خبر يديعوت: الألاعيب المموِّهة لإسرائيل نجحت في تحقيق مفاجأة تكتيكية فلقد قتلنا المئات

الساعة 06:27 ص|29 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : ترجمة خاصة

تناولت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية بتبجح ما وصفته بـ "التمويه" الذي تعمدته إسرائيل في الأيام التي سبقت بدء العدوان البربري على غزة، ما أتاح للطيران الحربي تحقيق نجاح بنسبة 95% -بحسب تقارير قياداته - في ضرب مقار الأجهزة الأمنية في غزة وقتله مئات.

فقد كتب كبير المعلقين العسكريين في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع أن العملية "مستوجبة، ليس فقط بسبب الوضع الذي لا يطاق في محيط غزة، إنما أساساً بسبب الضرر المتواصل لهيبة الردع الإسرائيلية".

ورأى أن العملية العسكرية "لن تكون لطيفة، لكن يجب أن تكون قوية وسريعة"، محذراً من "خطوات متسرعة أو متلكئة على السواء".

وأضاف أن "من شأن خطوة متسرعة أن تحيي ما أسماه "إرهاب الانتحاريين" في الضفة الغربية، ويغلق العرب في إسرائيل الشوارع، ويطلق حزب الله الصواريخ من الشمال، ويوشك العالم العربي على الانفجار، فيما من شأن التلكؤ أن يتيح لحماس أن تطل برأسها من جديد وعندها ستخرج إسرائيل من هذه العملية كما خرجت من حرب لبنان الثانية، مضروبة ومهانة"، على حد تعبيره.

ورأى المعلق أن هدف العملية الحالية ليس إسقاط حكم "حماس"، إنما توجيه ضربة شديدة للحركة تتيح لإسرائيل تهدئة بشروط مقبولة، وعليها "أن تفرض على حماس وقفاً جديداً ومؤقتاً لإطلاق النار، لكن أن تكون أسسه ثابتة ومريحة أكثر بالنسبة لإسرائيل".

وتباهى الكاتب بـ "الألاعيب المموِّهة" لإسرائيل التي "نجحت في تحقيق مفاجأة تكتيكية" على حد قوله.

وأشار برنياع إلى أن أولمرت موّه بإعلانه أنه سيعقد اجتماعاً للمجلس الأمني المصغر يوم الأحد للبحث في إطلاق عملية عسكرية في القطاع، وباراك ضلّل "حماس" بإتاحته يوم الجمعة الماضي دخول عشرات الشاحنات التي تحمل مواد غذائية لغزة.

واعتبر قرار شنّ العدوان يوم السبت، وهو يوم لا تشن فيه إسرائيل حروباً لقدسيته، "فكرة صائبة ولامعة" وأن هذه المفاجأة أوقعت عدداً أكبر من القتلى، مضيفاً أن "هذا الهجوم ذكّرنا بالهجوم الناجح للطيران الإسرائيلي مع بدء حرب الأيام الستة (1967)".

وكتب يوسي فرطر في "هآرتس" أن بداية العملية "تحمل بصمات باراك المتحايلة والمموّهة، هذا الرجل الأكثر تقلداً للأوسمة العسكرية".

وأضاف أن هذا التحايل لا يعني أن باراك هو الأنسب ليكون رئيس الحكومة "لكن من شأن العملية أن تنقذه وتنقذ حزبه من التحطم المهين الذي تتوقعه استطلاعات الرأي".