خبر الى صناديق الاقتراع في الموعد المقرر..يديعوت

الساعة 09:42 ص|30 ديسمبر 2008

بقلم: عاموس كرميل

من الصعب ان نعرف كيف والى اين وحتى متى ستتدحرج حملة "رصاص مصهور"، ولكن نتيجة طيبة واحدة نشأت عنها منذ الان. كل يوم يمر منذ بدأت الحملة كان يوما نظيفا من الضجيج العقيم واللاذع لحملة الانتخابات الغريبة للكنيست الـ 18.

 

لا ريب، ان السياسة لم تتوقف ولو للحظة وهي تواصل السير والنبش. لا يمكن الاشتباه برئيس الوزراء، بوزير الحرب وبوزيرة الخارجية في أنهم يوظفون كل اهتمامهم لادارة القتال وينسون التفكير في صورتهم وفي الاستطلاعات. ولا يمكن أن نعزي لخصومهم من المعارضة نزعة جارفة للوحدة الوطنية تدحر جانبا كل الخلافات. ولكن في هذه الاثناء، مع صخب الصواريخ والقاذفات الصاروخية، يصمت المستشارون الاستراتيجيون ومدراء الحملات. وفي هذه الاثناء تتعطل حرب الشعارات ويقل قليلا تلوث السلطة العامة.

 

 

هناك من يقول انه صمت حاليا ايضا النقاش الجماهيري المتعمق في سلسلة طويلة من المشاكل العاجلة التي لا ترتبط بالامن الجاري. وانه في هذه الاثناء توقف التطرق الموضوعي لمواضيع وقفت حتى قبل بضعة ايام في رأس جدول الاعمال وانه في هذه الظروف محظور اجراء الانتخابات بعد ستة اسابيع ويجب تأجيلها الى أن ينقضي الغضب.

 

هذا المطلب ليس عمليا. فلا يمكن تأجيل الانتخابات دون اجراءات تشريعية لازمة لذلك. لا يمكن تنفيذ هذه الاجراءات دون ضمان تأييد 61 نائبا لكل واحد منها. وحسب كل المؤشرات، لا يمكن الوصول الى هذا الهدف في الكنيست المنصرفة ولكن الفكرة بأسرها تبدو مدحوضة، لثلاثة اسباب على الاقل.

 

اولا، نقاش جماهيري معمق لم يكن في الساحة السياسية الاسرائيلية حتى قبل أن تنطلق الحملة على الدرب، او في الحملات الانتخابية السابقة. وليس لانه لم تكن هنا مواجهات تلفزيونية بين المرشحين لرئاسة الوزراء. مثل هذا النقاش، بالمناسبة وخلافا للمعتقد السائد، لم يكن ايضا في الانتخابات للرئاسة الامريكية التي انتهت قبل اقل من شهرين. بقدر ما يكون مثل هذا النقاش هام وضروري، لا يمكن على ما يبدو اجراؤه عندما يكون السياسيون يتنازعون على تأييد الجماهير ويتوجهون الى القاسم المشترك الاعظم بين الناخبين، وهو بطبيعة الحال الادنى ايضا. وبالتأكيد ليس في الفترة التي تنطفىء فيها الايديولوجيات ويكون انعدام اليقين كبيرا بهذا القدر. فهل تأجيل الانتخابات – حتى متى بالضبط؟ - ستغير هذا الوضع غير المرغوب فيه؟ هل في اعقابه سيمتلىء فجأة النقص المقلق؟

 

ثانيا، نوصي بالحفاظ على التوازن. حتى الان تأجلت الانتخابات في اسرائيل مرتين فقط. الانتخابات للجمعية التأسيسية (التي جعلت نفسها الكنيست الاولى) جاءت كي تعقد في تشرين الاول 1948 وتأجلت الى بداية 1949 بسبب حرب الاستقلال. الانتخابات للكنيست الثانية تقررت منذ البداية لتعقد في 28 تشرين الاول 1973 وتأجلت بسبب حرب يوم الغفران حتى آخر يوم في تلك السنة. هاتان الحربان كما ينبغي أن نتذكر كانتا اشد، اوسع واطول بكثير من الحملة الحالية. في كليهما كان الكثير جدا من الناخبين في البزات واحساس الجبهة الداخلية كان ثقيلا. الان، مع كل الاحترام المناسب للقوات المقاتلة والجاهزة للعمل والسكان الذين يوجدون في مدى الصواريخ، الوضع مختلفة. خطير، ولكن ليس لدرجة تأجيل الانتخابات.

 

ولعل ما هو أهم من كل ما سبق. فمنذ اكثر من ثلاثة اشهر تقوم هنا حكومة انتقالية، وهي ستبقى كذلك في الشهرين القادمين وربما أكثر ايضا. من حقها الكامل – واكثر من ذلك من واجبها – ادارة نشاط عسكري مثل "رصاص مصهور". واذا كانت هناك حاجة لذلك فان قرارا من هذه الحكومة بتوسيع الحملة سيكون شرعيا. ولكن الوضعية باسرها ليست طبيعية. هي اضطرار غير مرغوب فيه، تأجيل الانتخابات سيطيلها دون أي حاجة او غاية. يكفي ذلك كي نشطب التأجيل عن جدول الاعمال.