أفرد الصحافي بن كسبيت تقريرا مطولا عبر موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم السبت، عن "المفكرة الحمراء" الخاصة برئيس الاركان الاسرائيلي، غادي ايزنكوت.
وقال إن "المؤرخين سيغتبطون بمجرد لمسهم المذكرات التي تشكل جزءا حيويا من التاريخ العسكري لإسرائيل".
وأضاف "على مر العقود ومنذ أن أصبح قائدًا، يحمل ايزنكوت مفكرة حمراء يدون فيها ملاحظاته. عندما تمتلئ، يأخذ واحدة جديدة بدلا منها. وسيسعد المؤرخون لو يحصلون المفكرات الحمراء التي يدون فيها ما يشاء رئيس الأركان الإسرائيلي الحادي والعشرين، بما في ذلك الصحفيون.
وفي مفكرته لا يستثني ايزنكوت أي شخص من نقده، ولا حتى نفسه، ليستفيد من مختلف مهامه لاستخلاص الدروس والعبر".
وتابع "إن شعاره بسيط: كل وظيفة لديه في الجيش هي بمثابة الوظيفة الأخيرة، لذا على الأقل يجب على الشخص الذي يعمل ان يتقن عمله، في العادة الضباط يحاولون عدم الوقوع في المشاكل والفشل والخروج باقل خسائر مع رؤسائهم من أجل الصعود في السلم الوظيفي. أبرز مثال على هذه الظاهرة تجسد في يوآف غالانت. المثال المقابل الكلاسيكي هو ايزنكوت. لن يسمح لـ ’الوظيفة التالية’ بالإضرار بما هو مطلوب في الوضع الحالي. لن يخبر رؤساءه بما يريدون سماعه. ولن يمنع أو يجمد ما يجب فعله، لأنه قد يدمر فرصته في الترقية".
وأشار إلى انه "لهذا السبب يوقع ايزنكوت كل سنة من جديد تمديد خدمته في الجيش، هذا حقيقي. يلتزم الرجل بالسنة المقبلة فقط ويعمل في كل موقف كما لو كانت هذه وظيفته الأخيرة في الجيش. في القيادة الشمالية وقع تمديد خدمته لخمس مرات. هذه هي الصيغة التي تسمح له بالعمل، وطبعه جاف". ورأس ايزنكوت فرع العمليات في حرب لبنان الثانية وقائد عمليات الضفة الغربية في الانتفاضة الثانية، والعلاقة بين هذين الحدثين علمه درس الحياة.
ويأتي هذا الحديث الأخير للصحيفة حول ايزنكوت على خلفية التحذير من ان الجنود الاسرائيليين سيطلقون النار إذا اقترب الفلسطينيون من الحدود وشكلوا خطرا، قبل مسيرة العودة في قطاع غزة.
وقال ايزنكوت إن الجيش نشر تعزيزات لا سيما من القناصة على الحدود مع غزة. وقال غادي ايزنكوت "نشرنا 100 قناص تم اختيارهم من جميع وحدات الجيش وبشكل رئيسي من الوحدات الخاصة لديهم تصريح بفتح النار امام الخطر المميت". واضاف "لن نسمح للكتل البشرية بتدمير السياج او الاقتراب من القرى والبلدات اليهودية الحدودية المتاخمة لقطاع غزة والتوجهات هي استخدام القوة".
واشار ايزنكوت إلى أن "حالة التوتر مع الجانب الفلسطيني في تصاعد". وقال "ان خطر الحرب اقوى هذا العام" مما كان عليه منذ توليه منصبه في عام 2015. "لكن الجبهة الفلسطينية هي التي تشغله أكثر من غيرها". واعتبر ان "التطورات على الصعيد المحلي قد تنشا جراء تصعيد غير مقصود يؤدي الى الحرب وان الوضع المتفجر والحساس يتطور في جميع انحاء الشرق الاوسط، وخاصة بين الفلسطينيين".
وقال في معرض استعراض الظروف التي قد تؤدي الى انفجار الوضع، "نحن أمام واقع معقد بشكل خاص لدى الفلسطينيين وبالذات خلال الاشهر المقبلة، فهناك يوم الأرض ويوم النكبة واحتفالات اسرائيل بعيد الاستقلال السبعين ونقل السفارة الأميركية الى القدس، والاقتراب من نهاية حقبة أبو مازن، وعملية المصالحة العالقة والتي تجد حماس نفسها في أزمة خانقة فيها. وهناك الكثير من النواقل السلبية في المنطقة التي تدفع باتجاه صراع".
ووصف الوضع في قطاع غزة بانه "صعب جدا " لكنه في رأيه "لا يشكل أزمة انسانية وستقوم اسرائيل بمنع وصول القطاع الى حالة الانهيار". غداة مقتل 16 متظاهرا برصاص الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة ان 16 فلسطينيا استشهدوا وجرح أكثر من 1400 آخرون في المواجهات مع جيش الاحتلال.
وتدفّق عشرات آلاف الفلسطينيين، الجمعة على المنطقة المحاذية للحدود بين غزة و الاراضي المحتلة في مسيرة احتجاجية اطلق عليها "مسيرة العودة الكبرى". ومن المقرر ان تستمر حركة الاحتجاج هذه ست اسابيع وذلك للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي طردوا منها وللمطالبة ايضا برفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة.