تعيين بولتن: أنباء سيئة لايران -هآرتس

الساعة 12:17 م|25 مارس 2018

فلسطين اليوم

وتوقيت مناسب لنتنياهو

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي ينظرون الى تعيين مستشار ترامب الجديد على أنه فرصة تمكن من استخدام الضغط على ايران للحصول منها على تنازلات في الاتفاق النووي. وفي جهاز الامن يركزون الآن على الاحتجاج بمشاركة آلاف المواطنين الذي سيجري في بداية هذا الاسبوع قرب الجدار في قطاع غزة والذي يمكن أن يتطور الى عنف - المصدر).

تعيين جون بولتن مستشارا للامن القومي في ادارة الرئيس ترامب استقبل في جهاز الامن الاسرائيلي بنظرة اكثر تبصرا من هتافات الفرح التي سمعت في الساحة السياسية. درجة التأثير لتعيين شخص معين في منصب رفيع في الادارة الحالية ما زالت محط تساؤل. إن تواتر التغيير غير المسبوق حول ترامب منع في معظم الحالات كبار شخصيات الادارة من وضع توقيعهم قبل أن يتركوا بصماتهم قبل ابلاغهم في تويتر، أو بصورة اكثر تقليدية بأن الرئيس يستغني عن خدماتهم.

نشاطات الادارة التي يوجد فيها وظائف كثيرة شاغرة، تميزت حتى الآن بالاضطراب والارتجال وعدم التخطيط للمدى البعيد. وما زال دخول بولتن وكومبيو كوزير خارجية بدل ماكماستر وتلرسون ما زال من شأنه أن يدل على تغيير أكبر. ليس فقط لأن هذين الشخصين يعتبران صقرين مفترسين، بل لأن بولتن على الاقل يعتبر في اسرائيل رجل عملي يستطيع وضع افكاره في وضع التنفيذ.

حسب رأي جهاز الامن فان تعيين بولتن يعزز الافتراض بأن ترامب ينوي التنصل من الاتفاق النووي مع ايران في الموعد المحدد القريب، 12 أيار. التقدير الاستخباري الذي قدم للمستوى السياسي جاء فيه أن الايرانيين يوجدون الآن في النقطة التي يمكن فيها الضغط عليهم أكثر من أي وقت مضى منذ التوقيع على الاتفاق في فيينا في العام 2015. وهذا يحدث بسبب تزامن عدة ظروف. الاول هو عدوانية ترامب، خلافا لسلفه اوباما الذي فعل كل ما في استطاعته للحفاظ على الاتفلاق الذي اعتبره قمة نجاح سياسته الخارجية.

اضافة الى ذلك الاقتصاد في ايران يوجد في وضع متدني ولا يحقق التوقعات في طهران من رفع العقوبات، الزعيم الروحي خامنئي عجوز ومريض. النزاع بين الرئيس روحاني وحرس الثورة شديد وواضح (وجزء منه يتعلق بالخلاف على حجم المساعدة لنظام الاسد في سوريا وحزب الله والحوثيين في اليمن)، والمظاهرات ضد النظام في شوارع الدولة في بداية هذه السنة دلت على احباط الجمهور المتزايد.

في الاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية يشخصون الآن بناء على ذلك نافذة فرص ربما يمكن من خلالها أن يتم الحصول من ايران على تنازلات في مفاوضات مجددة حول الاتفاق النووي، وفي ساحات اخرى تعمل فيها، على خلفية مشكلاتها الداخلية. هذا يمكن أن يتحقق ربما من خلال التهديد بتجديد العقوبات الاقتصادية، وربما حتى بمساعدة التلويح بالقوة العسكرية – الامريكية. لذلك، يمكن الافتراض أن رئيس الحكومة يعظ ترامب بهذا في اللقاءات بينهما.

اسرائيل تأمل ليس فقط تعديل اتفاق فيينا الذي يخفف على الايرانيين العودة والعمل على تطوير المشروع النووي بعد انتهاء مدة الاتفاق، والذي لا يشرف بصورة كافية على ابحاثهم وتطويراتهم. اسرائيل تعتقد في المقابل أنه يمكن التوصل الى انجازات ايضا في ابعاد القوات الايرانية

والقوات المؤيدة لها عن حدودها مع سوريا، وتقييد برنامج الصواريخ الايرانية وتقليص تقديم المساعدة العسكرية لحزب الله. ولكن مثلما هو الامر دائما، فان عقب أخيل التوقعات يكمن في نفس هذا النظام، الذي صقوريته تغمز اسرائيل.

 

حتى الآن اظهر الرئيس ورجاله عدم القدرة على التخطيط والتنفيذ للمدى البعيد. ايضا اذا افترضنا أن تصلب الموقف الامريكي تجاه ايران سيضمن افضلية استراتيجية لاسرائيل (وهو افتراض مختلف عليه)، فليس واضحا ما هي القدرة التنفيذية لادارة ترامب وما اذا كانت تستطيع تحقيق ذلك دون جر المنطقة الى مواجهة عسكرية.

