بعد مقتل المشتبه الرئيس بتفجير موكب الحمد الله ما هو المطلوب؟

الساعة 06:57 م|22 مارس 2018

فلسطين اليوم

أكد محللون سياسيون أن عملية مقتل المشتبه الرئيس بتفجير موكب رئيس الوزراء د. رامي الحمدالله في قطاع غزة قبل أسابيع يجب أن تدفع السلطة والفصائل الفلسطينية لتجاوز هذا الحدث المشبوه وتحمل المسؤولية الوطنية أمام الشعب لإعادة الوحدة وإنهاء الانقسام.

وأوضح المحللون في تصريحات منفصلة لـ"فلسطين اليوم" أن المطلوب حالياً بعد مقتل المشتبه الرئيس بعملية التفجير هو دعوة الوفد الأمني المصري للعودة بقوة لممارسة دوراً مركزياً وهاماً لدفع المصالحة إلى الأمام، إضافة إلى وقف التصريحات التوتيرية حول الحدث المشبوه بين حركتي فتح وحماس.

وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة تمكنت الخميس من محاصرة المطلوب والمشتبه به الرئيس بتفجير موكب الحمدالله غرب النصيرات لإلقاء القبض عليه حياً، قبل أن يندلع اشتباك بين الطرفين أدى لاستشهاد رجلي أمن ومقتل المشتبه الرئيس واعتقال اثنين من مساعديه.

يُشار إلى أن المصالحة توقفت بشكل كامل بعد عملية التفجير وصدرت تصريحات من قبل رئيس السلطة محمود عباس قال فيها: "سأتخذ قرارات وطنية وقانونية ومالية لحماية المشروع الوطني"، محملاً "حماس المسؤولية الكاملة".

المطلوب تجاوز هذا الحدث المشبوه وإعادة الدور المصري

الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون يرى أن المطلوب حالياً من السلطة الفلسطينية وحركتي فتح وحماس بعد مقتل المتهم الرئيس بتفجير موكب الحمدالله، تجاوز هذا الحدث المشبوه وإعادة مسار قطار المصالحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام بشكل كامل والذي توقف عقب عملية التفجير.

وقال المدهون لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "علينا جميعاً الخروج من مربع التوتير والاستغلال السياسي للحدث ووضع الحدث في إطاره الطبيعي وتحويل الحدث من مخاطرة تهدد المصالحة والسلم الأهلي إلى فرصة لتعزيز الثقة وإحياء المصالحة وانجاحها".

وتوقع، أن تشهد الساعات القادمة تصريحات إيجابية من كافة الأطراف خاصة "حماس" لتعزيز الوحدة الفلسطينية وفتح أبواب المصالحة من جديد.

وأشار إلى أن المطلوب من السلطة تجاوز سياسة التوتير وعدم التلكؤ والتصيّد لتمرير هذه الحادثة، لافتاً إلى القضية الفلسطينية تمر بظروف صعبة وحساسة ودقيقة يجب أن تدفعنا إلى مزيد من الوحدة لمواجهة هذا المخاطر التي تستهدف قضيتنا.

وأضاف: "المطلوب أيضاً من السلطة تحمل المسؤولية الوطنية والعودة عن أي اجراء يمكن أن يتخذ ضد قطاع غزة أو أي اجراء اتخذ سابقاً لأن ذلك سيزيد الطين بلة، بدلاً من الهروب".

وأوضح المدهون أن المطلوب من الجانب المصري العمل بقوة لتجديد دماء المصالحة الفلسطينية واستيعاب الحدث خاصة وأن الاحتلال "الإسرائيلي" ليس ببعيد عن ارتكاب الجريمة.

 المصالحة لم تنجح بالأساس

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن تفجير موكب الحمدالله لم يكن السبب الرئيس في توقف عملية المصالحة حتى يتم الحديث عن إعادتها من جديد بعد مقتل المشتبه الرئيس بعملية التفجير.

ويعتقد عوكل لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن عملية المصالحة بالأساس كانت متوقفة فهي لم تحقق شيء على أرض الواقع، أي أن عملية المصالحة لم تنجح رغم كل الجهود لدفع عجلاتها.

وقال: "تفجير موكب الحمدالله جاء لتعكير الأجواء التي تحاول أن تنتج مصالحة وثقة بين الأطراف لكن في حقيقة الأمر لم يكن هناك مصالحة وعملية التفجير لم تحدث فارقاً كبيراً في وقف المصالحة".

وأكد أن المطلوب حالياً لدفع عجلة المصالحة من جديد وتطبيقها على أرض الواقع هي تغيير في آليات تنفيذها وتعزيز الثقة بين كافة الأطراف خاصة "حماس"، إضافة إلى الضغط بشكل كبير للدور المصري ليعود ويلعب دوراً أساسياً ومهماً في الضغط على الأطراف لتنفيذ المصالحة.

من جهته كتب المحلل السياسي فايز أبو شمالة: "رغم كل الشواهد، ورغم الأدلة، ورغم الشهود الأحياء، ورغم شهداء الأمن الذين فاجأهم أبو خوصة بالنار، لمجرد السؤال عنه، رغم كل ما سبق، فإن السلطة تصر على تحميل مسؤولية التفجير إلى حركة حماس، وهذا يؤكد على ضلوع السلطة في مؤامرة التفجير قبل أن تبدأ".

وقال أبو شمالة على صفحته الرسمية بموقع "الفيسبوك": "رغم كل ذلك فالسلطة لن تتراجع ومن لف لفها عن اتهام حركة حماس، حتى لو قام أبو خوصة من موته، وقدم اعترافاته".

وأضاف: "لقد قضي الأمر بالنسبة للسلطة ورئيسها، فحماس متهمة حتى ولو تعلقت بأستار الكعبة، وعلى أهل غزة دفع الثمن، ثمن صمودهم، وثمن مقاومتهم للاحتلال".

الفصائل: نحتاج إلى وحدة حقيقية لمواجهة التحديات

وفي ذات السياق أكدت الفصائل الفلسطينية ضرورة توحيد الجهد الأمني في قطاع غزة والضفة الغربية، داعيةً رئيس الوزراء ووزير الداخلية رامي الحمد الله للقدوم إلى قطاع غزة. 

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، في كلمة له عن الفصائل الفلسطينية، اليوم الخميس، إن قيادة حركة حماس دعت الفصائل لمناقشة الوضع الأمني في القطاع.

وشدد البطش على دعم الفصائل لاستكمال التحقيق للكشف عمَّن يقف خلف جريمة استهداف موكب الحمد الله، مؤكداً أهمية استقرار الحالة الأمنية في القطاع.

وأضاف: "نحن في وضع سياسي لا يحتمل المزيد من المناكفة، نحتاج وحدة حقيقة في مواجهة كل التحديات، وحدة أمنيةً ووطنية واحدةً تحمي سلامة الوطن".

كلمات دلالية