خبر كيف الخروج اخر الامر من غزة.. هآرتس

الساعة 12:28 م|29 ديسمبر 2008

بقلم: عكيفا الدار

لنترك لحظة، مع كل الصعوبة في الامر الجانب الاخلاقي لقصف احياء سكنية. يمكن ان نؤجل الحساب السياسي لاحزاب السلطة التي صوتت بالاجماع مؤيدة الهجوم على غزة وللمعارضة التي ايدتها حتى العاشر من شباط. برهن ايهود اولمرت وتسيبي لفني وايهود باراك للعالم كله انهم ليسوا بلهاء اي احد. بل بين حاييم اورون ان ميرتس ليس حزبا نباتيا. وماذا الان؟ أيجب ان يموت عدد من الفلسطينيين والاسرائيليين الى ان يقف الطرفان النار ويوقعا على التهدئة الثانية؟

في مقابلة مع صحيفة هارتس في اول اسابيع حرب لبنان الثانية حذر جنرال الاحتياط اوري ساغي من وهم الحسم من الجو كما كان يرى الطيار دان حالوتس. تنبأ ساغي انذاك بخلل على شاكلة كفر قانا في عملية "عناقيد الغضب" في سنة 1996.

ان ما كان رئيس امان حذر في تموز 2006 من انه " بعد بضعة ايام سينسى العالم ان كل شيء بدأ بهجوم حزب الله واختطاف جنود اسرائيليين. انما سيبقى في الوعي العام هو ان اسرائيل تهاجم مدنيي دولة مجاورة". وفي الحقيقة ان كارثة كفر قانا في 2006 قد افضت الى ضعط دولي شديد على اسرائيل وشوشت اكثر على مسار الحرب.

الكثافة السكانية الكبيرة في قطاع غزة لا تمكن لوقت طويل من "عملية جراحية" ومس ضئيل بالسكان المدنيين. المشاهد الصعبة من هناك ستنسي اطلاق صواريخ القسام، فميزان الخسائر الذي يعمل "لمصلحة" الفلسطينيين، سيعيد اسرائيل الى دور جالوت. الصور غير المعرضة للرقابة التي تبثها قناة "الجزيرة" الى مئات ملايين البيوت العربية لا تحسن الى الرئيس حسني مبارك الذي التقطت الصور له منذ قريب مع لفني. تكفي "كفر قانا" واحدة في غزة لكي يندفع جموع من اللاجئين الى ابواب رفح ويحبطوا بمرة واحدة الحلف غير المكتوب مع مصر على حماس. قد يكون لنقل العبء على مصر اثار اقليمية بعيدة المدى لا تخدم مصالح اسرائيل.

كان ساغي واحدا من القلة من الجنرالات – المهادنين الذين تحفظوا من غزو بري للبنان. اقترح بدل ذلك السعي في اقرب وقت الى "خروج سياسي"، يكون مصحوبا بتسويات بعيدة الامد يرغب في ان تكون مع سوريا. ساغي اليوم في فريق كبار مستشاري رئيس هيئة الاركان جابي اشكنازي ويحافظ على صمته. لكن كما هو معلوم، اقترح ساغي في نقاشات داخلية على المستوى السياسي ابعاد فكرة الغزو البري لقطاع غزة ونسيان خطة لفني "لاسقاط نظام حماس". اذا لم ينجحوا في صدهم فسينتهي الامر الى كارثة.

كان من الممكن ان نتوقع ان يدرك اعضاء الحكومة الذين كوتهم حرب لبنان، ان الطائرات بل الدبابات الاسرائيلية غير قادرة على تبديل نظام عربي. السبيل الوحيدة لاخراج حماس من غزة هي ادخال الجيش الاسرائيلي هناك مع ادارة عسكرية وادارة مدنية اي الانفصال عن الانفصال. اي انه يجب على احد ما ان يتحمل المسؤولية عن مصير مليون ونصف من الناس. لست إخال السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس تريد السيطرة على غزة وان ترى عملية لاسرائيل. حتى لو فعلت ذلك فلست إخالها قادرة على وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. في مقابلة ذلك ستتحسن مكانة ابي مازن اذا كان هو الذي يتوسط خاصة للتهدئة القادمة.

الى ذلك احتلال غزة بغير مضاءلة الاحتلال الاسرائيلي في سائر المناطق وشق طريق في المسار السياسي يتوقع ان يمس بمكانة عباس الواهية اصلا وبجهوده لتقويض سيطرة حماس على الضفة. لا عجب من ان عبدالله ملك الاردن يخاف تحول المنظمة الى الجانب الثاني من نهر الاردن. فالملك يوحي الى الولايات المتحدة بعلامات ازمة واصبح قد هييء له لقاء مع براك اوباما في شباط. قد يكون المكسب الثانوي في الحرب في الجنوب هو ان حكومة اسرائيل المنصرفة قد ادخلت النزاع في جدول العمل الدولي قبل ان تطأ قدم الرئيس الداخل البيت الابيض.

بعد ان ابرز الساسة عضلاتهم، واخرج المحللون غضبهم واعاد شعب اسرائيل الكرامة، ينبغي البحث عن سبل للخروج من غزة. لا عن سبل دخول باي حال من الاحوال. لا مخرج من الورطة في الجنوب سوى تشديد عاجل لاتفاق التهدئة مع حماس والتمسك بجميع مواده وفيها ازالة الحصار المتصل للقطاع. قد يشجع الخوف من التصعيد جهات خارجية مثل مصر وتركيا على ان تسهم بنصيبها في تحقيق التهدئة.

وربما بدل "احتضان" عائلة شليت، تشمل اسرائيل في الصفقة الجديدة السجناء الفلسطينيين والجندي الاسير. لان شعب اسرائيل الذي يهتف للساسة الذين يقصفون مواطنون في غزة يريد ان يعيدوا ايضا جلعاد الى البيت.