«مجزرة» أشجار معمّرة تفسِد إحياء حديقة «ميريلاند»

الساعة 08:57 ص|13 ابريل 2018

فلسطين اليوم

تعد حديقة «ميريلاند» التي تمتد مساحتها 50 فداناً في مصر الجديدة (شرق القاهرة) أحد أبرز المتنزهات في مصر، من هنا تأتي أهمية عودتها أخيراً لاستقبال الزوار بعد إغلاقها لسنوات.

وكانت هذه الحديقة نادياً لسباق الخيل منذ عام 1949 حتى 1958. ومنذ عام 2000 عانت من مظاهر الإهمال التي صرفت عنها جمهورها، لتتحول قبلة للخارجين على القانون، وساحة لتعاطي المخدرات وممارسات منافية للآداب.

وبين 2008 و2010 أُغلقت الحديقة على خلفية نزاع بين «شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير»، (التابعة لقطاع الأعمال العام)، والمستأجر «ماجيك دريمز»، وهي شركة خالفت نصوص العقد، عبر اقتلاع عدد من الأشجار وإقامة مبانٍ ذات مواصفات مخالفة لطبيعة المكان. ولاحقاً أزالت السلطات البلدية هذه المباني، وتقرر أن تكون في مكانها هياكل قابلة للتفكيك ضمن مشروع تطوير انطلق في نيسان (أبريل) 2016، واكتملت مرحلته الأولى الشهر الماضي، ومن ثم استؤنف استقبال الجمهور في مقابل رسم دخول مقداره عشرون جنيهاً (نحو دولار). والمبلغ أعلى عشر مرات مما كان عليه قبل نحو عامين، على أمل جذب جمهور نوعي يلائم طبيعة المكان الذي يتوسط أحد أرقى أحياء القاهرة.

تعود القيمة التاريخية لـ «ميريلاند» إلى أنها تضم بين جنباتها تماثيل أثرية خضعت أخيراً للترميم على أيدي خبراء يتبعون وزارة الآثار المصرية. كما تحتوي أشجاراً نادرة، بينها الصنوبرية والمخروطية والبلوطية، فضلاً عن الكوريزيا وموطنها الأصلي أميركا الجنوبية، إضافة إلى «نخل السيكاس» الذي يتجاوز عمره مئة سنة ويتراوح طول النخلة بين ثلاثة وأربعة أمتار.

وعلى رغم «تألق» الحديقة مجدداً، فإن الأمر لا يخلو من «مخالفات» رصدتها مؤسسة «تراث مصر الجديدة». وقال منسق المؤسسة شكري أسمر لـ «الحياة»: «في المراحل الأولى للتطوير (عام 2015)، اقتلعت نحو 50 شجرة، بعضها نادر وبعضها معمر، وادعت الشركة المالكة أنها ستنقلها إلى مكان آخر، لكن ذلك يخالف الحقيقة، ما جعلنا نتضامن مع أهالي حي مصر الجديدة في رفضهم هذا التجاوز الكارثي. وأحلنا الأمر على رئاسة الجمهورية التي أحالته على رئاسة الوزراء. وتدخّل وزير البيئة، فأعيد وضع الجذوع المقتلعة في أماكن أخرى لكنها لا تنمو». وأضاف: «جاءت هذه المجزرة لبناء مرأب سيارات في الجهة اليمنى من الحديقة».

وذكر أسمر أن «مجلساً جديداً أكثر تفهماً جاء، وبدأ التجديد عام 2016، لكن المؤسف أنهم لم يلتزموا الشروط والدراسات البيئية المتفق عليها إلا بنسبة 60 في المئة، إذ أنشأوا «برجولات» من الحجر، بينما يفترض أن تكون خشبية، ونوافير وممرات إسمنتية، وهو ما لا يلائم الطبيعة التراثية لميريلاند. كما كانت مفترضة إعادة زرع 1600 شجرة وهو ما لم يحدث».

كلمات دلالية