القيادي عليان: مسيرة العودة جاءت للتمرد على الواقع المفروض على الفلسطينيين

الساعة 08:42 م|06 مايو 2018

فلسطين اليوم

أكد جميل عليان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن مسيرة العودة جاءت عن دراسة ووعي طويل جداً استغرق عدة أشهر قبل البدء بتنفيذها، وهي تمثل حالة فلسطينية بامتياز، وتم ترتيب مراحلها وأهدافها في إطار العمل الجماعي والوطني.

وقال عليان خلال لقاءٍ نظمته اللجنة الدعوية لحركة الجهاد الإسلامي شرق مدينة غزة، في مخيم العودة شرق غزة، (ملكة)، أن مسيرة العودة جاءت للتمرد على الواقع المفروض على الفلسطينيين، من تسويات فاشلة وخيارات وضياع الحقوق الفلسطينية في مفاوضات عبثية، كما أنها جاءت للتمرد على ما يدور من خبث ومكر ضد قطاع غزة، من خلال تطويقها بحصار وعقوبات وقطع رواتب وإذلال لغزة، إضافة إلى أنها جاءت لمحاولة التمرد على الواقع الإقليمي الذي يحاول إنهاء القضية الفلسطينية وطي صفحة الصراع والحق الفلسطيني للأبد، عبر ما تسمى "صفقة القرن" والتي حاول من خلالها بعض العرب والفلسطينيين والأمريكي والإسرائيليين إرضاخ الشعب الفلسطيني خاصة في غزة.

وقال الدكتور عليان، إننا نعلم أن من غزة نحقق النصر، وتبدأ تغيرات كل المنطقة، وأن غزة تحمل هم الأمة وليس فلسطين فقط. مشدداً على أن مسيرة العودة جاءت كالكمة في وجوههم جميعاً.

وأضاف، أن مسيرة العودة أرسلت رسالة في أكثر من اتجاه، لأننا ندرك أن فلسطين هي التي تختزل المشهد الإقليمي والدولي، وما يحدث في المنطقة سيتم قبره في فلسطين، سواء صفقة القرن، أو تمرير أن إيران هي العدو وليس إسرائيل، أو أي تسوية مذلة سيتم دفنها في غزة.

وأوضح أن هذه المسيرات همها الوطني أكبر من كل الشعارات، وطورت من أدواتها ووسائلها إلى أن وصلت إلى هذا الشكل الذي آتى أوكله من أول لحظة لانطلاق المسيرات في 30 آذار مارس. مؤكداً أن هناك عدة أهداف حُققت منذ اللحظة الأولى لانطلاق المسيرات، منها إعادة الاعتبار لمشروع المقاومة، وإعادة الاعتبار للرواية التاريخية الفلسطينية الذين حاولوا تدنيسها، وهي أن فلسطين هنا خلف هذه الأسوار الزائلة، كما حققت الوحدة، وأعادت الاعتبار للعلم الفلسطيني، وللعقل الجمعي الفلسطيني، والهم الجمعي الفلسطيني، وللفعل الجمعي الفلسطيني.

كما أن هذه المسيرات حققت هدفاً بالغ الأهمية، في أنها أعادة جددت قواعد الاشتباك مع العدو الصهيوني، لافتاً إلى أن المنطقة الحدودية التي توجد فيها مخيمات العودة كانت الوصول إليها محرم، أما الآن فأصبح الفلسطيني يصل إلى الأسلاك الزائلة.

ولفت إلى تبدد التهديدات التي أطلقها أرئيل شارون، ضد الفلسطينيين عندما هدد بإبادة غزة إذا وصلت الصواريخ للكيان الصهيوني، لأن صواريخ المقاومة غطت كل الأراضي المحتلة لما بعد حيفا، وتمكنت المقاومة من كسر قواعد الاشتباك مع "إسرائيل"، وأصبحت الحقيقة أن الفلسطينيين أعادوا الاعتبار لمعادلة الرعب والدم والجغرافيا.

