خبر شهداء وجرحى في سلسلة غارات يرفع ضحايا المحرقة إلى 305 شهداء .. وغزة تودع شهدائها

الساعة 07:51 م|28 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم – غزة

جددت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها على قطاع غزة مساء الأحد، مسببة أضرار بشرية ومادية وأوقعت مزيدا من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين فيما شيعت جماهير غيرة في مختلف قطا غزة شهداء المحرقة الصهيونية .

فقد افاد مراسلنا أن الطائرات الصهيونية سوّت مسجد القسام في بلدة عبسان شرق خانيونس بالأرض، بحسب شهود عيان.

 

كما شنت طائرات الاحتلال، هجوما جويا على "بلوك O" في مدينة رفح، في الوقت الذي انسحب فيه الجيش المصري من الشريط الحدودي، بعدما قتل فلسطيني وجرح العشرات ممن حاولوا اجتياز الحدود بعد قصف إسرائيلي.

وفي مدينة خانيونس شنت الطائرات الحربية الصهيونية غارة على مدينة بلدة القرارة مما أدى إلى استشهاد مواطن فلسطيني .

وفي مخيم النصيرات، وسط القطاع، سقط ثلاثة شهداء، في قصف بطائرات "إف 16"، فيما قصف مقر سابق للمخابرات الفلسطينية شمال غزة.

 

ودخلت 12 شاحنة مساعدات طبية، من خلال ثغرة حدودية فتحها الفلسطينيون في الحدود المصرية الفلسطينية.

 

كما استهدفت الغارات الإسرائيلية، مركز شرطة الشاطئ، و ورشة لإصلاح السيارات في حي التفاح شرق غزة، إضافة إلى قصف سيارة في مخيم النصيرات وسط القطاع اوقعت شهيدين.

 

وفي حي الزيتون، سقط شهيدان وأصيب 8 فلسطينيين بجروح، في قصف إسرائيلي لمنزل مواطن فلسطيني.

 

الجنازات تغمر شوارع غزة وتشييع مشترك لشهداء "فتح" و"حماس"

ازدحمت شوارع مدن ومخيمات قطاع غزة بعشرات الاف الفلسطينيين الغاضبين الذين شيعوا في جنازات اكثر من مائتي شهيد سقطوا في اعنف موجة غارات جوية اسرائيلية منذ سنوات طويلة وهم يدعون للثأر والانتقام.

 وساد حداد عام مناطق قطاع غزة التي اتشحت بالسواد. وشارك اكثر من خمسة الاف فلسطيني في جنازة قائد الشرطة في الحكومة المقالة اللواء توفيق جبر.

وفي وسط منزل عائلته في رفح سجي الجثمان الملفوف بعلم فلسطيني ورفعت صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات بينما اخذت مربيته تصرخ "عاش مناضلا ومات شهيدا وهو يحمي المشروع الوطني وفلسطين". وانطلقت الجنازة بعد وداعه الحزين في المنزل من ستاد المدينة وجابت الشوارع والازقة وهم يرددون هتافات منها "الانتقام الانتقام يا كتائب القسام" قبل ان يوارى الثرى في "مقبرة الشهداء" في رفح.

 

وفي حي الزيتون شارك اكثر من عشرة الاف فلسطيني في جنازة عشرين شهيداً غالبيتهم من عناصر الشرطة وكتائب "القسام" وجابت شارع صلاح الدين الرئيسي باتجاه "مقبرة الشهداء" في المدينة. وعثر صباح اليوم الاحد على جثة حمودة حمود (27 عاما) وهو من عناصر "كتائب القسام" تحت انقاض مبنى جمعية للاسرى المحررين في غزة.

