خبر فظائع تتلاحق: تفاصيل قصف تسعة أطفال في غزة وهم نيام ليلة أمس

الساعة 02:15 م|29 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم - غزة

رصد مركز حقوقي قيام الطيران الحربي الإسرائيلي بقصف تسعة أطفال في قطاع غزة، وهم نيام في منازلهم، ليلة الأحد/ الاثنين، بما يرفع ضحايا العدوان من الأطفال إلى واحد وثلاثين شهيداً، وأكثر من مائة وأربعين جريحاً، حسب توثيقه، مستعرضاً وقائع مروِّعة لما جرى.

 

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، "تواصل سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي حربها المفتوحة على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، حيث تواصل تلك القوات استباحة دماء الأطفال والنساء والشيوخ غير آبهة بأرواح هؤلاء المدنيين، وضاربة بعرض الحائط كل المناشدات الإنسانية  والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

 

وأفاد المركز أنّ تحقيقاته تؤكد أنّ "سلطات الاحتلال الحربي تفرط في استخدامها للقوة المسلحة المميتة في جميع أنحاء القطاع، الذي يمتاز بأعلى كثافة سكانية في العالم، حيث تطلق تلك السلطات عبر الجو والبحر عشرات الصواريخ من الوزن الثقيل على المنازل السكنية والمنشات المدنية والمساجد المتواجدة داخل الأحياء المكتظة".

 

وتابع المركز في بيان صادر عنه اليوم الاثنين، وتلقته "قدس برس"، أنه "في مشهد من أبشع المشاهد الإنسانية، سقط  خلال الليلة الماضية (الأحد/ الاثنين) وفجر اليوم (الاثنين) 22 طفلاً فلسطينياً ما بين قتيل وجريح وهم داخل منازلهم". وأضاف البيان "حيث قتلت خمس شقيقات طفلات في مخيم جباليا، شمال القطاع وهن نائمات داخل منزلهن، فيما قتل ثلاثة أشقاء أطفال  في مخيم رفح وهم نائمون داخل منزلهم، وطفلة تاسعة من مدينة غزة، أيضاً وهي داخل منزلها".

 

وأوضح المركز الحقوقي أنه بهذا يرتفع عدد الشهداء من الأطفال خلال الأيام الثلاثة من العدوان المتواصل على القطاع إلى 31 طفلاً، وأكثر من 140 جريحاً، وذلك من أصل 280 قتيلاً، معظمهم من المدنيين العزل، من بينهم 9 نساء والأطفال المذكورين.

فظائع: خمس شقيقات .. ثلاثة أشقاء .. وطفلة

واستناداً لتحقيقات المركز، فإنه في حوالي الساعة الحادية عشرة وخمسين دقيقة قبيل منتصف ليلة الأحد/ الاثنين، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية  مسجد عماد عقل المكون من ثلاثة طوابق في بلوك 4 في مخيم جباليا، ذو أعلى كثافة سكانية في العالم. وأسفر ذلك عن تدمير المسجد بالكامل، وتدمير منزل مجاور يعود للمواطن أنور خليل بعلوشة، المسقوف بالاسبستوس، وانهياره على رؤوس قاطنيه، مسبباً مقتل خمسة من طفلاته، أصغرهن  في الرابعة من عمرها، فيما أصيب هو وزوجته وثلاثة من أطفاله الآخرين، بجراح. وكانت الناجية الوحيدة رضيعة تبلغ الأسبوعين من عمرها.  وجرى انتشال الضحايا من تحت الأنقاض بعد نصف ساعة من صراخ متواصل لمن بقوا على قيد  الحياة. والقتيلات هن، جواهر (4 أعوام)، دنيا (8 أعوام)، سمر (12 عاماً)، إكرام (14 عاماً)، تحرير (17 عاماً). هذا وقد أصيب أيضاً، 17 مدنيا آخر، من بينهم خمسة أطفال من سكان المنازل المجاورة التي تضرّرت بشكل كبير.

 

وكان قد سبق هذه الجريمة جريمة مماثلة في مدينة غزة، حيث أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي  في حوالي الساعة السابعة من ليل أمس الأحد، صاروخاً من طائرة من طراز "إف 16"، باتجاه منزل المواطن عبد الله توفيق كشكو، الواقع في حي الزيتون، شرق مدينة غزة، والمكون من طابقين، على مساحة 180 متراً مربعاً. وقد انهال  المنزل على قاطنيه، وأدى إلى مقتل طفلة المواطن عبد الله، ابتهال (8 أعوام)، وزوجة ابنه ميساء (22 عاماً)، فيما أصيب المواطن المذكور وجميع أفراد الأسرة البالغ عددهم 13 فرداً، من بينهم طفلان بجراح.

 

وفي جريمة ثالثة بالمستوى نفسه، وفي حوالي الساعة الواحد من فجر الاثنين، أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صاروخين من طائرة "إف 16"، باتجاه منزل المواطن رائد العطار، المسؤول في "كتائب القسام"، والواقع في مخيم يبنا برفح. وقد أصاب واحد من الصواريخ المنزل بشكل مباشر، ما أدى إلى تدميره بالكامل، حيث كان المنزل قد تم إخلاؤه في وقت سابق، فيما أصاب الصاروخ الثاني منزل المواطن زياد العبسي، الذي يبعد عنه نحو خمسمائة متر، ما أدى إلى تدمير المنزل المكوّن من طبقة واحدة من الاسبستوس، وانهياره على رؤوس قاطنيه، ومقتل ثلاثة من أطفاله وهم نيام، وهم صدقي (3 أعوام)، وأحمد (12 عاماً)، ومحمد (14 عاماً)، فضلاً عن إصابته هو وزوجته وثلاثة من أطفاله الآخرين بجراح. كما أصيب جراء هذا القصف، سبعة مدنيين آخرين، من عائلتي الكرد وأبو هاشم، من بينهم  طفلان.

 

وجدّد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان "إدانته لتلك الجرائم التي تأتي وفقاً لسلسلة متواصلة من جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تعكس مدى استهتار تلك القوات بأرواح المواطنين الفلسطينيين، معتبراً أنها أعمال انتقامية وعقاب جماعي للفلسطينيين"، حسب البيان.