وأشار إلى أن هذا العدو الذي يفر من أمام طفل صغير لا يحمل لا حجراً ولا سكيناً ويترك سلاحه وآلياته العسكرية، يؤكد على اننا بدأنا ننجح في تغيير معادلة الاشتباك، وسنصل إلى قواعد اشتباك جديدة، تتراكم في صالحنا، وصولاً إلى مستوطنات العدو.

وأوضح القيادي عليان، أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ يدرك تماماً قواعد الاشتباك الجديدة ولذلك وضع 3 خطوط دفاعية، الأول السواتر الترابية والاسلاك الشائكة، والثاني حواجز في الطرقات المؤدية للمستوطنات، والثالث خط دفاعي حول الكتل الاستيطانية وهي إشارة واضحة أن التراجع لدى الاحتلال سيد الموقف.

وقال:" إن المستوطنين والاحتلال يدركون جيداً حجم المأزق الذي سببته مسيرات العودة، وأن صراخ المستوطنين بدأنا نسمعه وبدأوا يفروا من المستوطنات، ويصرخوا بصوتٍ عالٍ في وجه الحكومة الإسرائيلية لعدم شعورهم بالأمان.

وأكد على أن الاحتلال زائل وأن هذه الأرض لا ولن تكون إلا لنا نحن الشعب الفلسطيني ومعنا أحرار العالم.

وحول انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله، شدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن المجلس الوطني بالشكل الحالي لن يكون أداة بناء رافعة للقضية الفلسطينية، وأن كل من شارك وحضر هم أدوات التسوية.

وقال:" إن من جوَّع غزة ويحاصرها ويعاقبها وأخرج لنا "أوسلو" لا يمكن أن تكون أداة بناء جديدة، لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني، مضيفاً إلى أن أحد أعضاء الوطني يدعو بالأمس أهل غزة لشرب من مياه المجاري، متسائلاً كيف لمجلس يضم هكذا عضو فيه أن يكون رافعة للمشروع الوطني؟.

وأشار إلى أنه قبل يومين من اجتماع الوطني كان رئيس السلطة محمود عباس لا يريد أن يسمع أي حديث عن غزة، لأن غزة انتهت من عقله وإرادته، متسائلاً كيف بين عشية وضحايا أصبحت غزة مثار عطف ورحمة لديه؟ مشدداً على أن هذه ليست رحمة أو عطفاً حتى لو أعاد الرواتب وفك الحصار، لأن هذه حقوق الشعب في غزة التي سلبوها وأنهم لا يمنون على غزة.

وأوضح أنه إذا أردنا أن نبني مشروع وطني جديد فعلينا استخدام أدوات جديدة وأهم هذه الأدوات هي الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن هناك فصائل كثيرة لديها تاريخ مبدع في المواجهة والانتصار، وأن الفصائل التي أجبرت العدو على الرحيل من غزة يجب أن تكون على رأس هذه المؤسسة الفلسطينية، مشيراً إلى أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي الذين قضوا مضاجع العدو يجب أن يكونوا في مركز المجلس الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير؛ أما الأشخاص أنفسهم الذين يريدون غزة من الباب للمحراب، ويريدون غزة تشرب من ماء المجاري، وتريد غزة من تحت الأرض وفوق الأرض.

وشدد على أن اجتماع الوطني هو تدمير للواقع الفلسطيني، ولا اعتراف بمخرجاته، ولا باللجنة التنفيذية ولا التشريعية.

ودعا كل الأطراف الفلسطينية أن ينتفضوا من جديد ويخرجوا من هذا الواقع المذل، إلى تشكيل جديد وبناء جديد يعيد الاعتبار للعمل الجمعي والعقل الجمعي والعمل السياسي الفلسطيني الجماعي ويعيد الاعتبار لمشروعنا الوطني، ويعيد الاعتبار للتعاون والتحابب والتآخي في فلسطين حتى نصل لحقوقنا جميعاً.31957626_412749269187596_6896377477644419072_n31946373_412749229187600_6155159619497885696_n - نسخة
31956792_412749292520927_7521356602885013504_n - نسخة
31961675_412749172520939_6531678125070221312_n - نسخة
 

كلمات دلالية