خلال مؤتمر نظمه ملتقى النجد التنموي

متحدثون يوصون بتوفير فرص عمل للشباب وإنهاء الانقسام لمواجهة الفكر المنحرف

الساعة 10:48 م|12 مارس 2018

فلسطين اليوم

أوصى متحدثون في ختام فعاليات مؤتمر "نحو مجتمعات خالية من التطرف والعنف والانحراف الفكري" بتعزيز قيم التسامح والحوار ونشر ثقافة السلم الأهلي، وتوفير فرص عمل للشباب والإسراع في تحقيق المصالحة الوطنية.

كما دعا المتحدثون في المؤتمر الذي نظمته مؤسسة ملتقى النجد التنموي بالشراكة مع لجنة المونانيت المركزية "mcc" الحكومة الى تطوير سياسات التعليم والمناهج التربوية، وخلق فرص عمل لجيل الشباب والخريجين من خلال تنفيذ المشاريع التنموية، بالإضافة الى تعزيز قيم التكافل الاجتماعي.

واعتبر المتحدثون الذي حضره رجال دين مسلمين ومسيحين ومحللون سياسيون وكتاب وممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية الاحتلال الإسرائيلي وممارساته وحصاره أحد اهم الأسباب التي أدت الى التطرف والانحراف الفكري، بسبب انهيار الأوضاع الاقتصادية.

وطالب المتحدثون في المؤتمر الذي نظم في فندق المتحف بمدينة غزة، اليوم الاثنين العالم بالضغط على إسرائيل لرفع حصارها وفتح المعابر وانهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وشدد هؤلاء على ضرورة العمل على ضبط الخطاب الديني والتوفيق فيما بين المؤسسات الدينية وتوجيهها نحو خطاب ديني معتدل، وتجنيد الاعلاميين والمثقفين والجامعات لتبني خطاب تنويري.

وادار المؤتمر في جلسته الأولى الدكتورة عبير ثابت أستاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر، فيما ادار الأستاذ سليم الهندي منسق تحالف السلام الفلسطيني في غزة الجلسة الثانية.

وفي كلمة له، قال خالد أبو شرخ رئيس المؤتمر، المدير العام لملتقى النجد التنموي، إن الشواهد الدالة على سوداوية المرحلة القادمة ماثلة تماما للعيان، مضيفاً أن الفكر الديني المعتدل والمناهج السياسية الوسطية تسير تدريجيا نحو الانحسار، ولن تتعدى تأثيراتها حدودها الذاتية والقطرية.

وأكد أبو شرخ ان الاحتلال الإسرائيلي هو أهم البواعث على العنف والتطرف، لأنه بسلوكه العدواني وسيطرته على سبل حياة الافراد، ومنعه لحريتهم في الحياة الكريمة والتنقل ومحاربة الهوية الوطنية للأفراد في وطننا، يساهم في تشكيل ردة الفعل الوطنية، دفاعا عن كينونتهم الوطنية وكرامتهم الانسانية التي يسلبها الاحتلال.

وأشار أبو شرخ إلى أن الحصار الاقتصادي الذي ينشر الفقر هو عامل اخر من عوامل الدفع باتجاه العنف والتطرف، بل والانحراف الفكري، وتراجع الحياة الديمقراطية في مجتمعنا، كل هذه العوامل تساهم في انتشار الظاهرة "التي نعتبرها كما أسلفنا ظاهرة طارئة ودخيلة على الثقافة الوطنية".

من جانبه قال الدكتور كمال الشرافي مستشار الرئيس لحقوق الانسان، إن المجتمع الفلسطيني كان قبل سنوات يعيش في حالة وئام وسلام داخلي نسبي أفضل من الحالة التي يعيشها اليوم، معتبراً ان السبب الرئيسي لخلق بيئة التطرف والانحراف هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس إرهاب الدولة المنظم.

وأضاف الشرافي في كلمة له، ان الاحتلال يرفض الانصياع للقوانين الدولية ويرفض الاستجابة للرغبة الفلسطينية بالسلام، بل ويمعن باستهداف جميع قطاعات الشعب وخصوصاً الشباب منهم نظراً لأهميتهم.

وأكد الشرافي ان الانقسام الفلسطيني شكل خطراً على المجتمع الفلسطيني ايضاً واسهم في خلق مناخات لنمو التطرف والانحراف، مشيراً إلى أن البعض يتوهم ان انتصاره يتم على ركام الاخر المحلي.

وقال: لا بد من التوحد لمواجهات التحديات الداخلية بالتوازي مع مواجهة التحديات الخارجية، وهذا يلقى على عاتق على المدارس والجامعات التي يجب أن تقوم بالدور المنوط بها في تعزيز قيم المحبة وكذلك الاسرة عليها ان تبدأ بنفسها لمواجهة هذه الافة.

كما أكد الشرافي على أهمية أن يأخذ الاعلام دوره في مواجهة الامراض والظواهر الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني.

