تقرير طفل لا يسمع ولا يتكلم..ماذا فعل لقناصة الاحتلال على الحدود..؟

الساعة 09:56 ص|05 ابريل 2018

فلسطين اليوم

لا يسمع ولا يتكلم، فقط يفهم ويعي أن الأرض أرضه وأن العودة حتمية، وأن جنود الاحتلال "الإسرائيلي" الذين يحتمون وراء سواتر ترابية تخشى من أطفال عراة إلا من إصرارهم وتحديهم، فالطفل المعاق تحرير وهبة ، أبى إلا أن يعود لأرضه، فعاد مضرجاً بالدماء لذويه.

فالقناص "الإسرائيلي" لم يرحم إعاقة الطفل وهبة حينما وجه إليه رصاصة اخترقت رأسه، رغم أنه لم يكن يشكل خطراً عليه، فهو حينما خرج للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى كان أعزلًا، وانطلق فيها لأنه لم يرض أن يمكث دون أن يمارس حقًا كفلته كل القوانين الدولية.

وغيبت رصاصات الاحتلال وهبة البالغ 17 عامًا عن مخيم العودة للاجئين على حدود بلدة خزاعة شرق مدينة خانيونس، ليرقد بين الحياة والموت فاقدًا وعيه.

بجواره، ترقد والدته وتحكي حكايته لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":"خرج تحرير يوم الجمعة في انطلاقة المسيرة، وحاولت أن أمنعه لكونه أصم لا يتكلم ولا يسمع شيئًا، فحتى لو أطلقوا النار فلن يسمع صوتها، إلا أنه رفض وأصر على المشاركة فيها".

وأضافت "تفاجئنا في ثالث يوم من المسيرة باتصال من أحد المعارف يبلغنا بأن ابني تحرير استشهد، ومن صدمتي خرجت أركض في الشارع وركبنا السيارة لنجده مصابًا في المستشفى في حالة خطيرة جدًا".

ورغم أن الأطباء استخرجوا الرصاصة من رأس وهبة، إلا أنه لم يتعدَ مرحلة الخطر رغم مرور أربعة أيام على إصابته.

تخطيه للخطر بعيد

ووفقًا لوالدته، فإن الأطباء أبلغوهم بأسف أن نسبة نجاته وخروجه من مرحلة الخطر ضعيفة جدًا، وهم بانتظار لحظة رفع الأجهزة عنه لمعرفة ما سيؤول إليه وضعه دون أجهزة أو تخدير.

وقالت أمه منهكة من البكاء:"لا ندري ما سيحدث له هل سيعيش أم لا، وقالوا لنا أنهم سيعرضونه على أطباء أجانب بعد إزالة الأجهزة عنه، وإلى الآن لم يفدنا أحد بشيء".

وتابعت بقلق:"تحرير أكبر إخوته عندي وجميعهم متعلقين به ومصدومين من إصابته، ولطالما حمدت الله حينما كان يعود لي سالمًا في أيام الجمعة حينما كان يذهب مع شباب حارته إلى الحدود".

واستشهد منذ انطلاق مسيرة العودة الكبرى 16 شهيداً بالإضافة إلى أكثر من 1550 مواطنًا برصاص الاحتلال والغاز، كما تؤكد وزارة الصحة الفلسطينية.

وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال كان يتعمد إسقاط أكبر عدد من الشهداء في إطلاقه النار على المتظاهرين العزل.

مناشدة لإنقاذه

وأمام وضعه الصحي الحرج ومكوثه في غيبوبة في قسم العناية المركزة في مستشفى غزة الأوروبي، لم يتبقَ أمام أهل وهبة سوى مناجاة الله أن يتعدى هذه المرحلة الصعبة، ومن بعدها مناشدة المسئولين في وزارة الصحة برام الله بتحويله للعلاج بالخارج.

ويقول والده محمود لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "ما ذنب طفل كهذا لا يسمع ولا يتكلم حتى يتم إطلاق الرصاص عليه، وما الخطر الذي شكله على "إسرائيل" طفل بعمر 17 سنة؟!".

وأضاف: "اليوم ابني بين الحياة والموت وكلنا فجعنا على ما أصابه وأصبحنا بين نارين، لأن الأطباء لم يفيدونا بشيء إلا أن وضعه خطير حتى الأن".

وأكد أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على طفله من الخلف ولم يكن يفعل شيء إلا التظاهر بشكل سلمي مع الشبان المتواجدين بالمخيم.

ونظرًا لأن التحويلات للعلاج بالخارج تحتاج وقتًا لا تتحمله حالة الطفل وهبة، فإن أهله يخشون أن يلتحق بالشهداء الذين سقطوا الأيام الماضية والذين بلغ عددهم 18 شهيدًا.

وختم والده بقهر "أناشد وزارة الصحة والسلطة الفلسطينية أن تتدخل لعلاج ابني في الخارج، فتحرير خرج من أجل الوطن، وهو رغم أنه لا يسمع ولا يتكلم، لكنه لا يعاني من أي خلل في عقله، وعلى وعي تمامًا بما فعله من أجل الأرض".

إصابة معاق (3)
إصابة معاق (2)
إصابة معاق (1)
 

كلمات دلالية