خبر هنية: مايجري في غزة .. حرب إبادة تستهدف الشعب الفلسطيني وليس حماس فقط

الساعة 09:02 م|31 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم: غزة

فلسطين اليوم - غزة

أعرب إسماعيل هنية، رئيس الحكومة في غزة، عن ثقته بأنّ العدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة، سيخفق في تحقيق أهدافه، وأنّ النصر سيحالف الشعب الفلسطيني في هذه الحرب.

 

وتعهّد هنية في خطاب متلفز وجّهه في اليوم الخامس للعدوان الإسرائيلي على غزة إلى الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، ليل الأربعاء، بأنّ "الاحتلال سيفشل في تحقيق أي من أهداف هذه الحرب".

 

وحدّد إسماعيل هنية، في خطابه المتلفز الثاني منذ بدء العدوان، مواقف حكومته بالقول "أولاً وقف العدوان الصهيوني فوراً بلا قيد أو شرط، وثانياً رفع الحصار وفتح كل المعابر، وبعد ذلك يمكن الحديث في كل الملفات وبإيجابية وبروح منطلقة من الالتزامات الوطنية والعريية والدولية، وعلى أرضية وطنية ومسؤولية عالية".

 

وتوّجه إسماعيل هنية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالقول "إن يتخلى البعض عن نصرتكم فالله معكم"، وأضاف "قطعاً ستنتصرون والنصر قريب بإذن الله وربما أقرب مما تتصوّرون".

 

ومضى هنية إلى القول "يجب أن نتحدث بلغة الكبار ونخاطب بلهجة المنتصرين"، مؤكداً أنّ "عاقبة هذا التشريد وهذه الهجرة وهذا التدمير وهذه الاغتيالات هي النصر بإذن الله، نصر ودولة وغزة".

 

وشدّد إسماعيل هنية على أنّ "ما يجري هنا في غزة ليس عدواناً عادياً بل هو حرب حقيقية، حرب بلا أخلاق ولا مبادئ، حرب تخالف كل المبادئ والشرائع السماوية، حرب حقيقية لأنه تُستخدم فيها كل أنواع الأسلحة الجوية والبحرية والبرية، ويُستهدف فيها كل شيء على وجه الأرض". وقال هنية "هي حرب لا تستثني شيئاً من مقدرات الحياة".

 

وأشار هنية إلى قصف ثمانية مساجد بطائرات "إف 16"، حتى الآن في قطاع غزة، في سياق العدوان الإسرائيلي الجاري، لافتاً الانتباه إلى استشهاد الأطفال الفلسطينيين تباعاً، ومنهم خمس شقيقات تم قصفهن وهنّ نيام.

 

وأكد رئيس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية المقالة، إلى أنّ هذه "الحرب لا تستهدف الحكومة ولا فقط حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وإن كان هذا هو عنوانها، (...) بل هي تستهدف كلّ الشعب الفلسطيني في قضيته وحاضره ومستقبله"، كما قال.

 

ولفت إسماعيل هنية الانتباه إلى مشهدين في قطاع غزة حالياً، فقال "هناك مشهدان في قطاع غزة؛ مشهد الدمار والدماء، هذا هو المشهد الأول على أرض غزة، ولكنّ المشهد الثاني في غزة هو مشهد الصمود والثبات والقدرة على امتصاص الضربة، مشهد القدرة على تثبيت أركان هذا الشعب، مشهد المرابطين على الثغور، مشهد خنساوات فلسطين الصابرات المحتسبات العابدات، مشهد الآباء الذين قدّموا أبناءهم ويقولون إنهم فداء للإسلام وفداء للقدس".

 

وتابع هنية "لذلك يمكننا القول إنّ المشهد الثاني قد انتصر خلال خمسة أيام من الحرب والدمار والحصار"، وقال "سينتصر الدم على السيف".

