خبر رشوان : إسرائيل استغلت التوتر بين « حماس » وأطراف عربية لشن العدوان

الساعة 11:56 ص|28 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم - وكالات

أكد باحث مصري في الشؤون الاستراتيجية، أنّ التخلص من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ومن تيار الإسلام السياسي، هو هدف مشترك بين الجانب الإسرائيلي والنظام العربي الرسمي، لكنه استبعد أن تكون الدولة العبرية قد نفذت عدوانها على غزة بناء على طلب عربي.

 

وأكد الباحث المصري في شؤون الإسلام السياسي، ضياء رشوان، في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، وجود أسباب متشابكة ومعقدة دفعت بالجانب الإسرائيلي للقيام بعدوانه، الذي وصفه بأنه الأكثر خطورة ودموية في فلسطين منذ عامي 48 و67.

 

وقال رشوان "لا شك أنّ هدف التخلص من نموذج الإسلام السياسي الذي تمثله "حماس" هدف مشترك بين إسرائيل والنظام العربي الرسمي، لكنه ليس هو السبب الجوهري في الحرب الحالية، فإسرائيل ليست أداة في يد النظام العربي الرسمي، لذلك فإنّ الأمر يخرج عن قدرة العرب على تحريك إسرائيل". وأضاف رشوان "أنا أعتقد أنّ الأسباب الأساسية إسرائيلية داخلية، لكنها صبّت في مصلحة بعض قطاعات النظام العربي الرسمي، إذ لا شك أنّ عداء أمريكا وإسرائيل للنموذج الإسلامي الذي تمثله "حماس" أكبر بكثير من خوف النظام العربي الرسمي، الذي يخاف فقط على موقعه، بينما إسرائيل تخاف على وجودها أصلاً"، على حد تقديره.

 

لكنّ رشوان أشار إلى أنّ الجانب الإسرائيلي استفاد من توتر العلاقة بين النظام العربي الرسمي و"حماس"، ومن تدهور الوضع الأمني في العراق، ومما هو متواتر عن علاقة "حماس" بإيران؛ لتوجيه هذه الضربة العسكرية لغزة. وقال رشوان "لا شك أنّ إسرائيل استفادت من موقف النظام العربي الرسمي من "حماس" ومن علاقتها بإيران، لكن لا يمكن القول إنّ العرب كانوا طرفاً أساسياً في هذا العدوان، فإسرائيل معتادة على هذا العدوان منذ اجتياح لبنان في 1982 وحرب تموز 2006 حتى حرب غزة"، حسب تعبيره.

 

وقلّل رشوان من أهمية أي موقف عربي رسمي يتم اتخاذه بشأن غزة، وأرجع ذلك ليس فقط إلى ضعف الموقف العربي عامة؛ وإنما إلى حجم العملية العسكرية الإسرائيلية، وقال "أعتقد أنّ الأمر بالنسبة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليس متعلقاً فقط بالقضاء على "حماس" أو أي فصيل آخر، وإنما الأمر متصل بالقضية الفلسطينية برمتها، فما يجري في غزة هو مجزرة لم تحصل في غزة منذ 48 و67".

 

وتابع رشوان "الخطورة أنّ الجانب الإسرائيلي مصمم على الاستمرار في هذه العمليات العسكرية، وأعتقد أنها لن تتوقف قبل الانتخابات الفلسطينية في 10 شباط (فبراير) المقبل، لكسر إرادة الصمود في غزة الموجودة قبل قيام "حماس" أصلاً. ولا شك أنّ أضعف النظم له ما يقدم اليوم لغزة، لكن الظروف الراهنة والمشهد الكارثي الذي يستفز حمية كل العرب يجعل من أي موقف مرتقب أقل من المطلوب"، على حد قوله.