نعم انتخابات، لا انتخابات- يديعوت

الساعة 01:10 م|05 مارس 2018

فلسطين اليوم

"تحدثنا فقط عن الايديولوجيا"

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: لنفترض ان نتنياهو خرج من الانتخابات دون ضر، واعاد تشكيل حكومته. "الشعب قال كلمته"، سيعلن. ولعل هذا سيؤثر في ناخبيه، ولكنه لن يؤثر على المستشار القانوني للحكومة. فنحن لا نحسم حاليا المحاكمات في تصويت في صندوق الاقتراع - المصدر).

 

بعد ليلة تقلب فيها في نومه يستيقظ رئيس الوزراء في واشنطن، يتوجه الى الاص الصيني الكبير الموضوع على الطاولة، يسحب الوردة الاجمل وينزع أوراقها واحدة إثر اخرى. نعم انتخابات، لا انتخابات، نعم انتخابات، لا انتخابات. ينزع وينزع، ينزع وينزع، الى أن تنتهي الوردة. ودون أن يكون راضيا ينزع ورقة اخرى. لا انتخابات، نعم انتخابات، لا انتخابات، نعم انتخابات. اف.

 

لا من الناخبين هو يخاف في هذه اللحظة بل من رفاقه. فيعود الى الكابوس الذي قض مضجعه: بعد لحظة من استقالتي يذهبون الى الرئيس ويعرضون عليه بهدوء، فحص امكانية حكومة بديلة، حكومة بدوني. المرشح هو كاتس او ادلشتاين او اردان او كائنا من يكون، حتى ميري. قررنا ان نسمح لنتنياهو، بوجع قلب، ان يتفرغ كل وقته للحرب في سبيل براءته، يقول قرار مركز الليكود؛ نحن نتمنى له النجاح بكفاحه العادل. آفي غباي يقترح الانضمام الى حكومة برئاسة المعسكر الصهيوني. يقترح ان ينضم الى الحكومة على رأس المعسكر الصهيوني. الاصوليون يذعرون ويبقون والحكومة تقوم، مع غباي او بدونه. والمتصدرون يصلون الى البيت في شارع بلفور. ومن خلف وجوهم المغلقة ارى ابتسامة.

 

يتصدى نتنياهو في هذه اللحظة لثلاث ساعات. كل واحدة منها تسير بوتيرة مختلفة. الساعة الاعلامية هي اسرعها. فهو يصدر كل يوم سلسلة من العناوين الرئيسة، التي تعكس عطش محافل الاعلام للدراما وخوفها من المحافل المنافسة. ليس دوما النبأ هو نبأ، ليس دوما العنوان يبرر التفاصيل. فهو لا يكون احيانا الا عنوانا.

 

الساعة القضائية هي ابطأها. هذه هي وتيرتها الطبيعية. وحقيقة أن الحديث يدور عن رئيس وزراء مع قاعدة واسعة في الرأي العام، تبطيء الوتيرة اكثر فأكثر. وسيفعل النواب العامون كل ما في وسعهم كي يصلوا الى المحكمة على المضمون، حتى وان كانوا كنتيجة لهذا سيضيعون الطريق.

 

الساعة السياسية هي الاقل توقعا منها جميعا. لقد سرعت التحقيقات سيرها: فالرابط الذي يوحد الائتلافات يقطع بشكل عام قبل سنة من الانتخابات، حين يحاول كل واحد من الشركاء تمييز نفسه عن الاخرين. هذه المرة، بسبب التحقيقات، شيء ما اهتز في احساس أمن الشركاء، والشقاق بينهم استبق بنصف سنة. ليبرمان يبحث عن اصوات يمينية مناهضة للاصوليين

 

ممن يقتربون من لبيد. ليتسمان يتنافس مع جفني على تأييد الاصوليين المتطرفين، بينهم مؤيدو الحاخام اويعربخ الذي توفي مؤخرا. في هذه المواجهة لا توجد حاجة حقيقية – العاب قوة فقط. العاب غرور وخوف من الانتخابات.

 

حسب الاستطلاعات، فان التحقيقات لم تضعف نتنياهو في الجمهور بل ربما قوته في المدى القصير. ولكنها اضعفته في حكومته. هذا ما يكتبه من هنا السفراء الى حكوماتهم، هذا ما يقدره رجال وزارة الخارجية في واشنطن. ولعله لهذا الغرض فانه يهدد بتقديم موعد الانتخابات، بعد ايام من وعده الا يقدمه: فهو يفهم بانه قابل للابتزاز.

 

الانتخابات لن تجعل هذا الواقع البشع اجمل أو اكثر احتراما. كما أنها لن تعفي نتنياهو من تحقيقاته. لنفترض ان نتنياهو خرج من الانتخابات دون ضر، واعاد تشكيل حكومته. "الشعب قال كلمته"، سيعلن. ولعل هذا سيؤثر في ناخبيه، ولكنه لن يؤثر على المستشار القانوني للحكومة. فنحن لا نحسم حاليا المحاكمات في تصويت في صندوق الاقتراع.

 

وليس فقط بشعا – سخيفا. افيعاد غليكمان، المراسل القانوني في أخبار 10، روى ليل السبت ما قاله نتنياهو وعقيلته في تحقيقاتهما. على حد قوله، شرح نتنياهو في تحقيقه بان المحادثات التي ادارها مع شاؤول الوفيتش، مالك شركة بيزك، عن مضامين موقع "واللاه" عنيت بالايديولوجيا، وليس في الاخذ والعطاء. وسئلت سارة نتنياهو عن محادثتها مع ايريس، زوجة الوفيتش. فاستخدمت نفس التعبير: المحادثات بينهما عنيت بالايديولوجيا. اقدر ان بين نتنياهو والوفيتش دارت جدار عاصف عن سؤال حول ما الافضل، صهيونية بصيغة بن غوريون أم صهيونية بصيغة وايزمن. وبين السيدتان نتنياهو والوفيتش دار جدار عاصف اكثر حتى في مسألة من هو الاسبق – دولة الرفاه أم مجتمع الوفرة. هل للتوحيد أم للتفريق.

 

لا ايديولوجيا ولا احذية. يجدر بالزوجين أن يغيرا التعابير (او يغيرا المحامين).