خبر قفوا الان.. اسرائيل اليوم

الساعة 12:24 م|29 ديسمبر 2008

بقلم: يوسي بيلن

صحيح لا تقض الحرب في غزة مضاجع اكثر القادة العرب كما لم تفعل الحرب في لبنان. في البدء على الاقل. فحزب الله وحماس حركتان تعرضان للخطر استقرار نظم الحكم العربية، والخوف من نجاحهما وانتشارهما يقلق القيادات الموجودة جدا. عندما تخرج عدسات تصوير التلفاز من المكاتب وتغلق الابواب، يستطيع الساسة الاسرائيليون ان يسمعوا اقوالا مدهشة تفرحهم جدا. فهم يسمعون ان اعداءنا اللدّ هم الاعداء اللدّ لقادة الدولة العربية. احيانا يقول لهم زعيم عربي انه تعجب حتى من ان الرد العسكري لاسرائيل ليس اشد صرامة.

لكنني اقترح عدم التحمس لذلك.

***

الصور التي ظهرت في العالم كله في ايام حربنا الثانية في لبنان – عندما ردت اسرائيل ردا مطلوبا على اصابة جنودها- لم تأخذ في حسابها الدافع الى الرد، بل حقيقة اننا دمرنا بيوتا في حي الضاحية في بيروت وقتلنا ناسا كثيرا. لا يجب ان يكون مئات ملايين المشاهدين لقنوات التلفاز العربية من مؤيدي حزب الله وانصار حماس، او متطرفين متدينين او حتى كارهين لاسرائيل، كي لا يفهموا التناسب ويحدثوا الكراهية لنا.

لذلك ينبغي ان نأخذ في الحساب أن اقوال الزعماء البراغماتيين، في مكاتبهم الحسنة، اقل شأنا من المظاهرات في انحاء العالم العربي والاسلامي. ان من يتحدث في انه يجب اقتلاع الكراهية من الكتب الدراسية ومن القلوب في العالم العربي، لا يمكن ان يسمح لنفسه بأن يستمر على المس اليومي وببث حي على نحو متخصص جدا ودقيق جدا بأناس كثيرين الى هذا الحد.

يشتمل امن اسرائيل القومي ايضا على تطوير مكانتها او على تحسين مكانتها في المنطقة. فلا يحل لنا ان نسهم في ان نصبح مكروهي الشرق الاوسط، ومجذومي المنطقة، ولا يحل لنا ان نبلغ الى وضع لا تستطيع فيه اي خطبة ايجابية لزعيم عربي تحسين صورتنا في نظر الجماهير في البلدان العربية.

***

لكن الوضع ليس خاسرا فليس صحيحا الاعتقاد ان كراهيتنا قد بلغت من القوة الى حد لا تؤثر فيه حرب واحدة اخرى او اثنتان. في واقع الامر كلما طالت العملية الحالية فاننا نزيد الوقود على النار، ونربي جيلا اخر من الكارهين، ونجعل امكان تسوية حقيقة في هذه المنطقة لا احتمال له – وبغير تسوية كهذه او غيرها لا يوجد لنا مستقبل ها هنا.

من هنا يطرح سؤال ماذا نفعل اذا؟ هل نحتمل مطر الصواريخ على النقب الغربي ونصمت؟ هل ندع حماس تعتقد اننا نخافها؟ كلا.

ما كان يجب علينا فعله، من الفور بعد الضربة المدهشة التي اوقعناها بغزة هو ان نسارع وندعو الى هدنة. يجب على اسرائيل ان تقول انها غير معنية البتة بجولة اخرى من العنف وانها ليست لها اي خطط لمحاكمة اهل غزة.

قالت اسرائيل على نحو عسكري ما كان لها ان تقول، ومن المؤسف انها اضطرت الى فعل ذلك لكنها مستعدة الان، في اي لحظة للعودة الى الهدنة.

هكذا يفترض ان تتصرف اسرائيل لمصلحتها. يجب ان يكون احد اعتبارات ذلك ضرورة وقف موجة الكراهية الجديدة لنا.