خبر هآرتس: حكومة الاحتلال تبحث عن مخرج سياسي في ظل الاستعدادات لعملية برية

الساعة 08:53 ص|30 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم-عرب48

كتبت صحيفة "هآرتس" العبرية اليوم، الثلاثاء، أنه بعد ثلاثة أيام من الحملة العسكرية على قطاع غزة، بدأت إسرائيل في البحث عن مخرج سياسي من القتال. وأضافت أنه في الوقت الذي يجري فيه الاستعداد لتنفيذ عملية برية في قطاع غزة، وذلك بهدف زيادة الضغط على القطاع، تتبلور وجهة نظر أخرى لدى كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية بأن الحملة أوشكت على تحقيق أهدافها.

 

وتدعي قيادة الأجهزة الأمنية أنه إذا كان بالإمكان التوصل إلى تسوية مع حركة حماس مريحة نسبيا لإسرائيل فمن الأفضل التوجه نحو ذلك.

 

وفي المقابل، لفتت الصحيفة إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية قد رفعت وتيرة إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون يوم أمس، الإثنين. وأشارت إلى أن حركة حماس استفاقت من الضربة الأولى، السبت، واستغلت الظروف الجوية الماطرة لتوفير غطاء للخلايا العاملة على إطلاق الصواريخ.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إطلاق أكثر من 80 صاروخا وقذيفة هاون من قطاع غزة، أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم جندي ومستوطنة وعامل بناء عربي، في حين أصيب آخرون. كما وقعت إصابات في أشدود للمرة الأولى نتيجة إطلاق صواريخ ذات مدى أبعد.

 

ولفتت الصحيفة إلى مقتل جندي وإصابة آخرين جراء انفجار قذيفة هاون في "ناحال عوز"، مشيرة إلى أن المقاومين الفلسطينيين بدأوا بتوجيه القذائف باتجاه قوات الاحتلال المتمركزة على حدود القطاع.

 

وكتبت أنه في الوقت الذي تقوم فيه ألوية "غولاني" و"المظليين" والمدرعات بتركيز قواتها في محيط القطاع، فقد امتنعت إسرائيل بشكل رسمي عن مناقشة إمكانية وقف إطلاق النار. إلا أنه وعلى أرض الواقع فإن إسرائيل تحاول الآن خلق آلية تتيح لها التوصل إلى اتفاق سريع على التهدئة.

 

وجاء أن إسرائيل معنية بالتوصل إلى تهدئة لفترة طويلة، وأنها على ما يبدو ستوافق على فتح المعابر الحدودية، بيد أن هذا الموقف لم يتبلور نهائيا بعد. كما جاء أنه في الوقت الذي يعتقد فيه عدد من الوزراء الإسرائيليين أنه يجب مواصلة العملية العسكرية، فإن وزير الحرب إيهود باراك ورئيس هيئة أركان الجيش غابي أشكنازي "أكثر حذرا".

 

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن متخذي القرار هما نوعان؛ الأولى من متضرري لجنة فينوغراد، والثاني من المعينين في أعقاب تقرير لجنة فينوغراد. كما أشارت إلى أن الفشل المؤلم في لبنان يؤثر على موقفي الطرفين.

 

وفي المقابل، أشارت إلى أن "الساعة السياسية" تتحرك ببطء شديد نسبيا بسبب عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، حيث تتوقف كافة الفعاليات في الولايات المتحدة وأوروبا. واعتبرت الصحيفة أن الانتقادات الدولية التي وجهت إلى إسرائيل لا تزال معتدلة نسبيا، كما أشارت إلى أن هناك "في العالم العربي من لا يأسف على ما يحصل في قطاع غزة".

 

وتابعت أن هدف الحملة العسكرية، بحسب المجلس الوزاري والجيش، هو "خلق واقع أمني جديد في الجنوب من خلال تحسين الردع الإسرائيلي". وفي المقابل، وفي ظل استمرار إطلاق الصورايخ من القطاع في أوج العملية العسكرية، فإن الجيش لا يسارع إلى الاستنتاج بأنه يمكن وقف إطلاق الصواريخ بشكل نهائي، من جهة أن ذلك هدف غير قابل للتحقيق.

 

وقالت الصحيفة إن القوات البرية على استعداد للمرحلة القادمة، بيد أنها تشير إلى أن طبيعة أرض القطاع، الأوحال العميقة، سوف تعيق تحرك الدبابات والمدرعات عندما تبدأ العملية. وفي المقابل، تشير إلى أنه من الواضح أن حركة حماس قد بدأت استعداداتها لمثل هذه الحملة منذ شهور، الأمر الذي يعني أن الدخول البري إلى القطاع سيتضمن عددا غير قليل من الإصابات. وقد سبق وأن ألمح باراك إلى ذلك في كلمته في الكنيست يوم أمس.

 

وتضيف الصحيفة في هذا السياق أن باراك كان قد هاتف رئيس الحكومة إيهود أولمرت، في الثاني عشر من تموز/ يوليو 2006 بعد ساعات من أسر الجنديين الأسرائيليين، وحذره بالقول إنه "من المهم تحديد متى وكيف يتم إنهاء العملية العسكرية، لأنه مع مرور الوقت فإن إمكانية التورط في لبنان سوف تتفاقم". وهو ما يصح قوله اليوم.

 

وهنا تشير الصحيفة إلى أنه في الجانب الفلسطيني فإنهم يستعدون لاحتفالات النصر، سواء في حال انسحب الجيش بسرعة، وبدون عملية برية، وبدون أن يحقق الأهداف التي أعلنها. أو في حال نفذ الجيش العملية البرية حيث أن حماس والمحللين في قطاع غزة يؤكدون أن الأخيرة معنية بالعملية البرية، لأنها سوف توقع خسائر جسيمة في وسط قوات الاحتلال سوف تجبرها على الانسحاب.

 

وتشير الصحيفة إلى أن نتائج هذه الحرب، مثل الحرب الأخيرة على لبنان، سيكون لها إسقاطات بعيدة المدى من جهة ميزان القوى في الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن قصف قطاع غزة يترك آثارا مباشرة ذات قدرة على التأثير على ما يحدث في المدن المصرية. كما أن المواجهات في قطاع غزة تضع على السطح من جديد الصراع بين المحور "المعتدل" بقيادة مصر والسعودية، وبين المحور "المتطرف"-على حد تعبير الصحيفة.