ليبرمان يهاجم الرئيس عباس وحماس في مقابلة مع مجلة سعودية

الساعة 01:53 م|26 ابريل 2018

فلسطين اليوم

هاجم وزير الجيش إسرائيلي أفيغدور ليبرمان، اليوم الخميس، الرئيس محمود عباس، وحركة حماس، بينما توعد إيران وحزب الله "في حال فكرا بمهاجمة إسرائيل".

جاء حديث ليبرمان في مقابلة خاصة مع مجلة "إيلاف" السعودية، نفى عبرها أن يكون لإسرائيل علاقة باغتيال المهندس الدكتور فادي البطش في ماليزيا.

واتهم ليبرمان، الرئيس محمود عباس بالتهرب من عملية السلام طوال السنوات الماضية حتى في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وخلال وجود ما قال عنها حكومات معتدلة في عهد أيهود أولمرت وتسيبي ليفني.

وقال "تحل هذا العام الذكرى الخامسة والعشرون لاتفاق أوسلو، ولم يتم إحراز أي تقدم خلال هذه السنوات، أما بالنسبة إلى مسألة حل الدولتين، فأقول شخصيا أنني جئت إلى إسرائيل لأعيش في دولة يهودية لا في دولة ثنائية أو ثلاثية القومية أو ما شابه ذلك. اخترت إسرائيل لأنني أريد العيش في دولة يهودية، حيث أسكن في مستوطنة نوكديم قرب صحراء يهودا".

وفي معرض رده على سؤال أن هذه مناطق محتلة؟ قال ليبرمان "ليس ثمة من اتفاق حول تعريف ما إذا كانت هذه المناطق محتلة أو محررة، ولنترك ذلك جانبا، مع التأكيد بأنني أدعم حل الدولة اليهودية، وأي حل آخر غير مقبول في نظري. لقد سرنا لمدة ربع قرن في الطريق نفسه، ولم نبلغ أي نتيجة. إن واصلنا السير في الاتجاه ذاته، فلن ينجح الأمر، هناك خلل في الوضع الحالي، وفي طريقة التفكير الحالية، وعلينا كسر هذه الدوامة، لا سيما في غياب أي إمكانية للوصول إلى حل في إطار المفاوضات الثنائية".

وأضاف "مشكلة الفلسطينيين أنهم ليسوا متحدين، هناك حماستان في غزة وفتح لاند في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وكان يفترض أن تجري الانتخابات الرئاسية في يناير 2010، ألا أنها لم تجر في موعدها، ما يطرح مسألة الشرعية السياسية".

وتابع "إن وقع أبو مازن باسم الفلسطينيين، فهل توقيعه شرعي أم غير شرعي؟ وماذا عن المجلس الوطني الفلسطيني، بعدما أجلت الانتخابات لمدة ثمانية أعوام؟ الفلسطينيون منقسمون، ويتعين عليهم أن يظهروا جدية أكبر، وأن يجروا انتخابات تقود لاختيار من يمثلهم بشكل جيد".

ووصف ليبرمان، الرئيس عباس بأنه "قائد بوزن الريشة"، مضيفا "هو لا يشبه السادات وبيغن عندما وقعا معاهدة سلام، وكان يتحد خلفهما الشعب والقيادة العالمية. حتى عندنا في الكنيست، لم يكن هناك التفاف حول معاهدة السلام يشبه ما لمسناه حينها. برأيي، الحل الثنائي غير وارد اليوم، والمطلوب حل إقليمي".

ورأى ليبرمان أن الحل بشأن القضية الفلسطينية يجب أن يكون إقليميا لا ثنائيا، وليس على مراحل بل بالتوازي والتزامن يكون الوصول لحل الدولتين والسلام مع الدول العربية وحل وضع عرب إسرائيل. مقترحا تبادل الأراضي والسكان بين إسرائيل والفلسطينيين، قاصدا نقل مناطق عربية مثل منطقة المثلث في إسرائيل من السيادة الإسرائيلية إلى السيادة الفلسطينية عبر نقل الحدود غربا.

وعن مبادرة السلام العربية، قال ليبرمان " المبادرة مطروحة منذ العام 2002، لكن ثمة من يحاول أن يقول لنا: أوجدوا حلا للمسألة الفلسطينية أولا، ثم تعالوا نحل باقي المشكلات مع باقي الدول العربية. برأيي، هذا غير مقبول، والحل يجب أن يشمل الجميع في صفقة واحدة. أتساءل هنا هل مشكلة العالم العربي هي المسألة الفلسطينية وحدها؟ هل ما حدث في تونس كان بسبب القضية الفلسطينية؟ وما حدث ويحدث في ليبيا وفي اليمن وسورية والعراق هو بسبب القضية الفلسطينية وإسرائيل؟ طبعا لا، فمنذ زمن بعيد لم تعد المشكلة متمثلة في القضية الفلسطينية وإسرائيل، وهناك مشاكل أكبر من ذلك يتخبط بها العالم العربي".

وأضاف "يجب أن يكون الحل إقليميا عاما وليس على مراحل، وأن يتضمن ثلاثة أمور أساسية: الحل مع الفلسطينيين وإقامة دولة لهم، مع حل لمسألة عرب إسرائيل وتبادل سكان وأراضي وسلام وتطبيع مع كل الدول العربية".

