اكتشاف الطاقة بسواحل البحر الأبيض الشرقية سلاح ذو حدين

الساعة 05:20 م|24 فبراير 2018

فلسطين اليوم

قالت مجلة فورين بوليسي: "إن اكتشافات الطاقة بسواحل البحر الأبيض المتوسط الشرقية سلاح ذو حدين، إذ يمكنها تعزيز التعاون بين دول المنطقة التي تتمتع أصلا بعلاقات جيدة فيما بينها، كما يمكنها مفاقمة الخصومات الموجودة".

وأشارت المجلة إلى أن سلسلة الصفقات والاكتشافات الجديدة مؤخرا أثارت روحا من التفاؤل بأن هذه الثروة ستكون سببا في تخفيف توترات المنطقة، مثل الصفقات التي أبرمتها "إسرائيل" لتصدير الغاز إلى كل من مصر والأردن.

لكن المجلة ذكرت أن اتفاقيات التعاون بين "إسرائيل" وكل من مصر والأردن من زاوية أخرى ليست سببا للتفاؤل، لأنها تتم بين دول علاقاتها جيدة أصلا، فعلى صعيد آخر أثارت خطط الاستكشاف الجديدة في لبنان و"إسرائيل" توترا شديدا بين البلدين، وبدأ حزب الله يستخدم "خلاف الطاقة" لتصعيد خطابه ضد "إسرائيل".

تركيا وقبرص اليونانية

كما أن سفينة حربية تركية اعترضت الشهر الجاري سفينة استكشاف قبرصية تعمل بالقرب من المياه القبرصية، وهو ما يهدد بتصعيد التوتر بين جزئي قبرص التركي واليوناني.

كذلك فإن الآمال المتعلقة بأن تنهي خطوط أنابيب الغاز الطبيعي بين تركيا و"إسرائيل" والمشروعات الأخرى توتر العلاقات بين البلدين، قد تبددت.

وقالت الباحثة في مركز الآفاق الاستراتيجية للشرق الأوسط -ومقره بيروت- منى سكرية إن هذه الموارد ليست وسيلة للسلام، وتظل مصدرا للكسب الجيوسياسي، وفي الوقت نفسه فإنها بطبيعتها -حتى الآن على الأقل- تفرض على هذه الدول التعاون فيما بينها.

لبنان و"إسرائيل"

وأضافت سكرية: "إن الخلاف الحالي بين لبنان و"إسرائيل" لا يزال على مستوى الكلام، لكن من الممكن أن تتصاعد التوترات وفقا لعادة المنطقة، وهو ما يبرز الحاجة الماسة للتوسط بين الطرفين.

وقال خبير الطاقة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "الإسرائيلي" نيكوس تسافوس: "إن السياسة تقود الطاقة وليس العكس".

وكان التوسط بين "إسرائيل" ولبنان لنزع فتيل التوتر بينهما حول التنقيب عن الغاز على رأس أجندة زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الأخيرة إلى لبنان، كما كانت بالنسبة للمسؤولين الأميركيين منذ 2012؛ لكن دون نجاح.

وترغب "إسرائيل" بشدة في وساطة بينها وبين لبنان، لكن الأخيرة -وخاصة حزب الله- ليست في مزاج للوساطة الأميركية لأنها تعتبر أن واشنطن ليست وسيطا أمينا نظرا لانحيازها الشديد لـ"إسرائيل"، خاصة بعد قرار ترامب نقل السفارة الأميركية في "إسرائيل" إلى القدس المحتلة.

كلمات دلالية