قائمة الموقع

بالصور "أخت المرجلة" تتقدم الصفوف.. هكذا أفقدنَّ الاحتلال عقله؟!

2018-03-31T09:36:00+03:00
جانب من مشاركة المراة في مسيرة العودة
فلسطين اليوم

تحت ظلِّ علم فلسطين، وبهمة تعانق السماء، زحف مئات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة صوب السياج الشرقي الذي يفصل القطاع عن فلسطين المحتلة، وكان لافتًا الحضور النسوي الكبير في مسيرات العودة الكُبرى، وتقدمهن في الصفوف الأمامية بجانب الشباب حاملين رسالة "حق العودة" الذي يأبى النسيان في قلوبهن، وفي أيديهن رايات فلسطين يلوحن بها أما قناصة العدو.

وفي خيم العودة المقامة على بُعد 700 متر من الحدود الشرقية لمحافظة شمال قطاع غزة اجتمعت مئات النسوة، من مختلف الأعمار، على شكل حلقات مجتمعة يتبادلن أطراف الحديث، ويمارسن العديد من الأعمال كطهي الطعام، أو صناعة بعض الحلوى، أو توزيع المشروبات، وقررن الإقامة على الحدود بشكلٍ شبه مستمر حتى العودة إلى أراضيهن التي هُجروا منها قسرًا.

"فلسطين اليوم" زارت الخيمة النسوية الكبيرة في منطقة "أبو صفية" على الحدود الشرقية لجباليا، وتحدثت معهن عن مسيرة العودة، ومشاركتهن الفاعلة فيها، وبروز دور النساء بشكل قوي في الصفوف الأمامية رغم عنجهية المحتل الغاصب.

الحاجّة أم كرم (60 عامًا) قالت: "أبعدنا الاحتلال عن أراضينا في عام 1948م، وأتينا من أجل العودة لبلادنا المحتلة"، ثم تذكّرت في معرض حديثها بلدتها "برير" والتي لا توعاها جيدّا، لكنها أضافت: "دخلت برير قبل ذلك، وتجولت فيها وفي نجد والقسطينة والمجدل وبربرة، حين كان يسمح الاحتلال بالعمل داخل فلسطين المحتلة".

ثم افتخرت بمشاركة النساء الفاعلة في المسيرة، قائلةً: "أنا مشاركة منذ التاسعة صباحًا، وهناك مشاركة قوية للبنات ووصلوا الحدود لأول مرة رغم إطلاق الغاز عليهن، لكن لن نترك أماكنا فهذه أرضنا، ولن نعود عنها".

الفتاة رغد الأعرج، فقد أكدت هي الأخرى حضورها منذ الصباح الباكر ومشاركتها في مسيرة العودة، وقالت: "أنا بلدتي السوافير الغربية.. حضوري هو إثبات وجود للأخوات، وأننا جزء من هذا الشعب العظيم، وواجب علينا المشاركة وإحياء هذه الذكرى العظيمة".

أما الطفلة ريتاج أبو حبل (8 سنوات) فانساب الكلام من فمها انسيابًا بريئًا حين قالت: "بدنا نرجع على برير بلدتي الأصلية، وبدنا نقول لترامب القدس عاصمتنا مش إلكم.. واحنا رح نضل هان لحتى نرجع غصبن عنهم".

الداعية الإسلامية "أم عيسى" وصفت الحدث الكبير بأنه كـ"يوم عرفة"، وأضافت: "جئنا اليوم وتركنا كل شيء لنثبت أن النصر على الأبواب.. ما دام فينا قلب ينبض فلن ننسى القدس والأقصى وحق العودة".

ووجهت رسالة إلى الحكام والزعماء العرب، فقالت: "هل أنتم عاجزون؟ هل فقدتم أبصاركم؟.. والله لنقفن أمام الله، وليحاسبكم الله على صمتكم أمام اغتصاب المقدسات.. نحن عُمار هذه الأرض، نحن أصحاب الحق.. نحن نساء فلسطين ندافع عن شرف الأمة العربية".

العديد من الفتيات توشحّن بالكوفية وارتدين الزي الفلسطيني المُطرز، تعبيرًا عن تأصلهم بقضيتهم العادلة.. الفتاة بتول تمراز والتي وقفت تشاهد قناصة العدو وآليات المستنفرة على الحدود، قالت لنا: "جئت مع أبي إلى الحدود حتى نشارك في هذه المسيرة تأكيدًا على حقنا في العودة إلى بلدتي الأصلية أسدود.. أنا في أقرب نقطة إلى أسدود، وسأعود لها يومًا بإذن الله".

العديد من الفتيات أُصبن بالاختناق جراء تعمد قوات الاحتلال المتمركزة على السياج الفاصل إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع نحوهن، لكنَّ ذلك لم يثنيهن عن تقدمهن للصفوف الأولى، وظلّت حالة الكر والفر مُستمرة، يُطلق عليهم الرصاص والغاز فيتراجعون، ثم يعودون بكلِّ قوة، ولتبقى الرسالة الأولى والأخيرة أنَّ شقائق الرجال سيتقدمن مسيرة التحرير والعودة رغم كُل العنجهية الصهيونية.





 



 


 


 



 

اخبار ذات صلة