هل يحاكم صناع التبغ بالعالم كمجرمين؟

الساعة 11:35 م|27 فبراير 2018

فلسطين اليوم

العديد من المؤسسات التي تحارب التدخين، توجه أصابع الاتهام لشركات تصنيع التبغ بإضافة مواد تساعد على إدمان تناول السجائر، ويطالبون بضرورة متابعة المصنعين كمجرمين.

ويقول كيلسي روميو ستيبي المحامي في مؤسسة "مبادرة الصحة ومحاربة التدخين" إنه قبل 15 شهرا قدم محامون ونشطاء من هولندا شكوى إلى المدعي العام بالبلاد يطالبون فيها بتوجيه اتهامات ضد الشركات الأربع الكبرى المصنعة للتبغ في هولندا لكونها جعلت عن عمد المدخنين أكثر إدمانا على تناول السجائر وذلك بإضافة مئات المواد.

ويضيف ستيبي في مقال بالموقع الإخباري الإلكتروني "ذا هيل" أن المشتكين اتهموا شركات التبغ بالشروع في القتل والقتل غير العمد أو محاولات متعمدة لإحداث أضرار جسيمة بالجسم وإلحاق الضرر بالصحة وتزوير الوثائق.

بيد أن ستيبي أشار إلى أن المدعي العام في هولندا رفض مقاضاة المتهمين لوجود عدد من العقبات، من بينها أن التدخين هو إدمان، وأن المدخن على معرفة بالمخاطر الصحية للتدخين وتأثيره عليه.

ووصف هذا القرار بكونه ضربة للصحة العامة في جميع أنحاء العالم، في وقت يعمل العديد من الشركاء على رفع دعاوى جنائية ضد شركات صناعة التبغ في المحاكم بالعالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وقال إن حجج الادعاء العام لرفض مقاضاة الشركات غير مبنية على أسس قوية، ويجب ألا تقف عائقا أمام نجاح مساعي محاكمة مصنعي التبغ.

ويشير المحامي إلى أن المتشككين يسردون حجة رئيسية مفادها أن المدخن على بينة بالمخاطر الصحية للتدخين، لكن الكاتب يعتقد أن لا أحد يعرف حقيقة مقدار ما يسببه التدخين من إدمان، في حين تعمل شركات التبغ على التلاعب بمنتجاتها لجعلها أكثر إدمانا مع مرور الوقت.

ويؤكد الكاتب أن المدخنين لا يعرفون حقيقة المضار الصحية للتدخين، خاصة أن تسعة من بين عشرة مدخنين في أميركا يبدؤون هذه العادة قبل الـ18، أي في سن صغيرة حيث لا يتمتعون بالأهلية القانونية لتوقيع عقد أو شرب الكحول.

كما أن حالة الإدمان -بحسب ستيبي- تلغي الإرادة الحرة لدى المدخنين للإقلاع عن هذه العادة إن هم عزموا على ذلك، ويقول إن تدخين أول سيجارة هو اختيار لكن عندما يصبح المدخنون مدمنين عليها لا يعود لديهم أي خيار.

ويضيف أنه قد يكون من الصعب الإقلاع عن التدخين أكثر من التوقف عن تناول الكوكايين أو الهيروين، مستندا إلى نتائج دراسة أنجزها أحد مراكز السرطان في 2012.

ويشير المحامي إلى أن محاولات شركات التبغ في أميركا تحميل المدخنين مسؤولية إدراك مخاطر التدخين فشلت بالقضايا التي رفعت في المحاكم الأميركية.

كلمات دلالية