نهاية الايديولوجيا -اسرائيل اليوم

الساعة 12:27 م|01 مارس 2018

فلسطين اليوم

بقلم: حاييم شاين

(المضمون: لقد انهارت ايديولوجيا اليسار. فاغلبية الجمهور في اسرائيل تفضل دولة يهودية على دولة كل قومياتها. والمواطنون المحبون للحياة غير مستعدين لان يعودوا ليعيشوا في حدود 1967. يهودا والسامرة بالنسبة لهم ليست اراض محتلة - المصدر).

لم تكن ايام طيبة لليمين الاسرائيلي كذاك اليوم الذي اعلنت فيه زهافا غلئون عن انسحابها من رئاسة ميرتس، كونها شخصت واستوعبت نهاية الايديولوجيا في حزبها. حتى حزب اليسار الايديولوجي الاخير يتخلى عن طريقه، رؤياه وقيمه. دليل آخر على نظرية عالم الاجتماع دانييل بال، الذي في كتابه "نهاية الايديولوجيا" يشرح باستطراد سقوط الاشتراكية.

بشجاعة جماهيرية جديرة بالثناء، أوضحت غلئون بانها أخذت الانطباع بان منتسبي ميرتس وشباب قيادته مستعدون لهجر الايديولوجيا من أجل المشاركة في الحكم وفي مناعمه.

شولميت الوني، رحمها الله، والتي كانت بين مؤسسي ميرتس في العام 1992، لا بد تتقلب في قبرها حين تسمع نوابا من ميرتس مستعدين لان يجلسوا في حكومة مع ليبرمان وبينيت.

لا يدور الحديث عن نشاط شباب – بل عن تنكر نشط لمفاهيم اليسار، تنكر ينبع من احباط مستمر ونظرة الى المزاج العام في المجتمع الاسرائيلي الذي اتجه يمينا. يئير لبيد وآفي غباي استوعبا منذ الان هذا المزاج العام واضفا على نفسيهما قناع مساخر من نوع يميني.

في هذا اليوم الهام يتحقق حلم آخر لزئيف جابوتنسكي الذي كتب في قصديته "كلها لي" بانه سيأتي اليوم الذي يهزم فيه الازرق – الابيض الاحمر ويجمع فيه شبابه. اغلبية متماسكة في اسرائيل لا تتأثر بنخب اليسار في الاكاديميا، في الثقافة وفي الاعلام. نخب حتى قبل قيام الدولة حاولوا تصميم المجتمع الاسرائيلي على صورتهم وعلى شكلهم من خلال أتون الصهر الاجتماعي والفكري.

اليسار يطوي الاعلام

لقد انهارت ايديولوجيا اليسار. فاغلبية الجمهور في اسرائيل تفضل دولة يهودية على دولة كل قومياتها. والمواطنون المحبون للحياة غير مستعدين لان يعودوا ليعيشوا في حدود 1967. يهودا والسامرة بالنسبة لهم ليست اراض محتلة.

الثمن الدموي لاتفاقات اوسلو اقنع بان ليس هناك مع من يمكن صنع السلام الحقيقي معه. الاسرائيليون، الذين تعتمل بهم روح الحرية والمبادرة، لن يوافقوا ابدا على العودة الى ايام شركة العمال، او حكم الهستدروت والاشتراكية في عصرنا.

إذن ما الذي تبقى لليسار؟ ان يطوي الاعلام وان يحاول الانخراط في حكم اليمين.