من جانبه، قال الدكتور أحمد يوسف رئيس بيت الحكمة، إن المعالجة لهذه الظاهرة من الانحراف الفكري تحتاج إلى جهد الجميع، وعقل وحكمة الجميع، حتى لا يخرق السفينة قلة من المتطرفين.

وأضاف يوسف: مطلوب من الجميع الأخذ على يد هؤلاء الغلاة المنحرفين، ولكن بتوافقات وطنية يكون الكل فيها صاحب رأي وقرار.

بدوره، اكد رئيس مركز ادم لحوار الحضارات عماد الفالوجي على ضرورة الاهتمام بتعزيز ثقافة الحوار بين فئة الشباب لأنهم الاكثر عرضة لفكر التطرف والانغلاق، و دراسة كافة ظواهر التطرف في مجتمعنا ومعرفة اسبابه ونتائجه ومعالجته فقط بالحوار مع الأسباب.

وقال الفالوجي في كلمة له إن الايمان بأن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأهداف، محذراً من أن التطرف والتعصب هو سبب تبرير القتل والتفرد.

ودعا الفالوجي الى اعتماد وعزيز ثقافة الحوار بين كافة فئات المجتمع.

وفي كلمة له اكد الدكتور سلامة أبو زعيتر عضو الأمانة العامة لاتحاد نقابات عمال فلسطين أن التطرف والانحراف الفكري يشكل أكبر التحديات وأصعب الازمات والاشكاليات التي تواجه المجتمع العربي بصورة عامة والمجتمع الفلسطيني بصورة خاصة.

وقال إن التطرف هي ظاهرة اجتماعية ولا يمكن حصرها بفئة معينة، أو جماعة دينية بعينها، فمازالت تتمدد داخل المجتمع ارتباطا بالعديد من الاسباب والمؤثرات، حيث أن الكشف عن التطرف والانحراف الديني وجذوره الذي يتأصل بالتعصب والعنف والتخلف، يحتاج لمزيد من الاهتمام بالبحث العلمي والتقصي لمعرفة أسبابه، باعتباره من أهم مواضيع العصر وأخطرها على حياة الانسان ومستقبله وأمنه الاجتماعي واستقرار المجتمع.

وأوضح أبو زعيتر أن ما أصاب المجتمعات من تصاعد العنف والتطرف والعصبوية والانحراف الفكري الذي سببه الغلوّ والتشدد للرأي.

ودعا أبو زعيتر إلى اعادة صياغة البرامج التعليمية والثقافية الشبابية بحيث يكون الهدف منها التركيز على ثقافة التعددية والديمقراطية، والتنوع والتعايش السلمي بين كل افراد المجتمع بكل اطيافه، إضافة إلى العمل على تنمية روح القيادة والثقة.

أما الشيخ عماد حمتو عميد المعاهد الازهرية في قطاع غزة، فقد استعرض مخاطر التطرف واسبابه وعلاجه، مؤكداً أن نشر العلم الشرعي، وأخذه عن العلماء، وأخذه عن المشايخ المعروفين بالعلم، والمعروفين بالثقة والأمانة وسلامة المنهج، هو سبب عظيم لنبذ هذا الغلو وسبب لتركه.

من جانبه قال الدكتور جيرالد شينك من مؤسسة "mcc" في كلمة له إن الجميع مقتنع بوجود اشخاص لديهم مسؤولية جدية للبحث عن سبل لتجنب الحروب والعنف ومساعدة المجتمع بشكل عام للوصول للشفاء والامل.

وأضاف شينك: لو لم نمتلك الايمان لسقط منا الكثير في فخ الخوف والكره والعنف والانتقام بدون الايمان، داعيا الى المزيد من العمل لابعاد الأجيال عن مربعات العنف والتطرف حتى تنعم الأجيال الحالية والقادمة بالاستقرار وبحياة أفضل.

من جانبه قال راعي الطائفة اللاتينية في قطاع غزة المطران ماريو دي سيلفا، ان الكنيسة تعمل لنشر رسالة السلام والمحبة، مؤكدا ان العنف يأتي من الخطية وليس من الله.

وأضاف دي سيلفا في كلمة له ان الكنيسة تعمل على الحفاظ على السلام من اجل البشرية، مؤكداً أن غياب العدالة يصعب من تحقيق السلام والمحبة.

وأكد دي سيلفا ان فلسطين تعاني من غياب العدالة وعلى العالم ان يعمل بكل مكوناته لتحقيق العدالة بين البشر.

بدوره قال العميد زكي الشريف من وزارة الداخلية بغزة في كلمة له إن دوافع متعددة تدفع المتطرفين ومن بينها عدم استقرار البيئة العائلية وعدم القدرة على استكمال التعليم والفقر وعدم توفر فرص العمل، بالإضافة الى الفهم الخاطئ للدين.

كلمات دلالية