خبر مصر: اعتقالات وتشديد قيود الأمن على المظاهرات ومنع مؤتمر لنصرة غزة

الساعة 04:16 م|31 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم – القاهرة

تواصلت لليوم الخامس على التوالي المظاهرات الشعبية المصرية المنددة بالعدوان على غزة، في العديد من النقابات المهنية، خصوصاً نقابتي الصحفيين والمحامين، وفي مدن مصرية تقع إلى الشمال من القاهرة، بينما شددت قوات الأمن المصرية قيودها المفروضة على هذه المظاهرات، بالمقارنة مع القيود التي كانت مفروضة في اليومين الأولين للعدوان الإسرائيلي علي غزة .

 

ففي أعقاب فرض حصار مشدد مساء أمس الثلاثاء على نقابة الأطباء، لمنع انعقاد مؤتمر لنصرة غزة؛ فرضت قوات الأمن المركزي أطواقاً أمنيةً مشددة اليوم الأربعاء على كافة الطرق المؤدية إلى نقابة الصحفيين، وحوّلت الشوارع المجاورة للنقابة إلى ثكنة عسكرية لمنع مظاهرة دعت لها القوى السياسية المصرية وعلي رأسها جماعة الإخوان المسلمين، كما بدأت حملات اعتقالات لمناصري الإخوان الذين شاركوا في هذه المظاهرات.

 

وانتشرت عشرات من عربات الأمن المركزي والقيادات الأمنية في الطريق إلى النقابة، وكذلك قطعات أمنية داخل الطريق، وتم تحديد مسارات لسير المواطنين وإخلاء المنطقة من المارة تماماً. وعززت قوات الأمن وجودها أمام باب النقابة، وأغلقت بأجساد جنود الأمن المركزي بابها. وحاصرت قوات الأمن أكثر من خمسمائة شخص أمام نقابة المحامين لمنعهم من حضور وقفة الصحفيين وحاولت اعتقالهم .

 

وشهد ميدان التحرير أكبر هذه القيود الأمنية والحشود، بسبب انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب، والمخاوف من تحرّك متظاهرين إلى مقرّ الجامعة لمطالبة الوزراء برفع الحصار عن غزة، ووقف العدوان وإلغاء المبادرة العربية للسلام .

 

كما شهدت مداخل القاهرة مع محافظات مصر منذ الصباح الباكر تضييقات أمنية واسعة؛ لمنع وصول أي مشاركين من المحافظات، خصوصاً من جماعة الإخوان في المظاهرة اليومية أمام نقابة الصحفيين. وجري تفتيش بعض السيارات والحافلات. وقالت مصادر في جماعة الإخوان المسلمين إنه جرى توقيف العشرات واعتقالهم لمجرد الاشتباه بأنهم سيشاركون في المظاهرات بالقاهرة، وأنّ حملات الاعتقال طالت أكثر من مائة وخمسين شخصاً من محافظة الفيوم جنوبي مصر، كانوا في طريقهم إلى القاهرة .

 

وبدأ التضييق الأمني منذ مساء أمس الثلاثاء، عقب فرض قوات الأمن المركزي طوقاً أمنياً مشدداً على كافة الطرق المؤدية إلى نقابة الأطباء بشارع قصر العيني وسط القاهرة، في محاولة لإجهاض مؤتمر نصرة غزة، الذي كان مقرّراً عقده مساء اليوم الأربعاء .

 

فقد وُضعت حواجز أمنية على جميع الشوارع المجاورة لمقر النقابة، وأُغلقت محال تجارية. ومنعت السلطات الأمنية، الدكتور عصام العريان، أمين صندوق نقابة الأطباء، من التحرك إلى مقر النقابة، ما دفع مئات المواطنين إلى صلاة المغرب في الشوارع المحيطة بمقر النقابة. وقد امتدت هذه القيود المشددة إلى المظاهرات الجارية في باقي المدن المصرية .

 

ووصف الدكتور إبراهيم الزعفراني، الأمين العام لنقابة الأطباء بالإسكندرية، ما يحدث بأنه "خطأ أمني كبير يخالف روح الوطنية"، مشيرًا إلى أنّ هذا المنع "يسيء إلى صورة مصر"، على حد تعبيره.