بالصور جرحى 2014.. النزيف لم يتوقف بعد!

الساعة 01:07 م|13 مارس 2018

فلسطين اليوم

حسرة كبيرة تسكن أجساداً متعبةً ومرهقة، أناس لا زالت رائحة البارود والدماء تطارد ذكرياتهم وحياتهم بشكل يومي، منهم من بترت أحد أطرافه، وغيره من لا زال يعاني آلاما لا تتوقف، هكذا هو حال الجريح الفلسطيني.

في قطاع غزة ومع جرحى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة عام 2014 الأمر يختلف كثيراً، فمعاناتهم الجسدية والنفسية أضيف عليها عبءٌ جديد وهو المعاناة المادية، نتيجة تجاهلهم وعدم التفات المؤسسات الرسمية لهم.

اليوم يتفتح الوجع الدفين لهؤلاء من جديد في حديثهم مع مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" خلال فعاليات يوم الجريح الفلسطيني الذي تم إقراره في 13/3 من كل عام بمرسوم رئاسي موقَّع من الرئيس الراحل ياسر عرفات.

الجريح 2
الجريح محمد السلك 

محمد السلك (42 عاماً) من حي الشجاعية لا زال يذكر التفاصيل الكاملة لاستشهاد أطفاله الثلاثة و7 آخرين من أفراد عائلته عندما قصفت طائرات الاحتلال منزلهم، هبَّ يومها محمد لنجدتهم لكن صواريخ الموت طاردته حتى داخل الإسعاف، مما أدى إلى بتر قدمه وفقدانه القدرة على الإنجاب بسبب الإصابة.

ألم محمد الذي تمنى الشهادة مع أطفاله ألف مرة لم ينتهِ، فهو الذي يكافح للإنجاب من جديد بعد أن فقد جميع أطفاله لكن دوى فائدة تذكر، كما أن أوضاعه المعيشية متأزمة جداً بسبب فقدانه لعمله في مجال المحاسبة بعد إصابته، وعدم صرف راتب له كجريح فلسطيني.

ويقول محمد: "ما ذنبنا نحن، أصبنا واستشهدت عوائلنا، ودمرت بيوتنا فوق رؤوسنا، وفقدت عن نفسي القدرة على الإنجاب، وبعد كل ذلك لا أجد ما أعيل به عائلتي، كل ذلك بسبب المناكفات السياسية والانقسام اللعين الذي لا ذنب لنا فيه".

الجريح 3
الجريح محمد أبو بيض 

أما الجريح محمد أبو بيض (30 عاماً) الذي بترت قدمه في قصف إسرائيلي غاشم استهدف مجموعة من الشبان خلال عدوان 2014، لم يعد قادراً على لعب كرة القدم التي كانت شغفه الكبير ومصدر رزقه كذلك.

لعب الشاب في صفوف العديد من أندية الدرجة الممتازة في قطاع غزة وكان له بصمته، قبل أن تغيَّر الإصابة شكل حياته، وتتركه وحيداً دون مصدر رزق، ويستذكر أبو بيض تفاصيل إصابته قائلاً: "كنت على باب البيت أنا وثلاثة من أصدقائي قبل أن تقوم طائرات الاحتلال باستهدافنا بشكل مباشر، وعندما استفقت في المستشفى أبلغوني أن أصدقائي الثلاثة استشهدوا وأنني فقدت قدمي من فوق الركبة".

وأضاف: "عانيت كثيراً على المستوى النفسي والجسدي لكن دعم زوجتي وطفلتيَّ لي وعائلتي أعاد لي القليل من الأمل، وبقيت أكافح حتى أصبحت جزءاً من منتخب فلسطين لألعاب القوى، ومنتخب الطائرة جلوس".

الأمل الكبير الذي يحمله محمد في صدره وتغلبه على إصابته اصطدم بجدار الفقر والحاجة، فلم يترك باباً رسمياً إلا وطرقه حتى يحصل على حقه في صرف راتب خاص له كونه جريح فلسطيني، لكن كل محاولاته باءت بالفشل.

الجريح 1
الجريح محمود سكر

"لم يتوقف النزيف بعد" هكذا وصف الجريح محمود سكر (32 عاماً) من سكان حي الشجاعية أوضاع الجرحى، وهو الذي بترت قدمه خلال العدوان الأخير، وتحولت حياته إلى مأساة وفقر ووجع.

حاله كغيره من جرحى 2014 لم يحصل سكر على أي فرصة عمل بعد أن فقد عمله في مجال "الطوبار"، كما أنه لم يتلقَ أيَّ دعم من الجهات الرسمية أو الأهلية.

يشتكي سكر بحسرة وألم عميق قائلاً: "أسكن في بيت والدي المتوفي مع زوجتي و4 أطفال آخرين، وأمي مريضة بالسكر وكبيرة في العمر، ولا يوجد لدي أيُّ مصدر رزق بعد أن فقدت عملي، ولا أعلم كيف أستطيع تدبر أموري، وكثيراً من الأحيان لا أفعل، كل هذا ولا أحد يلتفت لنا أو ينظر بعين الرحمة لمعاناتنا المضاعفة".

يذكر أن عدد الشهداء خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 بلغ 2139 شهيد بينهم 579 طفلاً و263 امرأة و102 من المسنين، فيما بلغ عدد الجرحى 11128، منهم 3374 طفلاً و2088 سيدة و410 مسنين.

 

كلمات دلالية