ان الاحظ على امتداد الطريق الى العاصمة هو انصراف غالبية الناخبين عن الاقتراع  بما يكشف عن عمق الهوة بين الناس والطبقة السياسية من جهة وعن ازمة قوى التغيير من جهة ثانية وهي التي لم تتمكن ان تتحرر من شوائب الذاتية والفردية والتسلقية التي كانت وراء تراجع دور حركات التغيير في بلادنا…

3- اللواء رقي في الاداء

 منذ اعلان الصحافي الكبير الأستاذ صلاح سلام صاحب جريدة ” اللواء” ترشحه عن دائرة بيروت الثانية على رأس لائحة “بيروت الوطن” التي تضم نخبة من الاصدقاء والشخصيات المميّزة، وأنا أتابع جريدة “اللواء” يومياً لأفاجأ بخلو هذه الصحيفة المؤثرة في بيروت خصوصاَ، ولبنان عموماً، من اي دعاية انتخابية لصلاح سلام وإخوانه في ممارسة مهنية راقية نفتقدها في الكثير من الأداء الانتخابي والسياسي والاعلامي الراهن.

ومهما كانت نتائج الاقتراح يوم غد الاحد فإن صلاح سلام قد نجح في تقديم نموذج للاخلاق والعمل السياسي الراقي والمهنية المسؤولة والاداء الموضوعي…

صلاح سلام يستحق منا التحية، لا سيّما في السادس من ايار الذي هو أيضاً يوم شهداء الصحافة.