 

وقال هنية "نحن نتابع كل ما يجري حولنا، نتابع هبّة هذه الأمة"، وأضاف أنّ "هذه الهبّة تحمل دلالات مهمة، وأوّلها أنّ هذه الأمّة حية وقد تجاوزت ما كنا نسميها مرحلة الغثائية، وبالتأكيد أنّ الأمة الحية سوف تصنع الحياة وسوف تصنع المستقبل لهذه الأمة".

 

واعتبر هنية أنّ "اليوم نشهد أنّ إسرائيل هي في مواجهة العالم، في مواجهة هذا العالم الحرّ"، وتابع "هذه الهبّة تدلل على أنّ قضية فلسطين هي القضية المركزية لهذه الأمة، ودلالات هذه الهبّة أنّ غزة ليست وحيدة في هذه الحرب وهذا العدوان".

 

وقال هنية "هذه الهبّة تدلل على أنّ محاولات عزل غزة عن محيطها ومحاصرة غزة قد فشلت، فغزة اليوم كعنوان للأرض الفلسطينية، كعنوان للقضية الفلسطينية تسكن قلوب الملايين من هذه الأمة".

وذكر هنية أنّ "دم الشهداء في الضفة هو ذاته دم الشهداء في غزة، هذا الدم يوحدنا". وقال رئيس الحكومة "إنّ تناقضنا الرئيس هو مع الاحتلال الإسرائيلي، وليس لنا معركة مع أحد من شعبنا أو أمتنا"، مؤكداً "رفض الانشغال بمعارك جانبية". وقال هنية "إنّ الاحتلال وحده هو الذي يتحمل مسؤولية ما يجري على الأرض الفلسطينية من العدوان والاحتلال والحصار".

 

وشدّد هنية على "الوحدة السياسية والجغرافية لكل فلسطين"، وقال "نحن لسنا دعاة انفصال، ولسنا دعاة قسمة"، معيداً إلى الأذهان أنّ جوهر قضية فلسطين هي قضايا القدس واللاجئين والأسرى وغيرها من مفاصل القضية.

 

وفي ردّ ضمني على تصريحات القيادة المصرية بأنّ الجانب الإسرائيلي يدفع باتجاه دفع غزة باتجاه مسؤولية مصر، وتبرير القاهرة رفض فتح معبر بذلك، قال هنية "نحن لا نقبل بنقل المسؤولية عن قطاع غزة إلى الشقيقة مصر"، لكنه استدرك بالقول إنّ "فتح معبر رفح لا يعني أنّ هناك كياناً منفصلاً عن الأرض الفلسطينية اسمه قطاع غزة"، مشيراً إلى وجود معابر للضفة الغربية أيضاً مفتوحة على الأردن.

 

وفي الشأن الفلسطيني الداخلي؛ ردّ هنية على دعوة الرئيس محمود عباس للحوار والتشاور بالقول "أليس من مقتضيات المصالحة الوطنية والمصالحة الوطنية الإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجون الضفة؟!"، مضيفاً أنّ الأمر يقتضي من جانب جناح السلطة بالضفة "المطالبة بشكل واضح لا لبس فيه برفع الحصار وفتح المعابر، ووقف كل التصريحات السياسية التي تمسّ بمعنويات الشعب الفلسطيني". وقال هنية "ليطلق سراح أربعمائة سجين سياسي في سجون الضفة الغربية إكراماً لأربعمائة شهيد فلسطيني في قطاع غزة".

 

وأكد هنية أنّ أداء حكومته يتواصل، وأشاد بأداء الأجهزة الحكومية والطواقم الميدانية، وبخاصة المسعفين والقطاع الطبي.

 

ووجّه رئيس الحكومة بغزة، تحية للمسيحيين الفلسطينيين في أعيادهم، عيد الميلاد، شاكراً "للأخوة المسيحيين الذين يعبِّرون عن أصالة الانتماء لهذا الوطن الكبير".

 

وختم هنية خطابه بالقول "بتنا إلى النصر أقرب"، متعهداً بأنّ "الاحتلال سيفشل في تحقيق أي من أهدافه في هذه الحرب".