وشدد على ضرورة أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح تماما، وأن تكون هناك سيادة أمنية إسرائيلية في غور الأردن والضفة الغربية.

وانتقد ليبرمان أعضاء الكنيست العرب واتهمهم بدعم ومساندة "الإرهاب". واصفا إياهم بـ "أعداء إسرائيل".

وتطرق ليبرمان للوضع بغزة، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي مستعد لكل السيناريوهات المحتملة وأنه لا يخشى المواجهة. مضيفا "خلال أيام الجمعة الأربعة الأخيرة تعاملنا مع التظاهرات والأحداث ومهازل حماس بشكل جيد وواجهنا الإرهاب".

وحمل ليبرمان حركة حماس مسؤولية وقوع فلسطينيين ضحايا على الحدود. متهما إياها باستخدام "الأطفال والنساء دروعا بشرية". مضيفا "قادة حماس اختبأوا في غزة وأرسلوا الأطفال والنساء ليكونوا دروعا بشرية وليقتلوا عوضا عنهم، ويقولون إننا مجرمو حرب! هم المجرمون ودماء هؤلاء الضحايا يجب أن تلاحق ضمائرهم. لم ندعهم لقتالنا، ولا لمحاولات اختراق الحدود".

وحول حصار غزة، قال وزير الجيش الإسرائيلي " نحاصر غزة لمنعهم من الاستمرار بتهريب الأسلحة بغرض قتلنا. حماس استثمرت نحو 160 مليون دولار في شق الأنفاق وتطوير الأسلحة، ولم تطور وتستثمر في السكان الغزيين. يريدون الإرهاب ولا يهمهم أبناء شعبهم. إن أراد الفلسطينيون في غزة الاستثمار في الاقتصاد والبناء فأهلا وسهلا، وكل دولار ينفقونه سننفق في مقابله دولارين اثنين. نريد الازدهار لغزة، لكن حماس لا تريد سوى الإرهاب. يحاولون الإيحاء بأننا نظلمهم ونخرق القانون الدولي، لكنهم في الحقيقة من يخرق القانون. منذ سنوات لم تسمح حماس للصليب الأحمر بزيارة مواطنينا المحتجزين هناك أو تلقي معلومات عن جثت جنودنا. إنهم يخرقون القانون الدولي".

وردا على سؤال للصحيفة السعودية: لهذا السبب طالبت بعدم السماح بإدخال جثة العالم فادي البطش الذي اغتيل في ماليزيا؟ أجاب ليبرمان: نعم. طالبت بذلك حتى يسلموننا جثث الجنود والمواطنين الإسرائيليين. البطش لم يكن عالما يسعى لجلب الكهرباء إلى غزة، بل كان يعمل على تطوير طائرات مسيرة وجعل صواريخ حماس أكثر دقة، وحماس قالت إنه ناشط في الحركة.

ونفى ليبرمان مسؤولية إسرائيل عن اغتياله. حيث رد على سؤال "من إذا؟". أجاب "اسأل جيمس بوند... ربما قتله جيمس بوند كما في الأفلام".

وعن العلاقات بالدول العربية، قال ليبرمان أن هناك حوارا مع دول عربية رفض تسميتها وأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وثمة تفاهم على نحو 75% من الأمور. مضيفا "هناك حوار بناء وتفاهم تام مع الدول العربية حول قضايا المنطقة المفصلية".

وردا على سؤال حول وجود تعاون أمني مع الدول العربية، قال ليبرمان "لا أريد التطرق إلى ذلك. يمكن القول إن هناك تنسيق. ادعوهم إلى الخروج للعلن وزيارة إسرائيل كما فعل أنور السادات، ومرحب بهم جميعا".

وفي معرض رده على سؤال "هل يعني هذا أن هناك حديث حول الحل الإقليمي؟ وهل هناك قبول لمقترحاتكم؟".

قال "هناك حديث وهناك إصغاء من الجانب العربي لآرائنا وهذا جيد في هذه المرحلة. استطيع القول أن نحو 75 في المئة من الأمور توصلنا إلى تفاهمات حولها، وبقي 25 في المئة، وهي برأيي الأصعب. مع القيادة الحديث سهل، ولكن الأمور معقدة بين الشعوب، لأن مشكلة العالم العربي انه لا توجد فيه طبقة وسطى قوية تعني ثقافة وعلم ومعرفة وتطلع إلى الأفضل والسلام والعيش بهدوء".

وفي سؤال آخر "هل ترى أن ما يجري في المملكة العربية السعودية يسير بهذا الاتجاه؟". قال "نعم هناك بوادر، وأقول لكل الدول العربية: تعالوا معنا مع بلاد المبادرات (ستارت اب) مع التقنيات والهاي - تك ومع الموارد من عندكم والقوة الاقتصادية، فمعا يمكننا إحداث تغيير جذري في الشرق الأوسط وفي العالم. الاقتصاد القوي والتطور والتقدم للأفضل في العالم العربي يلغي حتى التفكير في إيران ومحاولتها السيطرة.

كلمات دلالية