ما هو مصير "المصالحة" وغزة بعد استهداف الحمد الله؟!

الساعة 03:44 م|13 مارس 2018

فلسطين اليوم

في ظل التعقيدات التي تشهدها المصالحة الفلسطينية التي لا تزال متعثرة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة، جاءت محاولة استهداف موكب رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله لتزيد "الطين بلة"، وتبشر بقادم أخطر على القطاع وسكانه.

وتعرض موكب الحمد الله لتفجير عبوة ناسفة على جانب الطريق أثناء مرور موكبه قادماً من معبر بيت حانون شمال القطاع، للمشاركة في افتتاح محطة معالجة الصرف الصحي.

الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، ومن ضمنهم حركة "حماس"، دانت محاولة اغتيال الحمد الله بأشد العبارات، لكن إعلام حركة "فتح" والرئاسة توجه نحو اتهام "حماس" بالوقوف خلف العملية.

السؤال الذي يشغل أهل غزة كثيراً في إطار تداعيات محاولة اغتيال الحمد الله: "ماذا بعد التفجير؟!"، وما مصير المصالحة المتعثرة أصلاً؟! وهل يجر التفجير المصالحة إلى مربع الانقسام الأول؟!.

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل يرى أن "التفجير الآثم"، سيترك انعكاسات خطيرة على الوضع الفلسطينية الداخلي، وسيسمم أجواء وتفاهمات المصالحة، قائلاً "ظهر جلياً التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس على خلفية التفجير الأمر الذي أعاد الى الأذهان الانقسام الفلسطيني في أبشع صوره".

ويعتقد عوكل أنَّ أخطر ما في التفجير هو "انعدام الثقة بين حركتي فتح وحماس على خلفية التفجير"، مشيراً إلى ضرورة وقف المهاترات والاتهامات المتبادلة والتراشق الإعلامي السلبي، وعدم قطع الطريق على المصالحة.

وقال: للأسف التراشقات الإعلامية غير منطقية إطلاقاً خاصة أن لجان التحقيق لم يصدر عنها أي شيء رسمي، والأصل أن يتم الابتعاد عن التراشق الإعلامي وفتح المجال أمام لجان التحقيق للوصول إلى الجناة.

وأضاف: المطلوب من التفجير رأس المصالحة الفلسطينية، لذلك على الجميع التروي والتعقل والتنبه تجاه المؤامرة التي تستهدف الحالة الفلسطينية.

ويرى أن المستفيد الأول من التفجير الآثم هو العدو الإسرائيلي الذي يحاول زرع الفتنة والفرقة بين الفلسطينيين في ظل فكفكة بعض الازمات، مشيراً إلى ان "إسرائيل" هي صاحبة المصلحة الحقيقة، بغض النظر عن الأدوات، إذ من الممكن أن تكون هي من نفذت العميلة بشكل مباشر، أو بطريقة غير مباشرة عن طريق عملائها، أو التفجير نفذته مجموعات متطرفة، أو جهات لا ترغب في إتمام المصالحة لتضرر مصالحها.

ودعا حركتي فتح وحماس إلى وقف التراشق الإعلامي وانتظار نتائج التحقيقات والتوجه بقوة نحو المصالحة.

كما، ودعا الفصائل الفلسطينية والوفد المصري إلى بذل الجهود المطلوبة لتفويت الفرصة على الجهات المعنية بتخريب المصالحة، والعمل الجاد لتهيئة الأجواء الداخلية لطي صفحة الانقسام.

الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أكد أنه من المبكر معرفة حقيقة واسباب الانفجار الذي حدث بعيدا عن موكب السيد رامي الحمد الله، مشيراً إلى أن أي يد تمتد او تروع أي فلسطيني هي يد إسرائيلية.

وأضاف: يخطئ اليوم ناطقي فتح واعلام السلطة إذ يبرئ الاحتلال ويلقي المسؤولية على حماس، وهذا خطأ استراتيجي غير مقبول، واتمنى ان تنتبه فتح لخطابها، ولتتمتع بمسؤولية وطنية وأخلاقية قبل كل شيء، ولتحذر ان تستغل هذا الحدث للتنصل من التزاماتها ودورها في قطاع غزة.

أما المحلل السياسي حسام الدجني، فقال: إن "استهداف موكب رئيس الوزراء واللواء ماجد فرج هو استهداف للمشروع الوطني ككل وليس المصالحة فقط، وعليه مواجهة هذا الانفجار يبدأ أولاً بالكشف عمَّن يقف خلفه، ومحاكمته ثم الاستمرار في مسيرة المصالحة وتسريع وتيرتها".

وعن السيناريو المقبل والمتوقع لغزة، أضاف: "السيناريو مرتبط بالنوايا؛ فإن كانت نوايا السلطة مع تحقيق المصالحة فممكن أن يشكل التفجير عنصراً ضاغطاً لتنفيذها والعكس صحيح".

وأضاف المحلل السياسي، أن المصالحة ماضية في طريقها وستتم بنجاح سواء من الجانب المصري أو حكومة الوفاق الوطني.

من جانبه، اتفق الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب ان الهدف الرئيسي لاستهداف موكب الحمد الله هو وضع العصي في دواليب المصالحة الفلسطينية وعرقلة الجهود الرامية لإنهاء الانقسام.

وأوضح حبيب أن التفجير يحمل العديد من الرسائل إلى جانب التشويش على أجواء المصالحة الفلسطينية، وتتمثل في محاولة ايحاء الجهات المنفذة أن حماس غير قادرة على السيطرة على الأمن، وإشارة من الجهة المنفذة ان جهود المصالحة وإنهاء الانقسام ستفشل.

وأشار إلى أن التفجير يحمل رسالة من المتضررين من محاولات إنهاء الانقسام للقول "إنهم لن يألوا جهداً لإفشال المصالحة".

وذكر أن التفجير سيؤثر سلباً على المصالحة الفلسطينية في حال استمرار التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس.

من جهته، قال الخبير الأمني اللواء المتقاعد خضر عباس إن التفجير جاء بعد ورود معلومات عن تمكن الوفد الامني المصري خلال زيارته الأخيرة من إحداث انفراجة في ملف المصالحة، وجلبه مقترحات جديدة بخصوص الجباية والأمن والموظفين.

ويعتقد اللواء عباس أن ثمة رسالة سياسية وأمنية من التفجير، بغية تخريب الإنفراجة المذكورة التي جاء بها الوفد المصري.

وذكرت مصادر صحفية أن الرئيس عباس قد قطع زيارته التي كانت في العاصمة الأردنية عمان، وتوجه على الفور إلى مدينة رام الله، اليوم الثلاثاء، على ضوء حادثة محاولة اغتيال الحمد الله بغزة.

وتحدثت مصادر قيادية فتحاوية، أن عباس سيعقد اجتماعاً طارئاً وهاماً لكل قيادات حركة "فتح" وقادة الأجهزة الأمنية بالضفة، لتقييم الوضع القائم في القطاع، وأخذ التدابير اللازمة وخطوات الرد على العملية، التي توقعت أن تكون "قاسية".

 

كلمات دلالية