ما الذي تريده "إسرائيل" من الادعاء بعرض حماس لتهدئة طويلة الأمد؟

الساعة 11:27 م|07 مايو 2018

فلسطين اليوم

في الوقت الذي تشتد فيه مسيرة العودة الكبرى مع اقتراب موعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة في 14 من شهر مايو الجاري، زعمت صحيفة عبرية إقدام حركة حماس على الطلب من إسرائيل عبر وسطاء هدنة طويلة الأمد مقابل رفع الحصار عن غزة وتحقيق صفقة تبادل، الأمر الذي نفته حركة حماس جملاً وتفصيلاً، فيما رأى محللون أن التسريبات الإسرائيلية حول الأمر تهدف إلى الالتفاف على مسيرات العودة التي تشهد مشاركة شعبية واسعة مع اقتراب نقل السفارة الامريكية إلى القدس من جهة، ومحاولة إسرائيل تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لإمكانية عقد صفقة تبادل مع حماس.

المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطالله، رأى في ما نشرته الصحافة العبرية بأن كل الخيارات متاحة، وقد يكون شيئاً من هذا القبيل، لأن حركة حماس تشعر أن الوضع مشدود بينها وبين إسرائيل، ومسيرات العودة متفاعلة، وحماس تريد أن تستثمر هذه المسيرات بأكبر قدر ممكن من الإنجازات على الأرض. وقال:" لو تمت صفقة تبادل ستكون حركة حماس في وضع أفضل، إضافة إلى أن "إسرائيل" تحتاج لما يهدئ هذا الوضع القائم على حدود غزة (مسيرات العودة)، لذلك قد يكون ما نشر هو نوع من استغلال اللحظة بالنسبة لحركة حماس.

وبشأن نفي حركة حماس لما نشرته الصحافة العبرية، قال عطالله:" أحياناً الأطراف تنفي ما ينشر، ولكن ليس بالضرورة أن يكون النفي هو الحقيقة، لأن الأطراف أحياناً لا تريد أن تعلن كل ما يدور للرأي العام. لافتاً إلى أن تسريب إسرائيل للخبر قد يكون من باب تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لشيء قد يحدث قريباً بشأن صفقة تبادل.

وشدد عطالله، على أن صفقة التبادل لا مفر منها، ولكن هل الظروف ناضجة الآن لتحقيقها؟، متوقعاً أن تكون الظروف ناضجة إلى حد ما خاصة أن هناك مؤشرات حدثت منذ فترة قصيرة، حيث تحدث وفد أمني مصري في الموضوع، وسافر وفد من حماس للقاهرة لهذا الغرض، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تحدث لعائلة الجندي الأثيوبي وقال هناك شيء من هذا القبيل. لافتاً إلى أن الوضع الحالي هو نوع من جص النبض بين الأطراف، ولكن مستوى التفاهم والتوافق غير معروف حتى الآن.

في ذات السياق، رأى المحلل السياسي إبراهيم المدهون، ان الجميع يستشعر بخطر الانفجار في غزة بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي، وأن الاحتلال بتسريباته معني بتشتيت جهود تحشيد مسيرات العودة التي قد تمتد لساحات أخرى في الضفة الغربية والداخل المحتل عام 48.

ورأى المدهون أن الحديث عن هذا الامر في هذا التوقيت نابع من تخلي السلطة الفلسطينية عن قطاع غزة، وزيادة أزماته، ولسياسة الانفصال التي اتبعها رئيس السلطة محمود عباس تجاه غزة، وتخلي الحكومة عن القيام بواجباتها تجاه غزة، الأمر الذي يضع الكثير من الخيارات على الطاولة من ضمنها ترتيب قطاع غزة بشكل منفصل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وقال:" حركة حماس لم تعرض شيئاً مما ذكره الإعلام العبري، ولكن لم تنف بشكل صريح وواضح ما تم نشره. مضيفاً أن إسرائيل كل ما تخشاه هو انفجار غزة، لذلك هي تريد الهروب من حالة الانفجار خصوصاً في المرحلة القادمة.

وأوضح، أن الوضع في حالة معقدة جداً، وما نراه الآن من واقع قد يتجه إلى الانفجار الشعبي والجماهيري الذي قد يمتد إلى ما بعد نقاط التماس، وقد تحدث فوضى على الخط الزائل، وقد يصل إلى مواجهة عسكرية، وفي نفس الوقت قد نصل إلى تسويات عن طريق تهدئة، هذه التهدئة تضمن حياة كريمة لغزة، ويجب إدراك أنه لا شيء مستحيل في الظروف الحالية، خصوصاً أن الواقع بات معقداً بشكل كبير وهناك تخلي من السلطة واستهتار بغزة.

يشار إلى ان حركة حماس نفت اليوم التقارير الإسرائيلية عن عرضها تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال الاسرائيلي مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، إن الحديث عن اتفاق تهدئة جديد بين الحركة والاحتلال أو تقديمها عرضاً بهذا الخصوص "غير صحيح وغير مطروح حالياً".

وأضاف القانوع أن "الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم باستحقاق التهدئة الموجودة، والمطلوب إلزامه من قِبل الأشقاء المصريين والمجتمع الدولي، خاصة أن الاحتلال يمارس القتل ويرتكب الجرائم في قطاع غزة".

كلمات دلالية