"طرود ودواء" مقترحات "إسرائيلية" ماكرة لمواجهة زحف الجماهير على حدود غزة

الساعة 06:47 م|29 مارس 2018

فلسطين اليوم

في ظل الاستعدادات والتحضيرات الفلسطينية لمسيرة العودة الكبرى على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة من نصب للخيام ومدها بمياه الشرب والكهرباء والمرافق الصحية وتجهيز منطقة الاعتصام، يستعد جيش الاحتلال لمواجهة المسيرة الكبرى مستعيناً ببعض الأفكار والمقترحات التي تدلل على عجزه وضعفه وقلة خبرته.

محللان أكدا، أن جيش الاحتلال ينقصه الخبرة في التعامل السلمي مع مسيرة سلمية كبرى تنطلق من كافة محافظات قطاع غزة تجاه الحدود الشرقية، مما يضعه أمام تحدٍ كبير في مواجهة الفلسطينيين العزل.

وتعتبر مسيرة العودة الكبرى هي الأولى من نوعها التي ستنطلق غداً الجمعة من قطاع غزة بطريقة سلمية شعبية تجاه السلك الشائك مع الأراضي المحتلة.

يوفال شتاينيتس أحد أعضاء الكابنيت "الإسرائيلي" اقترح في اجتماع طارئ (للكابينيت)، المخصص لبحث سبل مواجهة مسيرة العودة في غزة، أن تقوم مروحيات "إسرائيلية" بإنزال طرود من الغذاء والدواء وسط المتظاهرين لينشغل الجمهور بأخذها ولا يقتربون من الجدار الذي يحاصر غزة.

وأكدت صحيفة معاريف التي نشرت الخبر، أن الفكرة سخيفة، لكنها وجدت اهتماما "إسرائيليا" وتغطية أكبر، ما يدل على عجز الكابنيت في مواجهة مسيرات سلمية غير مسلحة.

وأشار المحللان إلى أن تلك المقترحات تدفع الفلسطينيين للتمسك أكثر بحقوقهم المشروعة والوطنية للعودة إلى ديارهم، كما تدفعهم لإفشال اهداف هذه المقترحات من كسر صورة الفلسطيني وإظهاره على أنه شعب جائع لا يفكر إلا في لقمة العيش.

المختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي أكد، أن تصريحات قادة الاحتلال "الإسرائيلية" تدلل على حالة من التخبط والارتباك والعجز لعدم ايجاده وسيلة وطريقة فعالة في مواجهة مسيرة العودة الكبرى قرب السلك الشائك شرق قطاع غزة.

وأوضح لافي لـ"فلسطين اليوم"، أن مقترح إلقاء (الطرود والدواء) على المتظاهرين في مسيرة العودة هدفه إظهار الشعب الفلسطيني أمام العالم أجمع كأنه شعب جائع لا يبحث عن حق العودة إلى أرضه، إضافة إلى كسر صورة الفلسطيني الزاحف تجاه السلك الشائك على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة وإظهاره أمام الكاميرات على أنه شعب فوضوي يتزاحم ويتشاجر للحصول على المساعدات.

ولفت إلى أن ما يسعى له يوفال شتاينيتس لتحقيقه سيفشل لأن شعبنا الفلسطيني يهدف من مسيرة العودة الكبرى تذكير العالم أجمع بأن القضية الفلسطينية حيّة ما دام اللاجئ الفلسطيني بعيداً عن أرضه ووطنه، وليس كما يعتقد المحتل بأن قضيته انتهت مع موت الكبار.

وأشار إلى أن مثل هذا المقترح والتصريحات الأخرى لقادة الاحتلال باستخدام القوة والعنف تدلل على العجز والاشكالية الكبيرة التي وقع بها قادة الاحتلال "الإسرائيلي" لإيجاد وسيلة وطريقة معالجة مسيرة العودة الكبرى.

وقال: "لا يوجد تصور واضح لتعامل جيش الاحتلال مع المسيرة السلمية الشعبية"، مبيناً أن المعركة الحالية تختلف عن المعارك السابقة من حيث سلميتها وأن الجيش "الإسرائيلي" اعتاد على استخدام الطائرات والقصف المباشر في أي صدام مع الفلسطينيين، لذلك سيواجه صعوبة كبيرة في التعامل مع المسيرة السلمية.

في حين، قال وزير الاستيطان وقائد المنطقة الجنوبية الأسبق يوآف جالانت الذي حضر الجلسة أنه جرّب في إبان خدمته العسكرية بغزة عندما أشغل الفلسطينيين بالإفراج عن بعض الأسرى قبل 500 متر من الموقع الذي ساروا باتجاهه لاقتحامه، بالإضافة الى تجريبه إلقاء دُمى عليهم جوًا.

في حين علق عدنان أبو عامر المختص في الشأن الاسرائيلي قائلا:" المقترح الاسرائيلي ينم عن حالة الإرباك الحقيقي التي يعيشها الاحتلال مع المسيرات، ويأتي ذلك في سياق التفكير خارج الصندوق"، متابعا: المقترح لا يخدم (إسرائيل) في كبح جماح الفلسطينيين لوقف المسيرات الشعبية".

ويوضح أبو عامر في تصريح صحفي، أن قطاع غزة لا يعاني مجاعة كأفريقيا، لذا يعتبر المقترح بإنزال طرود غذائية وأدوية حافزا قويا للفلسطيني خلال تحضيره لتلك المسيرات وما سيحدث من قبل (إسرائيل) لن يكون مفاجئا لهم.

كلمات دلالية