سفير فلسطين في واشنطن:تشكيل المجلس الفلسطيني للولايات المتحدة خطوة مهمة

الساعة 08:31 ص|25 ابريل 2018

فلسطين اليوم

بعد جهود حثيثة من قيادات ومنظمات الجالية الفلسطينية االكبيرة في الولايات المتحدة خلال العام الماضي لتوحيد جهودها وإنشاء مظلة واحدة للتنسيق والعمل المشترك، إنعقد في واشنطن العاصمة يوم الأحد 22 نيسان/ أبريل الحالي المؤتمر التأسيسي الأول تحت شعار «قوة فلسطين تبدأ بوحدتها» وتم التوافق على تسمية آلية العمل الجديدة «المجلس الفلسطيني في الولايات المتحدة» والمكون من أربعة مجالس إقليمية تمثل الساحلين الغربي والشرقي والولايات الوسطى الشمالية والولايات الجنوبية وكل مجلس إقليمي مكون من 15 عضواً يمثلون منظمات ومؤسسات وشخصيات مؤثرة وفاعلة في مناطقهم. وانتخب المؤتمر مجلس إدارة للمجلس مكونا من 13 عضوا معظمهم من العناصر الشبابية والنسائية. 

وأقر المؤتمرون تسجيل المجلس الفلسطيني في الولايات المتحدة قانونيا ورسميا كمنظمة غير ربحية معفاة من الضرائب لتمثيل مصلحة الجالية الفلسطينية لدى الجهات الرسمية الأمريكية، وتنسيق وتوحيد الجهود بين المنظمات الفلسطينية الأمريكية للدفاع عّن حقوق الشعب الفلسطيني ومساندته خصوصا في ظل الوضع السياسي الحالي في الولايات المتحدة.

وكلف المؤتمر مجلس الإدارة بإنشاء لوبي سياسي منبثق عن المجلس وفقا لقوانين الولايات المتحدة مهمته الضغط  السياسي على صناع القرار الأمريكي، وإنشاء مكتب تنفيذي وفريق من المهنيين والمدعومين ماليا من الجالية والمنظمات الأساسية، وهدفها الوصول لصناعة القرار في الولايات المتحدة والتأثير عليه بشكل مباشر ويومي، وتسجيلها كهيئة قانونية كاملة.

وأقرّ المؤتمر إنشاء لجنة عمل سياسي مسجلة قانونيا مهمتها اختيار ودعم مرشحين للكونغرس الأمريكي ودعم حملاتهم الانتخابية. وكلف المؤتمر مجلس الإدارة البدء الفوري للإعداد لمؤتمر سنوي على المستوى الفدرالي الامريكي بحضور أبناء الجالية والشخصيات الرسمية والسياسية والشعبية الأمريكية والفلسطينية وعقد لقاءات مع أعضاء الكونجرس والجهات الرسمية لمناقشة القضايا التي تخص بلدهم الأم بصفتهم مواطنين أمريكيين يتمتعون بحق التصويت والانتخاب والترشح وإيصال أرائهم مباشرة الى صناع القرار.

وأقر المؤتمر، الذي شهد حضورا لافتا لقيادات ورؤساء المؤسسات الفلسطينية في الولايات المتحدة، نظاما داخليا يعطي حق التصويت للمناطق الأربعة لانتخاب 15 عضوا عن كل منطقة وإنتخاب هيئة إدارية كل عام من أجل الحفاظ على التجديد وتعزير الروح الديمقراطية وإعطاء القوة للفروع وليس المركز الذي يكون مشرفا ومتابعا وموجها لأنشطة المناطق. كما أقر المجتمعون صيغة التمويل الذاتي حيث التزمت كل منطقة بتحمل جزء من المسؤلية المالية خصوصا في تمويل اللوبي السياسي الذي يحتاج لمبالغ كبيرة ومصادر مستدامة.

وفي تصريح لـ «القدس العربي» حول أهمية المؤتمر والأهداف التي يسعى لتحقيقها، قال السفير الفلسطيني في واشنطن، حسام زملط: إن تأسيس هذا المجلس مهم لثلاثة أسباب: أولا- التوقيت، خاصة هذه الأيام حيث تتعرض القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة إلى هجمة غير مسبوقة.

ثانيا- الطريقة التنظيمية الديمقراطية المؤسساتية الشفافة التي تمكنت فيها الجالية الفلسطينية المنتشرة في كافة الولايات الخمسين من انتخاب قيادات فاعلة من ضمنها شخصيات مهنية وشبابية ونسائية.

وثالثا – البنية التحتية لهذه المؤسسة هي المناطق والجمعيات والمئات من المنظمات المحلية والتزامها بالتمويل والدعم الذاتي كونها الجهة المسؤولة عن المجلس وتتمتع بالصلاحيات- أي أن المجلس عبارة عن مظلة لتلك المنظمات المحلية المنتشرة في طول الولايات المتحدة وعرضها.

 وأضاف زملط «هذا هو جهد الجالية في العمل الديمقراطي، ونحن نبارك لهم هذا الإنجاز. هذه خطوة أولى والمشوار لا يزال طويلا وصعبا وشاقا خصوصا في معركة تغيير الرأي العام الأميركي، هذه معركة سنوات وعقود، وإنشاء هذا المجلس يشكل بداية قوية بهذا الاتجاه».

وصرح حنا حنانيا رئيس اتحاد «رام الله فلسطين» وأحد الأعضاء المنتخبين للمجلس الفلسطيني بأن تأسيس المجلس وانتخاب هيئة إدارية له «يشكل خطوة تاريخية ومهمّة في معركة الدفاع عن قضايانا الشرعية وحقوق الشعب الفلسطيني.» وأضاف حناينا، الذي شكر رؤساء وقيادات الجالية على الروح العالية والديمقراطية خلال أعمال المؤتمر، «أن هذا الاتحاد إنجاز وحلم عمل الكثيرون من أجل تحقيقه وحان الوقت للعمل الجماعي على قاعدة وحدة المصير والهدف».

وفي ختام المؤتمر ألقى زملط، كلمة في الحفل الذي أقامته بعثة فلسطين على شرف الوفود، هنأ فيها قيادات الجالية على نجاح مؤتمرهم وأثنى على جهودهم وقراراتهم مشيرا إلى أن «وحدة الجالية الفلسطينية الأمريكية هي الخطوة الأولى والأهم نحو تصحيح الخطأ التاريخي والظلم الذي وقع على شعبنا بسبب سياسات ومواقف الولايات المتحدة.» وأعلن «أن العمل الحقيقي بدأ اليوم داعيا لعهد جديد في العلاقة الفلسطينية الأمريكية يقوم على التكافؤ والتصدي لمساعي تصفية القضية الفلسطينية من بوابة واشنطن من جهة، وتعميق العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والأمريكي من جهة أخرى».

 

كلمات دلالية