استعداد على جدار القطاع

في الاسبوع القادم سيتركز اهتمام جهاز الامن فيما يجري في ساحة اخرى – قطاع غزة. في يوم الجمعة ستبدأ في غزة بتشجيع من حكم حماس مبادرة الاحتجاج الواسعة على الحدود مع اسرائيل. توجد نية لاقامة 6 – 8 خيام كبيرة تضم آلاف المواطنين الذين معظمهم من النساء والاطفال، في مواقع مختلفة في شرق القطاع على بعد 700 متر تقريبا عن الجدار الامني.

يوم الجمعة القادم يصادف في احياء يوم الارض، وحسب البرنامج يجب على المواطنين الفلسطينيين المكوث قرب الجدار على مدى شهر ونصف حتى ذكرى يوم النكبة في منتصف شهر أيار. هذا التواجد يجب أن لا يكون عنيف، لكن في كل يوم جمعة ستجري مظاهرات قرب الجدار الى حين المسيرة الكبيرة المخطط لها في ذكرى يوم النكبة. في اسرائيل يستعدون لمواجهة المظاهرات الكبيرة التي من شأنها أن تتحول الى مظاهرات عنيفة، مع محاولة اجتياز الجدار واصابات في ظل المظاهرات (مثل العبوات التي تم تشغيلها مؤخرا على طول الحدود).

الاستعدادات الفلسطينية ثير عصبية معينة في المستوى السياسي الاسرائيلي. ولكن في معظم الحالات في السابق تمكن الجيش الاسرائيلي من التعامل مع مسيرات ومظاهرات جماهيرية عندما كان لديه ما يكفي من الوقت للاستعداد لها. الامور خرجت عن السيطرة مثلما حدث في يوم النكبة في 2011 على طول الحدود في هضبة الجولان، عندما انقضت مظاهرات عنيفة على الجيش بشكل مفاجيء. في هذه المرة يبدو أن الاستعداد يجري كما هو مطلوب.

في يوم الخميس الماضي شارك رئيس الاركان غادي آيزنكوت واعضاء هيئة الاركان في يوم اعداد للساحة الجنوبية في قاعدة تساليم الذي تم فيه مناقشة الاستعداد للمسيرات والمظاهرات القريبة. رئيس الاركان أعطى التوجيهات لزيادة القوات بشكل كبير، حوالي عدة كتائب على الاقل، على طول القطاع في نهاية الاسبوع القادم – هذه التوجيهات ستكلف آلاف المقاتلين قضاء ليلة عيد الفصح بعيدا عن البيت.

سيتم تعزيز القوات ايضا بوحدات من الشرطة وحرس الحدود، التي توجد لها تجربة في التعامل مع الاخلال بالنظام، وبوسائل تفريق المظاهرات والقناصة. أوامر فتح اطلاق النار ستبقى على حالها: من يحاول اجتياز الجدار يتم التعامل معه حسب "اجراء اعتقال مشبوه" (اطلاق تحذيري في الهواء وبعد ذلك على الأرجل)، ومن يحاول المس بجنود الجيش سيصاب. أمس بعد الظهر اخترق عدد من الفلسطينيين في القطاع الجدار، ويمكن الافتراض ان الجيش سيظهر المزيد من التشدد تجاه محاولات كهذه في الايام القادمة.

آيزنكوت أمر الضباط أن يحاولوا الامتناع قدر الامكان عن قتل المدنيين، لكن المهمة التي اعطيت لهم هي منع اختراق جماهيري للجدار، وهو الامر الذي من شأنه أن ينتهي بعشرات إن لم يكن بمئات المصابين الفلسطينيين. في الجيش الاسرائيلي يستعدون ايضا لعملية تصعيد هذا الاسبوع في الضفة الغربية: "عمليات الهام" بوحي من الاحداث في القطاع، والعمليات القاتلة الاخيرة في الضفة والقدس والتي قتل فيها مواطن اسرائيلي وجنديان خلال ثلاثة ايام في منتصف الشهر.

حتى لو نجح الجيش الاسرائيلي في اجتياز ليلة العيد، فان التوتر في المناطق يتوقع أن يتراكم تدريجيا خلال شهر نيسان وأيار. في الخلفية تتطور عمليات اكثر عمقا: فشل المصالحة بين السلطة وحماس، ازمة البنى التحتية في القطاع والمواقف الهجومية التي يتبعها رئيس السلطة محمود عباس تجاه الولايات المتحدة واسرائيل وحماس. الاحداث حول ايران وفي المناطق الفلسطينية ستتجمع معا في اسبوع واحد في منتصف أيار، الذي يتوقع أن يعلن فيه ترامب هل سينسحب من الاتفاق النووي مع ايران، من المخطط له نقل السفارة الامريكية الى القدس والمظاهرات في غزة ستصل الى الذروة في يوم النكبة.