خبر مفاجأتهم بهدنة.. اسرائيل اليوم

الساعة 10:51 ص|31 ديسمبر 2008

بقلم: جادي بلتيانسكي

في السبت الاخير فاجأنا حماس. الههم فقط يعلم لماذا فوجئوا. وما الذي توقعوه بالضبط بعد الاف الصواريخ التي اطلقوها على سكان الجنوب؟ هل اعتقدوا اننا سنطلب مزيدا؟ لكن حان الوقت الان لمفاجأتهم مرة اخرى. هذه المرة بانهاء العملية. لا من اجلهم لكن من اجلنا.

في وقت كتابة هذه الاسطر تبلغ وسائل الاعلام "بتواضع مميز وبلا ذكر اسماء" بموت اختين واحدة في الرابعة واخرى في الحادية عشرة من سكان بيت لاهيا في قطاع غزة. هاتان البنتان لم "تقضيا نحبهما" ولم تبحثها عنه- بل قتلتا نتيجة، غير متعمدة لكنها حتمية ايضا، لقصف سلاح الجو. ولما كان الاقربون اولى بالمعروف، فان ابناء مدينتي اولى بالمعروف، بقي فقط ان نسأل ايزيد موت هاتين الاختين امن ابنائنا في الجنوب ام لا.

يمكن مثلا التفكير في الاخوة، وابناء الاعمام، والاصدقاء والجيران لهاتين الاختين. هل يصبح كل هؤلاء الان اشد اعتدالا وباحثين عن السلام؟ ام ان قائمة المخربين ومطلقي الصواريخ المحتملين تستطيل اليوم؟ من يصعب عليه ان يجد جوابا فليفكر في تأثير العمليات الارهابية في مواطني دولة اسرائيل.

*****

ان قرارا اسرائيليا على وقف اطلاق النار من طرف واحد سيفضي الى واحدة من نتيجتين: اما ان تستمر حماس على اطلاق النار واما ان تضع سلاحها. في السيناريو الثاني المطلوب سنرى جهدا دبلوماسيا لاحراز تسوية يتم بها تحقيق امن سكان الجنوب وظروف العيش الاساسية لسكان غزة. واذا تحقق السيناريو الاول فستكون اسرائيل حرة في العمل، مع تأييد دولي اكبر هذه المرة ومع تفهم عام اكبر (هذان سيضعفان كلما طالت العملية في مخططها الحالي). لقد اظهرنا القوة والردع وحان الان دور الحكمة.

ان غزو غزة غزوا بريا واستمرار القتل المتبادل سيزيدان فقط العداوة ويبعدان احتمال ان تحرز اسرائيل مصلحتها الوجودية التي هي ميثاق دائم مع الفلسطينيين. صحيح ان قادة حماس ليسوا شركاءنا في اتفاق سلام لكن سكان غزة هم كذلك.

من اجل ذلك يجب التوصل الى مفاوضة للسلام مع القوة لكن ان تكون مع امل ايضا. لا ينتهي مستقبل اسرائيل عند افق يظهر بمنظار عسكري، ويحتاج الى المنظار فقط من اجل الا نفقد صلة الرؤية للهدف.

****

من المهم ان نذكر ان غايتنا لا تتلخص في يوم الانتخابات، ولا تنتهي عند رد مناسب على صواريخ القسام ولا تحدد داخل حدود الغرف الامنية. يجب علينا ان نطمح الى دولة لنا لا الى دولة ثنائية القومية. يجب علينا ان نطمح الى علاقات سليمة بجيراننا وحياة طبيعية لاولادنا . صحيح ليست الطريق من غزة الى جنيف قصيرة لكن يجب علينا التقدم فيها. سنبحث في اول خطوة عن كل باب لوقف اطلاق النار. وسننتقل بعد ذلك الى مسار سياسي سريع يفضي الى اتفاق لان هذه هي السبيل الوحيدة للامن الحقيقي. من اجل الحقيقة سنبرهن انذاك فقط على ان الاقربين اولى بالمعروف.