خلاف على موقع 13 بؤرة على طول الحدود الشمالية -هآرتس

الساعة 11:58 ص|27 فبراير 2018

فلسطين اليوم

تشدد التوتر بين اسرائيل ولبنان

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: وسيط امريكي يحاول في الفترة الاخيرة جسر الفجوات بين اسرائيل ولبنان المتعلقة باعمال حماية اسرائيلية قرب الجدار الحدودي ومسار الحدود المائية بين الدولتين - المصدر).

 

في الاسابيع الاخيرة زاد التوتر بين اسرائيل ولبنان بشأن الحدود على خلفية تطورين: البدء في اعمال الحماية الاسرائيلية قرب المتلة وفي رأس الناقورة، وانشغال لبنان من جديد بحدود المياه الاقتصادية بين الدولتين بسبب التنقيب عن حقول غاز في مياه البحر المتوسط. الخلافات حول مسار الحدود تتركز في ادعاءات لبنان بشأن موقع 13 بؤرة على طول الحدود الشمالية، حددت من قبل الامم المتحدة قبل 17 سنة.

 

عندما استكملت حكومة باراك انسحاب الجيش الاسرائيلي من المنطقة الامنية في جنوب لبنان في أيار 2000، انتظرت اسرائيل مصادقة الامم المتحدة التي بحسبها انسحبت بصورة كاملة الى الحدود الدولية وفقا لقرار مجلس الامن 425. وبعد مرور بضعة اشهر تم اعطاء المصادقة وذلك

 

بعد قيام الجيش الاسرائيلي بمساعدة قوات اليونفيل بترسيم الحدود عن طريق تحديد بضع نقاط، التي كان للامم المتحدة عليها تحفظات، وتم نقل الجدار جنوبا، وفي بعض الاحيان بضع عشرات الامتار.

 

ولكن لبنان استمر في طرح الادعاءات حول مسار الحدود، أحد اسباب ذلك هو أن ترسيم الحدود استند الى خارطة قديمة تعود الى اتفاق الهدنة الذي وقع عليه الطرفين في 1949 والتي كان مقياس الرسم فيها1: 50 ألف. بسبب ذلك كانت هناك مواقع كان فيها سمك الخط في الخارطة الاصلية هو 50 متر عرض على الارض، الامر الذي أدى الى الخلاف بين الطرفين. وخلال سنوات ركز لبنان ادعاءات حول 13 بؤرة انحرف فيها الجدار ومواقع الجيش الاسرائيلي الى داخل اراضيه، شمال الخط الذي تم ترسيمه في 1949. اسرائيل تحتج ايضا ضد درجة الدقة التي حدد فيها الخط. شارع في جنوب لبنان يمر في قرية العديسة مقابل كيبوتس مسغاف عام، يمر حسب ادعاء اسرائيل في اراضيها.

 

ادعاء لبناني اساسي يتعلق بتموقع الحدود على شاطيء رأس الناقورة، هذا امر هام لأنه استنادا الى ترسيم الحدود على شاطيء البحر تم تحديد منطقة "بلوك 9"، المنطقة المختلف عليها بين الطرفين والتي فيها يستعد اللبنانيون للقيام بالتنقيب عن الغاز. ادعاءات لبنانية اخرى تتعلق من الشرق الى الغرب بثلاث نقاط قرب بلدة شلومي وكيبوتس حنيتا قرب مستوطنة شتولا وشومرا مقابل جبل أدير وافيفيم وكيبوتس يفتاح وكريات شمونة وثلاث نقاط اخرى مقابل المتلة. هناك ايضا خلافات اخرى على منطقة هار دوف (الذي يسميه اللبنانيون مزارع شبعا)، ولكن هناك تدعي اسرائيل أن المنطقة احتلت في الحقيقة من سوريا في حرب الايام الستة وليس من لبنان.

 

في الشهر الاخير عبرت الحكومة اللبنانية عن احتجاجها بشأن البدء في اعمال الجيش الاسرائيلي على طول الحدود في منطقتين، المتلة ومسغاف عام، ومنطقة رأس الناقورة. حساسية لبنان تتعلق بحقيقة أن هذه المقاطع الحدودية تصل الى النقاط المختلف عليها – لذلك فان اقامة حائط بدل الجدار تعتبر خطوة اكثر ثباتا. اسرائيل اعلنت أنها تصمم على مواصلة الاعمال، التي يتوقع أن تستمر بضعة اشهر على طول بضعة كيلومترات. حتى الآن بنيت عوائق على طول 300 متر فقط تقريبا. المستوى السياسي في اسرائيل يتابع عن كثب انشاء الجدار ويصادق على تقدم اعمال البناء. البناء يهدف الى تطوير الدفاعات الاسرائيلية على ضوء الخوف من "انقلاب

 

عسكري لحزب الله"، ربما خطوة اولية لبدء الحرب في المستقبل. الجيش الاسرائيلي يشخص منذ فترة نقاط الضعف على طول الحدود ويتخذ خطوات هندسية مختلفة بهدف تصعيد هجمات موضعية من قبل حزب الله على طول الحدود مستقبلا ضد مواقع الجيش الاسرائيلي أو المستوطنات الاسرائيلية.

 

الدبلوماسي الامريكي ديفيد سترفيلد، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط، يبذل في الاسابيع الاخيرة جهود وساطة حثيثة في محاولة لتهدئة الخواطر، وحتى الآن لم يعلم عن أي اختراق حقيقي. إن من يطرح اساس الادعاءات هو الحكومة اللبنانية، في حين أن قيادة حزب الله تؤكد أن المشكلة هي المس بسيادة لبنان، لذلك فان حكومة بيروت هي التي يجب عليها علاج الامر.

 

في العقد الاخير كانت عدة أحداث فتح فيها جنود الجيش اللبناني النار على جنود الجيش الاسرائيلي على طول الحدود. في 2010 قتل قائد كتيبة احتياط، باطلاق نار قرب كيبوتس المنارة، وفي 2013 قتل رجل من سلاح البحرية في موقع رأس الناقورة. في اسرائيل قلقون من امكانية ان التوتر حول الاعمال الهندسية على طول الجدار سيؤدي الى حادثة مشابهة يكون متورطا فيها جنود من الجيش اللبناني.

كلمات دلالية