في يوم الأسير..6500 أسيراً في سجون الاحتلال بينهم 1800 مريض

الساعة 08:20 ص|17 ابريل 2018

فلسطين اليوم

على مدار سبعون عاما على احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين، تعرض مليون فلسطيني للاعتقال في السجون الصهيونية، كان أولهم الفدائيين والمقاومين الذين اعتقلوا في العام 1948 خلال مقاومتهم لبدايات الاحتلال، ولن يكون بالتأكيد أخرهم الثمانية فلسطينيين الذين اعتقلوا من قلقيلية ورام الله ونابلس اليوم (17 من نيسان 2018).

وبحسب تقرير لهيئة شؤون الأسرى والمحررين فإن الاحتلال اعتقل ما بين العامين 1948- 2018 مليون فلسطيني ضمن سياسية ممنهجة وأداة للقمع والسيطرة على الشعب الفلسطيني، وبث الرعب والخوف. حتى باتت الاعتقالات جزءا اساسيا وثابتا من سياستها في تعاملها مع الفلسطينيين ظاهرة يومية.

والمتابع للخبر الفلسطيني اليومي، يلحظ هذه الاعتقالات يوميا، تزيد وتنقص حسب الظروف السياسية ولكنها لم تتوقف يوما، كسياسية عقاب الجماعي، لم تقتصر على نشطاء المقاومة فحسب، وقيادات الفصائل الفلسطينية المقاومة فقط، وانما امتدت وشملت الكل الفلسطيني، وطالت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني من جميع المستويات والطبقات والفئات، ذكوراً وإناثاً، أطفالاً ورجالاً، صغاراً وشيوخاً.

ولهذه الاعتقالات ما خلفها من انتهاكات صهيونية بحق عائلات الأسرى خلال عمليات الاقتحام والتفتيش والاعتقال، والتي تشكل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وتستمر هذه الانتهاكات مع الأسرى خلال عمليات الاحتجاز والتحقيق وتلقي الرعاية الصحية اللازمة والمأكل المناسب، وتمكين عوائلهم من زيارتهم والتواصل الإنساني الدائم معهم، ومنع التعذيب وسوء المعاملة وعدم تعريضهم للاعتقال التعسفي، وحظر الاستخدام المطلق لأوامر الاعتقال الإداري وفقا للمادة (78) من اتفاقية جنيف الرابعة.

وبالأرقام فإن عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى  أواخر آذار 2018 (6500) أسيرا منهم  (350) طفلا، و (62) اسيرة بينهن (21) أم، وثمانية قاصرات، وسته من نواب المجلس التشريعي، و500 أسيرا معتقل وفقا لأوامر اعتقال إدارية.

وبحسب تقرير هيئة شؤون الأسرى فإن من بين الأسرى 1800 أسيرا مريضا، من بينهم 700 أسير بحاجة لتدخل علاجي عاجل.

ومن بين الأسرى أيضا (48) أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين سنة بشكل متواصل، منهم (25) أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن، و (12) اسيرا من أولئك قد مضى على اعتقالهم أكثر من ثلاثين عاما وأقدمهم الأسيران كريم وماهر يونس المعتقلان منذ (35) عاما.

ومن بين الأسرى (29) أسيرا هم قدامى الأسرى ومعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو، وهؤلاء ممن كان يفترض إطلاق سراحهم ضمن الدفعة الرابعة في آذار/مارس عام 2014، إلا أن الاحتلال تنصلت من الاتفاقيات وأبقاهم رهائن في سجونه.

كما أعاد الاحتلال اعتقال (56) فلسطينيا ممن تحرروا في صفقة تبادل الأسرى عام 2011 والتي تُعرف بصفقة (شاليط)، وفرض عليهم إكمال سنوات السجن التي سبقت تحررهم في الصفقة بذريعة خرقهم لبنود الصفقة، وهؤلاء أمضوا على فترتين أو أكثر عشرين عاما وما يزيد، وأبرزهم الأسير "نائل البرغوثي" الذي أمضى ما مجموعه (37) عاما في سجون الاحتلال.

وبحسب تقرير للهيئة فإن الاحتلال يفرض إجراءات و سياسيات خلال تعامله مع الأسرى تتناقض مع كل الاتفاقيات والقوانين الدولية، حيث صادرت من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين كافة حقوقهم الإنسانية التي كفلتها لهم كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية، حيث أن كل من مرّ بتجربة الاحتجاز أو الاعتقال وبنسبة 100%   تعرض لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والإهانة أمام الجمهور أو أفراد العائلة، فيما الغالبية منهم تعرضوا لأكثر من شكل من أشكال التعذيب.

ووفقا للشهادات الأسرى فان زيادة لافتة قد طرأت على حجم واشكال التعذيب المستخدمة بحق الأسرى والمعتقلين من مختلف الفئات العمرية منذ اندلاع انتفاضة القدس في تشرين أول/أكتوبر2015، من حيث قسوة التعذيب وبشاعة أساليب المُعذبِين، وتنوع أساليب التعذيب "النفسية والجسدية".

ولا يقتصر التعذيب على فترة التحقيق فحسب لغرض انتزاع المعلومات، وإنما يبدأ منذ لحظة الاعتقال ويستمر طوال فترة الاعتقال وتبقى آثاره وتبعاته تلازم الأسير إلى ما بعد خروجه من السجن، وحيث كان التعذيب سببا في استشهاد (72) أسيرا داخل سجون ومعتقلات الاحتلال منذ العام 1967، وفي أحيان كثيرة كان التعذيب سببا في التسبب بإعاقات مستديمة للعديد من الأسرى. فيما العشرات من الأسرى المحررين استشهدوا بعد خروجهم من السجن أو أصيبوا بإعاقات مستديمة جراء ما تعرضوا له من تعذيب جسدي ونفسي خلال فترات اعتقالهم.

كلمات دلالية