ما مصير مخصصات الشؤون الاجتماعية في غزة؟

الساعة 05:15 م|10 ابريل 2018

فلسطين اليوم

يتخوفُ منتفعو "الشؤون" الاجتماعية في قطاع غزة من قطع مخصصاتهم المالية بعد أزمة عدم صرف رواتب موظفي السُلطة في غزة، وتهديد رئيس السلطة محمود عباس أنه في حال عدم تسلم غزة للسلطة بشكل كامل "فإنه لكل حادث حديث، وإذا رفضوا لن نكون مسؤولين عما يجري هناك"، في إشارة منه إلى أنه قد يتنصل من جميع التزاماته المالية تجاه غزة.

وصرفت السُلطة الفلسطينية أمس الإثنين رواتب موظفيها العموميين في الضفة الغربية، دون قطاع غزة، ولم يصدر عن الجهات المعنية الحكومية أي توضيحات بشأن عدم صرفها في غزة، الأمر الذي فتح الباب لسيل من الشائعات، ويخشى مراقبون من ان تطال الخطوة مخصصات الشؤون الاجتماعية.

وعدد المستفيدين من مخصصات الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة نحو 71 ألف مستفيد و39 ألف مستفيد في الضفة المحتلة بقيمة مالية إجمالية تقدر بــ 130 مليون شيكل، وتتراوح المخصصات لكل عائلة ما بين 750 إلى 1800 شيكل للدفعة الواحدة كل ثلاثة أشهر.

ويستهدف برنامج شيكات الشؤون الأسر التي تقع تحت خط الفقر الشديد، وأشخاصًا من ذوي الإعاقة، وبعض المسنين، والأيتام، وأصحاب الأمراض المزمنة.

المواطن غسان -فضل عدم ذكر اسمه عائلته- (50 عاماً) يُعيل تسعة أبناء بينهم مرضى، ومتعطل عن العمل منذ 10 أعوام، يتقاضى من الشؤون 1800 شيكل كل ثلاثة أشهر، يقول "مخصصات الشؤون هي مصدر الدخل الوحيد لي ولعائلتي".

وأبدى غسان -الذي يسكن في الإيجار- تخوفه من وقف السُلطة لمخصصات الشؤون الاجتماعية، موضحاً أنَّ قطع الشؤون أو وقفها أو حتى تأخيرها سيتسبب بأزماتٍ اقتصادية واجتماعية للمستفيدين.

وعبَّر غسان عن تخوفه من تنفيذ الرئيس محمود عباس لتهديداته ضد قطاع غزة بفرض مزيد من الاجراءات العقابية التي تمس مخصصاتهم.

ودعا غسان السُلطة لصرف مخصصات الشؤون الاجتماعية، وعدم اقحام المخصصات في أتون الصراعات السياسية.

المواطن المُعاق محمد عيسى (40 عاماً) يعيل أسرة مكونة من 8 أفراد، وثلاثة من اطفالها يعانون من مشاكل صحية مزمنة، يقول "اتقاضى من الشؤون دفعة مالية قدرها 1000 شيكل كل ثلاثة أشهر، وقطع أو وقف مخصصات الشؤون سيصب عائلتي بمقتل، إذ أن المخصصات هي مصدر دخلنا الوحيد".

ويوضح المواطن عيسى الذي أقدم على الانتحار بسبب الأوضاع المالية الصعبة في العام 2014 أن اسرته تقتات من وراء مخصصات الشؤون التي غالباً لا تفي بالاحتياجات الأساسية لعائلته.

وزادت مخاوف عيسى من وقف المستحقات بعد ان صرفت السلطة رواتب موظفيها في الضفة دون غزة.

ودعا عيسى السلطة الفلسطينية ووزارة الشؤون الاجتماعية للنظر بعين الرأفة والرحمة تجاه الفقراء والمرضى والمعاقين الذين ينتفعون من مخصصات الشؤون، وعدم حشر "لقمة عيشهم" في الصراعات السياسية التي وصفها بـ"المقيتة".

في السياق، أكدت مدير عام برنامج مكافحة الفقر في وزارة التنمية الاجتماعية د. ثناء الخزندار، إنه لم يُحدد بشكل رسمي، موعد صرف شيكات الشؤون، وأنه لم يرد في الخصوص أي بيان، ولم نتلق أي تعليمات من وزارة التنمية الاجتماعية، مرجحةً أن يكون سبب التأخير ناتج عن إجراءات إدارية.

وعن التخوفات من قطع مخصصات الشؤون الاجتماعية، قالت: لا أعتقد أن يتم قطع او وقف مخصصات الشؤون، واعتقد أن المنتفعين من الشؤون الاجتماعية لن يكونوا عرضة للتجاذبات السياسية.

 وفي 12 أكتوبر الماضي، وقعت حركتا "فتح" و"حماس" على اتفاق للمصالحة في القاهرة، لكن تطبيقه تعثر.

وكان عباس فرض بإبريل الماضي إجراءات عقابية ضد القطاع، أبرزها تقليص كمية الكهرباء الواردة له، وخصم ما نسبته 30 إلى 50% من رواتب موظفي السلطة وإحالات بالجملة للتقاعد، عدا عن تقليص التحويلات الطبية.

وعاد عباس وأعلن عن اتخاذ إجراءات عقابية جديدة ضد القطاع، متهما حماس بالمسؤولية عن محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله بتفجير موكبه قبل أيام في بيت حانون.