ولا زالت طواقم الانقاذ تبحث عن ثلاثة من ابناء عمه وهم: ناصر ومحمد ومنير حمودة وجميعهم من عناصر "القسام" تحت انقاض المبنى المكون من عشر طبقات. ويقول حمدان حمودة "هذه مذبحة حقيقية (...) الشباب يقتلون بدم بارد(...) الصواريخ باغتتهم فجأة وانهالت عليهم وهم في مقراتهم". واضاف: "هم يريدون القضاء على "حماس" لكن الله يحمي الحركة ويحمي شبابها مهما قتلوا منهم (...) المقاومون سيردون بالفعل لا بالكلام". وفي المنزل الذي يبعد اقل من كيلومترين عن الحدود الشرقية مع اسرائيل اقيم "بيت عزاء للشهيد" توافد اليه المئات من الاقارب والجيران للمواساة فيما انشغل صبية في رفع رايات حركة "حماس" فوق اعمدة الكهرباء في محيط المنزل. ويقول والد احد الشهداء في حي الزيتون، اسماعيل ابو سليم (45 عاما) وهو "اليوم نشيع شهداءنا الى الجنة وغدا يشيع الصهاينة قتلاهم الى النار(...) سننتصر باذن الله". وفي جنازة مشتركة في مخيم المغازي، شيع اكثر من الفي فلسطيني شهيدين احدهما من عناصر "حماس" وهو رامي ابو الشيخ والاخر من حركة "فتح" وعنصر من الامن الوطني التابع للسلطة الفلسطينية سالم ابو شملة استشهدا السبت في غارة استهدفت مقر شرطة "حماس" في المخيم.

 

وقال اشرف ابو شملة (34 عاما) وهو شقيق سالم "ما يهون علينا اننا نرى مئات الشهداء (...) لكن المصاب كبير".

 

وكان في وداع سالم ابناه الطفلان احمد ( 10 سنوات)، ومحمد(4 اعوام)، اللذين لم يتمكنا من تقبيل وجهه الملفوف اثر تمزيقه بشظايا صاروخ اسرائيلي. ودعا المشيعون الغاضبون للثأر.

 

وفي خان يونس، انطلق الاف المشيعيين وهم يحملون على النعوش جثامين خمسة شهداء كانوا سقطوا في الغارة الجوية التي شنها الطيران الحربي الاسرائيلي على مقر شرطة "حماس" في المدينة. ولفت الجثامين برايات "حماس" الخضراء. وتعالت هتافات المشيعين الغاضبين وهم يرددون صيحات "الله اكبر(...) الموت لاسرائيل والموت لاميركا". وفي مدينة غزة لا يكاد يخلو حي من جنازة تسير نحو المسجد العمري الكبير حيث اديت صلاة الجنازة.

 

وبينما يندفع المشيعون نحو الجنازة تراقب عيونهم السماء حيث الطائرات الاسرائيلية التي تطلق الصواريخ بين وقت واخر مستهدفة مقار امنية وشرطية او منازل لمدنيين. وفي اقل من اربع وعشرين ساعة قتل قرابة ثلاثمائة فلسطيني غالبيتهم من افراد الشرطة.

 

وفي دير البلح، شارك اكثر من الف فلسطيني في جنازة الطفل عدي ابو منسي ذي الاعوام السبعة ووالده عبد الحكيم اللذين استشهدا في غارة جوية استهدفت مقرا للشرطة قرب مدرسته. وخلت الشوارع من المارة الا من سيارات الاسعاف او المركبات المدنية التي تنقل جرحى او اشلاء قتلى بعد كل غارة جوية اسرائيلية. ويتوقع مدير الاسعاف والطوارئ في غزة ، الطبيب معاوية حسنين ارتفاع عدد القتلى لاسيما وجود اكثر من 120 جريحا في حالة خطرة او حرجة جدا. ودعا المسعفون في مستشفى "الشفاء" في مدينة غزة، والمكتظ بجثث القتلى والجرحى، المواطنين لنقل جثث ابنائهم حال التعرف عليها كي يتسنى وضع جثامين شهداء ينقلون الى المستشفى تباعا.