في صفعةٍ جديدة للإجراءات الأمنية التي تتخذها "إسرائيل" في الجبهة الجنوبية، ورغم حالة الاستنفار في صفوف الجيش الإسرائيلي استعداداً "لمسيرات العودة"، وعلى غير العادة فقد اخترق ثلاثة فلسطينيين من غزة الحدود متجاوزين المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، وتوغلوا لعمق الغلاف، في إشارة تأكيد على هشاشة إجراءات الجيش المتخذة لمنع خطوات من هذا القبيل.
"التسلل" الذي اعتاد عليه الجمهور الفلسطيني والإسرائيلي، ظهر اليوم أمام شاشات القنوات العبرية بشكل مختلف، حيث وصل المتسللون إلى أماكن مغلقة، بل وتعتبر من أكثر المناطق حساسية بالنسبة للجيش، لكن الأخطر من ذلك أن المتسللين كانوا مسلحين بالقنابل والسكاكين-حسب رواية الجيش-.
موقع والا العبري قال إنه ووفق تقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن الشبان الثلاثة تسللوا صباح اليوم، واستمروا مشياً 6ساعات تقريباً حتى اقتربوا من بوابة قاعدة "تساليم" العسكرية.
الموقع يضيف أنه وعلى بعد 100متر من الشباب كان يتواجد مجموعة من الجنود، والأخطر من ذلك أن الفلسطينيين كانوا مسلحين وكان بإمكانهم شن هجوم.
عملية الاختراق هذه أثارت الكثير من الأسئلة الأمنية الإسرائيلية، خاصة وأن الشبان الثلاثة اجتازوا السياج الحدودي، وتجولوا بحرية لعدة ساعات في منطقة الجنوب، وقطعوا مسافة وصلت إلى نحو 20 كيلومترا.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" متسائلة إن الحادثة تثير أسئلة خطيرة، خاصة في ظل حقيقة أنه حصل في الأسبوع الذي قام فيه الجيش بنشر قوات بشكل لم يسبق له مثيل في محيط قطاع غزة، استعدادا "لمسيرات العودة" المخطط لها.
الجيش الإسرائيلي يستعد لمحاولات فلسطينية لاقتحام السياج الحدودي أو الدخول إلى "إسرائيل" عشية ما يسمى "عيد الفصح اليهودي"، كما نصبت حول قطاع غزة وسائل تكنولوجية متطورة بهف منع "التسلل"، ولكن "الفلسطينيين أثبتوا أن الأمر ممكن"- تقول يديعوت.
من جانبه رأى عضو الكنيست ورئيس "المجلس الإقليمي أشكول" حاييم يلي، أن الحدث يعتبر "خللا خطيرا جداً" وأضاف: "حصلت أحداث أكثر من اللازم في الأسبوع الأخير، وهناك شعور بأن الجيش يشدد على الأمور الكبيرة كالأنفاق والمسيرة المليونية، دون أن ينتبه للأمور الصغيرة". من جانبه عقب المحلل الإسرائيلي "تال ليف رام" على عملية التسلل قائلاً "من أجل عبور السياج الحدودي من قطاع غزة وتنفيذ هجوم قاتل لم يعد هناك حاجة للتسلل عبر الأنفاق واستثمار ملايين الشواكل في حفرها".
أما الجنرال احتياط "إيال بن رؤوفين" فقد وصف العملية بالحدث الخطير للغاية وأنه لا يمكن وصفه إلا بالفشل الذريع للجيش الإسرائيلي، وأن اختراق الحدود والوصول لهذه المسافة الكبيرة أمر غير مقبول في ظل التوتر الحالي.
ويرى مراقبون ومحللون إسرائيليون أن حالات التسلل الأخيرة أثارت مخاوف كبيرة لدي الجيش الإسرائيلي، وشكلت هاجسا جديدا له، خاصة وأنها ناجمة عن أعمال فردية يقوم بها فلسطينيون عزّل، في ظل التواجد العسكري الكبير للجيش وتعزيز إمكانيته على حدود القطاع في الفترة الحالية، وزيادة حدة التوتر القائم مع اقتراب المسيرات الكبيرة على حدود غزة.
آلون بن دافيد أشار إلى تخوف الجهات الأمنية من أن مشاهد تسلل فلسطينيين خلال هذا الأسبوع ستكون مشجعة لآلاف آخرين سيسعون لاقتحام الحدود خلال مسيرات 30 مارس.